من المهم دراسة أوضاع الشباب والوقوف عند همومه وطموحاته باعتبار الشباب هم الرصيد الإستراتيجي وهم الثروة الحقيقية، لذلك فالحديث عنهم حديث عن المستقبل والتحدّيات المقبلة. فالشباب هم طاقة التنمية في المجتمعات ولا بد من الحفاظ عليها ورعايتها على اعتبار أنهم الثروة الحقيقية لاستشراف وصناعة المستقبل وهم قاطرة النمو ورأس المال الحقيقي في قيادة التطور والابتكار. فالشباب هم الفئة التي يتشرف بها المجتمع وكلّ من يتعامل معهم، شباب يعرف دوره ومسؤولياته، دائماً يبحث عن ذاته محاولاً تفجير طاقاته العلمية ليضع بصمة في طريق مستقبل منير.
إنّ معايير ومقاييس تقدم المجتمعات والأمم مرهونة إلى حد بعيد في قدرة هذه المجتمعات على توفير الأطر والقيام بالمبادرات والخطوات الضرورية للاهتمام النوعي بالجيل الشاب. إنّ بذل الجهود المستمرة للاهتمام بتربية الشباب وصقل مواهبهم، وتفجير طاقاتهم، وتهذيب بعض التصرفات التي لا تعكس وجه المجتمع المضيء، كلها أعمال تستحق الاهتمام وبذل الجهود من أجل إنجازها.. لأن المجتمعات الإنسانية، لايمكنها أن تتقدم وتنجز تطلعاتها العامة والحضارية، دون الاهتمام بالبعد التربوي في حياة الإنسان.. وذلك لأن هذه التربية، هي الجسر الصلب الذي ينقل الإنسان من حالة الهامشية إلى تحمل المسؤولية..
وبمقدار ما نعطي الشباب من اهتمام ورعاية واحتضان، بذات القدر نتمكن من توظيف طاقاتهم المختلفة لصالح الوطن والمجتمع، فالشباب في كلّ المجتمعات والأوطان، هم عنصر الحيوية والفعالية، لذلك تعتني المجتمعات المتقدمة بمشروعات الاستيعاب والرعاية لهذه الفئة والشريحة، حتى لا تضيع هذه الحيوية والفعالية في أمور تافهة، أو في قضايا ليست ذات قيمة حضارية.
إنّ تجارب المجتمعات المتقدمة، تعلم أن قوة المجتمعات في مواردها الإنسانية قبل مواردها الطبيعية والاقتصادية، لذلك من الأهمية أن تتوجه الجهود والإمكانات لتطوير هذه الموارد وتوفير المناخ الملائم لمشاركتها في شؤون الوطن والمجتمع. فالشباب هم ثروة الوطن الدائمة، ومن المهم على هذه الثروة، والتطوير من أوضاعها وإمكاناتها.
الشباب في كلّ أمة ودولة هم الثروة الحقيقية لها، فهم الطاقات المؤهلة المتجددة وهم صناع المستقبل، وهم القوة ورأس المال الذي ينبغي الاستثمار به. أعظم الاستثمارات وأنفعها هي تلك التي تركز على الموارد البشرية بشكل عام والشبابية منها بشكل خاص. المستقبل أو القادم من المستقبل يظهر بوضوح أن الاستثمار الانجح والأربح هو ذاك الذي يستفيد من طاقات الشباب ويوظفها في المكان والوقت المناسبين.
الدول المتقدمة تولي قطاع الشباب بشكل عام مسؤولية واهتماماً كبيرين، لأنها تعلم أن الشباب هم المستقبل، لذلك نلاحظ أن مجموع ما تنفقه أو ترصده هذه الدول لدعم قطاع الشباب وتهيئتهم لصناعة المستقبل يشكل الرقم الأعلى والاهم بين كلّ الأرقام التي قد تظهر في موازناتها.
فالشباب المؤهل والمدرب هم الثروة الحقيقية التي تحتاجها الأمة لتقف على قدميها بثبات وقوة ولتحقق ذاتها ومستقبلها الذي يليق بها. الشباب هم الطاقة الحيوية المتجددة التي لا تنضب، والتي نتفوق ونتفرد بها على معظم دول العالم والتي ينبغي أن نعطيها جلّ اهتمامنا وأولوياتنا ولا نضيعها، فالشباب هم المستقبل والمستقبل هم الشباب.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق