• ٧ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٥ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

معاناة المطالع ومسرته

معاناة المطالع ومسرته

◄هل تعرف قوة الإبصار في عينيك؟

هل تعلم أنّ الإنسان، يتلقى، حتى في عصر تعدد وسائل الإعلام، الجزء الأكبر من معرفته، أي 85 بالمئة، عن طريق المطالعة.

 

السيناريو الأوّل: معاناة المطالع

إنّه الإحباط في حياتنا، في كلّ يوم. ففي مكتبك تتكدس جبال من الجرائد والمجلات، والكتب، والمراجع والمحاضرات التي لم تفتح بعد... فكيف، ومتى ينبغي لك أن تقرأ كلّ هذه الأشياء ذات يوم؟ وأخيراً تغدو مفكرة مواعيدك مملوءة حتى هوامشها، محادثات مع الزبائن، ومناقشات ضمن محيط المقرَّبين، واتصالات هاتفية... وعلى هذا لا تحفل إلّا بما هو أكثر ضرورة من كلّ ما عداه، فتفتح بريد الساعة، وتطرح بقية تلال الورق جانباً، ويتم هذا مصحوباً بتأنيب الضمير. ذلك لأنّ ما لم تقرأه ربما كان ينطوي، هو على وجه الخصوص، على معلومات مهمّة أو على أفكار جديدة لا تستطيع أن تُجنِّبكَ الوقوع في خطأ فحسب، بل ربّما أسهمت إسهاماً حاسماً في تسجيلك نجاحاً باهراً، ومع ذلك فأنت تعلِّل ضميرك بقولك: فلنؤجل هذا، والتأجيل لا يعني الإلغاء، غير أن جبل المواد غير المقروء يتنامى من يوم إلى يوم، مثلما يتنامى شعورك بالإحباط.

 

السيناريو الثاني: مَسَرَّةُ المطالع

وبِطلسم سحري تتوارى كلّ جبال الورق، كأنّما رفعتها يد ساحر، ولكنّ ليس في الدُّرْج، كما كان يحدث من قبل، فمنذ أن تعلَّمت القراءة السريعة المهنيّة، وتمكَّنتَ منها أصبحت المطالعة عندك متعةً حقيقية. فأنت تكتسب المعلومات المهمة من عدد من الصحف اليومية فيما بين غمضة عين وانتباهتها، وحتى دراسة النصوص التقنية الصعبة التي كنت فيما مضى تحتاج من أجلها إلى ساعات ما عادت تستغرق اليوم إلا خمس عشرة دقيقة. وفي سرعة البرق تكون قد استوعبت المضامين الجوهرية.

على أنّ المطالعة لا تسعفك في المهنة فحسب، بل تحدث أيضاً، أثراً إيجابياً إلى أقصى الحدود في حياتك الخاصة، فقد أصبحت آخر الأمر تستطيع أن تطالع من جديد، من أجل متعتك الخالصة، مطالعةً لا جهدَ فيها ولا توتر أبداً.

لقد أصبحت آخر الأمر تتمتع بفراغ الوقت، الوقتِ من أجل أسرتك، وهواياتك، ومن أجل الفراغ الحُلْو مِن العمل.►

 

المصدر: كتاب القراءة السريعة

ارسال التعليق

Top