• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

فوائد مهمة لإستثمار خير الشهور

فوائد مهمة لإستثمار خير الشهور

    (شهر عظيم مبارك) وصف نبوي رائع لخير الشهور.. فرمضان موسم ربح عظيم لا يضيعه إلا خاسر، ولا يقعد عن المنافسة فيه إلا خائر، ولا يحرم فضله إلا شقي... وهذه العظمة وتلك البركة يرجب أن تُشدَّ إليها الرحال، وأن ترتب لها الظروف والأحوال، وأن تُعد لها العدة وأن تشحذ لها الهمة. كان رسولنا الحبيب (ص) يشتاق إليه وينتظره ويدعو الله أن يمدّ في عمره حتى يبلغه، وكان يبشر الصحابة الكرام بقدومه ويشجعهم على التنافس فيه حتى يكونوا من الذين يتباهى بهم ربّ العزة وتحتفي بهم الملائكة في السماوات العلا فيقول (ص): "أتاكم رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله تعالى إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيرا، فإنّ الشقي من حرم فيه رحمة الله عزّ وجلّ". ومن أجل هذا وجب الإعداد والتخطيط الجيِّد لإستثمار هذه الفرصة العظيمة، من هذه الفوائد المهمة:

    أوّلاً: حدد أهدافك في هذا الشهر الكريم:

    أقبل على الله تعالى بنية صالحة مخلصة وعزيمة قوية صادقة؛ وافتح مع ربك صفحة جديدة بالتوبة من الذنوب والمعاصي، وجدد النية لصيام شهر رمضان، إيماناً واحتساباً لوجه الله الكريم، وابدأ بوضع أهدافك لهذا الموسم العظيم، واعلم أنّه: على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم؛ وليكن هدفك الرئيسي هو تحصيل التقوى (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، ويمكن أن تقسم أهدافك الفرعية كالتالي:

    أولاً: مع نفسك. ثانياً: مع أسرتك. ثالثاً: مع أرحامك. رابعاً: مع جيرانك. خامساً: مع زملائك في العمل. سادساً: مع أمة الإسلام. سابعاً: ... ثامناً: ... وهكذا...

    ثانياً: خطط للآتي:

    برنامج للقرآن الكريم: بحيث تستزيد من الكم الهائل من الحسنات المضاعفة، واحرص على أن تختم القرآن عدة مرات، واحرص على حفظ قدر من القرآن الكريم يومياً، وتنافس في ذلك مع أحبابك للتشجيع والتحفيز.

    برنامج للدعاء: حدد مطالبك، واكتب أدعيتك، واحرص على ترديدها في هذا الموسم العظيم، واسأل ربك معالي الأمور فهو الجواد الكريم.

-        خطط برنامج للتزود من العلم

-        برنامج للزيارات

-         خطط للصدقات

    ثالثاً: احرص على الاستيعاب الفقهي الجيِّد للصيام وآدابه:

    بأن تهتم أنت والأسرة بمدارسة آداب وفقه الصيام بطريقة مبسطة في بداية رمضان، أو قبل بدايته إن أمكن من أجل الاستعداد الجيِّد للأمر قبل الممارسة بدون علم؛ وبالتالي تحاشي الوقوع في الأخطاء مع الحرص على الفتاوى لبعض الحالات الخاصة بالتواصل مع العلماء.

    احرص على أن يكون صيامك في أعلى الدرجات:

    1-              صوم العموم: كف البطن والفرج عن قضاء الشهوة.

    2-              صوم الخصوص: كف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام.

    3-              صوم خصوص الخصوص: صوم القلب عن الهمم الدنيئة، والأفكار الدنيوية وكفه عما سوى الله عزّ وجلّ بالكلية.

    رابعاً: احرص على تشجيع أسرتك وتهيئتها بصورة جيِّدة لاستثمار الشهر الكريم:

    اعقد مع زوجتك وأبنائك لقاءً أسريّاً تحت عنوان (هيا نستثمر رمضان) اجلس معهم وتشاوروا جميعا عن إعداد برنامج للاستفادة من الشهر الكريم؛ حفزهم وستجد بإذن الله عندهم أفكاراً ظريفة؛ واحرصوا على الخروج بخطة مكتوبة ذات وسائل واقعية يمكن قياسها ومتابعتها.

    خامساً: احرص على تزيين بيتك والأماكن العامة بزينة رمضان الجميلة:

    واستفد من ذلك في إدخال البهجة والسرور على أنفس الناس جميعاً، وخصوصاً الأطفال إضافة إلى نشر المبادئ النبيلة، مثل الحجاب والاهتمام بالقرآن ومواساة المسلمين.

    سادساً: احم وقتك في رمضان واحرص على حسن توظيفه:

    وقت رمضان الغالي الثمين الذي يتضاعف فيه الأجر والثواب يتطلب الاستثمار الجيِّد والحماية من الضياع وذلك بالآتي:

    أ‌-     ضع خطة زمنية مكتوبة لاستثمار الشهر الكريم:

    1- خطة إجمالية للشهر كله: بحيث تقوم بتوزيع الوسائل التي تخدم الأهداف التي وضعتها على الشهر كله وتكون مكتوبة لتتابع نفسك وأسرتك فيها أوّلاً بأوّل.

    2- خطة يومية لتنظيم الوقت خلال اليوم الواحد: وقت تجلس فيه الأسرة سويّاً – ساعات النوم – أوقات القراءة – أوقات الزيارة والتواصل الاجتماعي – أوقات مذاكرة الأبناء – ... وهكذا؛ هيا ننظم شؤوننا ونبتعد عن العشوائية ولا نترك أنفسنا للظروف.

    ب‌- ضوابط لحماية وقت رمضان:

    1- تجهيز المتطلبات اللازمة للمنزل قبل رمضان قدر الإمكان: مثل الأطعمة التي يمكن تخزينها.

    2- شراء متطلبات العيد من ملابس وغيرها قبل رمضان بدلاً من تضييع الأوقات الكثيرة في الزحام في العشر الأواخر.

    3- عدم التوسع في أوقات الزيارة أو الإكثار من المراسيم والعزائم.

    4- الاقتصاد في الأوقات التي تقضيها أمام وسائل الإعلام حتى لو كنت تشاهد برامج صالحة: فالإعلام بوسائله الجذابة أكول للوقت؛ والأصل أن تؤدي الأعمال الصالحة بدلاً من الإكثار في مشاهدة الصالحين وتحرم نفسك؛ ليكن الأمر متوازناً مشاهدة صالحة هادفة، وبلا إسراف وفي أوقات محددة.

    ت‌- حاول أن تستفيد من الوقت الواحد في أكثر من عمل:

    مثل الذكر أثناء المشي أو تلاوة القرآن في السفر أو الاستماع إلى إذاعة القرآن الكريم واحرص على أن تصحب المصحف دائماً.

    سابعاً: احرص على التخطيط الجيِّد للعبادة:

    أ‌-                 إياك أن تكثر من الطعام في وقت الإفطار.

    ب‌-              احرص على أوقات السحر التي تتفتح فيها أبواب السماء.

    ت‌-              احرص على حجة وعمرة تامتين كل يوم أو على قدر استطاعتك: باستثمار الوقت من صلاة الفجر حتى شروق الشمس في ذكر الله تعالى ثمّ صلاة الضحى.

    ثامناً: راعِ في الزيارات والولائم الآتي:

    1-              أن يكون وقت الزيارة غير طويل من ½ إلى ¾ ساعة على الأكثر.

    2-              احرص على أن تكون الولائم بعيدة عن العشر الأواخر.

    3-              احرص على أن تنتهي الوليمة قبل العشاء بوقت كافٍ حتى لا تضيع صلاة العشاء في الجماعة ولا تضيع التراويح.

    4-              احرص على توظيف الزيارات في إرشاد أحبابك إلى الخير، واجتهد أن تذكرهم هذا العام بحسن انتخاب أجهزة الحكم ممن يخشون الله تعالى ويسعون لإصلاح وطنهم وتجنب الثرثرة والغيبة والنميمة والخوض في أعراض الناس.

    5-              يفضل أن تكون الولائم في العشر الأوائل قدر الإمكان.

    6-              تجنب الإسراف والمباهاة والترف حتى لا تخرج عن مقصود الشهر الكريم.

    7-              لا تنس الفقراء والمساكين في ولائمك فهم الأولى.

    8-              عدم جعل الولائم وسيلة للتنافس الاجتماعي والمباهاة.

ارسال التعليق

Top