• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أنت أولاً ثم الآخرين

أنت أولاً ثم الآخرين

إياك أن تفكر بقيادة الآخرين قبل قيادة نفسك، قُد نفسك أولاً، فإذا أتقنتَ القيادة عندئذٍ يُسْمَحُ لك بالقيادة العامة. فالإنسان بطبيعته جُبِلَ على حبّ القيادة،ولكن قيادة الآخرين لا قيادة نفسه، وهذا أمرٌ خاطئ؛ فعندما نقود الذات ونحسن قيادتها نكون عندها قادرين على قيادة الآخرين.

ولكن أنّى للمرء أن ينجح في قيادة الآخرين وهو غير قادر على قيادة نفسة، عاجزٌ عن إدارة مواردها.

لهذا نجد أحدهم قديمآ قال: لا ينبغي للعاقل أن يطلب طاعة غيره وطاعةُ نفسه ممتنعة عليه:

قال ابو الأسود الدؤلي:

يا أيّها الرجل المعلّم غيره

                   هلاَّ لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذي السّقام وذي الضّنى

                   كيما يصحّ به وأنت سقيمُ

ابدأ بنفسك فانهَهَا عن غيَّهَا

                   فإذا انتهت عنه فأنت حكيم

وهناك يُسمع ماتقول ويقُتدى

                   بالعلم منك وينفع التعليم

لاتنه عن خلقٍ وتأتي مثله

                  عارٌ عليك إذا فعلت عظيم

لهذا: فإياك في التفريط في قيادة الذات؛ لأنّه تفريطٌ في قيادة الآخرين.

 

 المصدر: كتاب رحلة مع الذات

ارسال التعليق

Top