• ١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٨ ربيع الثاني ١٤٤٦ هـ
البلاغ

قصص تربوية في السلوك الحضاري الراقي/ ج(9)

أسرة

قصص تربوية في السلوك الحضاري الراقي/ ج(9)
القصة الثامنة عشرة "البلاءُ موكّلٌ بالمنطق!!" يُحكى أنّ صياداً جلسَ تحت شجرة، وبينما هو يترصّد، سمعَ صوت طائر يقف على الشجرة، فسدّدَ له بندقيّته فرماهُ فسقطَ ميتاً. أخذ الصياد الطير بينَ يديه وخاطبه: لو لم تكن أطلقتَ صوتك لما كنتُ أطلقت ناري. ثمّ عقّب: ما أحسن حفظ اللِّسان بالطائر وبالإنسان. وقيل أيضاً: لو أنّ السمكة لم تفتح فمها لما علقت بالصنّارة.   - الدروس المُستخلَصة: 1- صدقت العربُ حين قالت: "إنّ البلاء موكّلٌ بالمنطق". فالذي يجرّ على الإنسان المصائب والويلات هو لسانه، فإن كفّه كفّ السوء عنه. "وهل يكبُّ الناس على مناخيرهم يوم القيامة سوى حصاد ألسنتهم". 2- ليس السكوت دائماً من ذهب، وليس الكلام دائماً من فضّة، فالكلام الطيِّب والصالح المُصلح والنافع، خيرٌ من السكوت، ذلك أنّ النصيحة النبوية هي: "قُلْ خيراً أو فاصمت".   القصة التاسعة عشرة "معكَ يدخل لا معي!!" قال رجلٌ لأبي بكر: لأسبّنّك سبّاً يدخلُ معكَ القبر. فأجابه أبوبكر: معكَ يدخلْ لا معي!!   - الدروس المُستخلَصة: 1- (معكَ يدخل لا معي) لأنّ الشّتيمة تلحقُ الشاتم كإساءة بحقِّ الغير، وبالتالي فهي من عمله، ولأنّ العمل رفيق الإنسان في قبره، فالشّتيمة رفيقة الشاتم لا المشتوم. 2- من الحكمة أن تُخاطب المُسيءَ خطاباً يلفتُ نظره إلى خطأه وإساءته، بل هو من الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، وكم من مغيِّرٍ موقفه على ضوء ما سمع من ردٍّ لطيفٍ ومنطقٍ حصيف، فأنتَ بين اثنتين: أن تردّ الشتيمة بما يُعمِّق الإحساس بالخطأ فيها، أو أن لا تردّ، وموقفكَ في الإثنين محمود.

ارسال التعليق

Top