• ٢٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٢٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

حفظ الهوية الفكرية والتقدم العلمي في المجتمع

د. حسن أحمد الحياري

حفظ الهوية الفكرية والتقدم العلمي في المجتمع

تهتم المجتمعات الإنسانية بتربية أفرادها بصورة كبيرة، وهذا يعود إلى أهمية التربية في حفظ هويتها الفكرية وتقدمها العلمي والحضاري بما يتفق مع الإطار الفكري العام لتلك المجتمعات، ونتيجة لذلك لابدّ من وجود أغراض وأهداف محددة للتربية يسعى لتحقيقها كلّ مجتمع من المجتمعات. وأغراض التربية وأهدافها تختلف باختلاف المجتمعات من حيث ثقافتها ودرجة تقدمها، والظروف الاجتماعية والفكرية والسياسية التي تحكمها.

ويمتاز المجتمع الإسلامي عن غيره من المجتمعات انّه مجتمع تسري بين جنباته وداخل مؤسساته أنماط تربوية مميزة وشُجت وأسست على مفاهيم دقيقة حول الإنسان والكون بجانبيه الفيزيقي والميتافيزيقي، وفهم دقيق ساطع للحياة الدنيا، فشكلت هذه المفاهيم الحقيقة أنماطاً سلوكية خاصة يتميز بها أفراد المجتمع الإسلامي عن غيرهم من البشر. فالقرآن الحكيم وسنة نبينا الكريم يمثلا المصدر الأساس للتربية العامة في المجتمع الإسلامي وكلّ ما يتصل بهذه التربية من أهداف عامة، ومناهج أسست على علم شامل ودقيق غير قابلة للشك والفساد، والتجديد، لأنها صالحة لكلِّ زمان ومكان، ولأنواع البشر كافة بمختلف ألوانهم وجنسياتهم. هذا إلى جانب نظام القياس والتقويم الفريد الذي يحتوي عليه الدين الإسلامي.

إنّ جميع هذه الحلقات الأساسية التي تكون العملية التربوية العامة في المجتمع المسلم هي ثابتة، وشاملة، وصالحة لكلِّ زمان ومكان، ولجميع أنواع البشر على اختلاف أجناسهم وألوانهم، وأما الجانب التعليمي المتصل بهذه العملية التربوية فهو العنصر المتغير في العملية التربوية ليناسب الإنسان عبر تاريخه وتقدمه الحضاري وما توصل إليه من معلومات ومعارف عن طريق جهده المتواصل في البحث والتنقيب عن جميع الأمور المحيطة به في وقتنا الحاضر وما سيصل إليه في المستقبل من معلومات ومعارف، ووسائل تعليمية. ويكون إتخاذ القرارات في التفضيل والترجيع بين البدائل بأسلوب الشورى للأفراد المعنيين بالموضوع ذاته.

إنّ العملية التعليمية في المجتمع الإسلامي تحتاج إلى إنشاء مؤسسات علمية تربوية لتولي المهام العلمية التربوية في إعداد وتعليم أبناء المجتمع المسلم بما ينسجم مع الإطار الفكري العام له لكي يكون العلم في خدمة المجتمع وأبنائه، وتسير التربية في حلقاتها الثلاث: الأسرة، والمجتمع، والمؤسسة العلمية، جميعها وفق إطار فكري واحد، بعيداً عن التناقض والإزدواجية، وتكون مكملة لبعضها البعض دون ظهور أي تعارض.

إنّ المشكلة الأساسية التي تنخر المجتمعات الإسلامية جاءت من التناقض الموجود بين الشعار الإسلامي المرفوع وبين الأنماط الاجتماعية والسلوكية الممارسة في تلك المجتمعات، إضافة إلى الأفكار التربوية المناهضة للإسلام وتعليماته التي تعج بها المؤسسات التربوية، والتربية الأسرية المغايرة في أغلب الظروف للأنماط الاجتماعية السائدة في المجتمع والبرامج التربوية المطبقة في المؤسسات العلمية، لذا يجب أن تكون الهوية الفكرية للمؤسسات العلمية التربوية في المجتمع الإسلامي إسلامية، ويجب أن يسير جميع ما يجري في أروقتها من أبحاث علمية، سواء أكانت في الجوانب الإنسانية أم في الجوانب العلمية التطبيقية وفق الفكر الإسلامي، ويجب أن ينسجم ما يرافق تلك الأبحاث العلمية من ممارسات، وأنماط سلوكية، وأساليب إدارية مع تعليمات الإسلام وجوهره.

إنّ التربية تعد وسيلة المجتمع الفعالة التي يستطيع عن طريقها تحقيق أهدافه الوجودية، والسياسية، والاجتماعية، والثقافية، والاقتصادية بما يتفق مع تصور أبنائه للوجود، وما ينبثق عن هذا التصور من مفاهيم وعقائد وأفكار، وذلك عن طريق استخدام جميع المعلومات ومجموعة المعارف العلمية والوسائل التربوية التي توصل إليها الإنسان في تأهيل أفراد المجتمع، كلّ حسب ميوله وقدراته الذاتية، ليكونوا على أفضل مستوى فني في تقديم الخدمات المتعددة لمجتمعهم، لذلك فإنّ التربية تختلف من مجتمع إلى آخر، وذلك يعود إلى تصور أبناء المجتمع للوجود وما يعكسه هذا التصور من مفاهيم خاصة بالقضايا الوجودية الأساسية التي تشكل اهتمامات وطموحات الإنسان بعد تعرفه على حقيقة وجوده وطبيعة كيانه في ضوء ذلك التصور للوجود.

إنّ التربية الإسلامية أمانة وفريضة يحملها الجيل الحاضر للجيل القادم وهي تربية تؤكد وجوب تحكيم شريعة الله في كافة ما يصدر عن الإنسان من أقوال وأفعال وتصرفات، وهي عملية تتعلق بتهيئة عقل الإنسان وفكره وتصوراته عن الكون والحياة ودوره وعلاقته بهذه الدنيا، وعن غاية هذه الحياة المؤقتة التي يحياها الإنسان، والهدف الذي يجب أن يوجه مساعيه إلى تحقيقه، فهي التي تنمي فكر الإنسان وتنظم سلوكه وعواطفه على أساس هذا الدين الإسلامي. ويتمثل الفرد المسلم كلّ هذه الجوانب في انسجام وتكامل توحد معه كلّ طاقاته وتتضافر جهوده لتحقيق هدف واحد وهو العبودية لله، والتي تتفرع منه باقي الأهداف والمجالات وضروب السلوك.

والتربية الإسلامية لا يمكن أن تفهم روحها دون موقعها في إطار التصور الإسلامي الكامل للكون والحياة والإنسان وهي ليست كماً منفصلاً عن غاية الدين ومنهج الإسلام في الحياة، بل هي الوسيلة التي فضّل الله سبحانه وتعالى آدم على غيره من المخلوقات وهي الأداة التي استخدمها النبي (ص) في نشر الدعوة وتربية الأجيال وتنظيم الحياة بجميع مجالاتها.

والتربية الإسلامية في المجتمع الإسلامي تشكل انعكاساً حقيقياً للمجتمع، وإذا كان الإطار العام للتربية الإسلامية نابعاً من القرآن الكريم فإنّ هذه التربية هي المدخل الوحيد لإصلاح النظام التعليمي في كلِّ البلاد الإسلامية.

 

أهداف الشريعة الإسلامية:

من هذا المنطلق يمكن القول انّ أهم أهداف التربية الإسلامية هو بلوغ درجة الكمال الإنساني، لأنّ الإنسان في ظل التربية يهدف للوصول إلى درجة الكمال، والإسلام يمثل بلوغ الكمال الديني باعتباره خاتم الأديان وأكملها وأنضجها وأشملها وجاء عاماً إلى البشرية، ولذلك عملت التربية الإسلامية على إسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة، وهو هدف تتزين فيه أسس التربية الإسلامية، فهي لا تريد للإنسان أن يعيش في السماء وهو في الأرض، وكذلك لا تريد أن يعيش منغمساً في الحياة الأرضية المادية وحدها لأنّ في كيانه وجوداً روحياً، فعالمه أوسع من الحياة الأرضية.

كذلك فإنّ مراكز التوجيه الديني في العالم الإسلامي مازالت تقف عند حدود تقديم ما تركه لنا الأسلاف، فأدى ذلك إلى حالة من الجمود وانحسرت الثقافة وتخلف المجتمع وتكالبت عليه الأُمم، فوصلنا إلى حالة مؤسفة حزينة حيث عقمت الأُمّة وأصبح من المستحيل عليها إنجاب العباقرة ومجاراة الأُمم وأصبحت في حالة من الإرباك تتبع الشرق تارة وتتبع الغرب تارة أخرى.

إنّ الحاجة ماسة وملحة إلى نظام تربوي جديد يقوم على مزج العلوم الدينية بالعلم الحديث في وحدة متجانسة، لأنّ تقسيم العلوم إلى دينية ودنيوية يقوم على أساس فلسفي غربي يقضي بفصل الدين عن الحياة، الأمر الذي يتعارض مع الموازنة التي جاء بها الإسلام، ويتنافى مع الفلسفة التي تقوم عليها التربية الإسلامية، لذلك فإنّ وضع أسس ومرتكزات للتعليم يعتبر ذا أهمية كبرى بالنسبة لأي نظام تعليمي ينشد الإصلاح والتقدم ومتانة البنيان والأساس. فعند الحديث عن التعليم لابدّ أن نذكر بأنّ التعليم جزء من التربية يعمل على تزويد العقل بالمعارف والخبرات وإعداد الفرد ليكون قادراً على الفهم والاستجابة، وبما انّ الإسلام كان أول حركة تعليمية ظهرت في جزيرة العرب كان الهدف منها تفهم الدين الجديد بصورة واضحة، فقد أثار الإسلام في نفوس أتباعه حب التعليم والذي أصبح لجميع الناس على حد سواء ودونما استثناء.

ومن شأن هذه الأسس والمرتكزات أن تساعد المخططين للتعليم والقائمين على تسيير أمره في المجتمع تكوين فكرة سليمة عن التعليم وطبيعته وغاياته والأساس الذي في ضوئه يمكن تحديد أهداف التعليم وطبيعته وغاياته، وبذلك تكتسب هذه الفلسفة التربوية الاحترام والتقدير.

والعملية التعليمية في المجتمع الإسلامي تحتاج إلى مؤسسات علمية تربوية تتولى مهام العملية التربوية في إعداد وتعليم أبناء المجتمع المسلم بما ينسجم مع الإطار الفكري العام للمجتمع لكي يكون العلم في خدمة أبنائه، وتكون التربية في حلقاتها الثلاث (الأسرة والمجتمع والمؤسسة العلمية) تسير جميعاً وفق إطار فكري واحد، بعيداً عن التناقض والازدواجية وتكون مكملة لبعضها البعض دون تعارض.

ويجب أن يعتمد التعليم في ضوء التربية الإسلامية على مصدرين هامين، هما القرآن الكريم والسنّة النبوية الشريفة، حيث تشتق من هذين المصدرين جميع العلوم التي تدرس الظواهر الدنيوية. وفي ضوء الاقتدار بهذين المصدرين يمكن للتعليم أن يوجه خبراته التربوية ويتفرع إلى جميع التخصصات العامة والدقيقة المختلفة.

وينبثق التعليم في ضوء هذين المصدرين من المفهوم العام الذي يحد أفعال الإنسان وممارساته فإذا توافقت ممارسات الفرد مع مشيئة الله سبحانه وتعالى فتح عليه باب العلم والتعلم وإذا ما تعارضت ممارسات الناس أفراداً وجماعات مع مشيئة الله انغلق عليهم باب العلم وأصبحوا في ذيل الأمم. وكذلك فإنّ التعليم أمر هام في حياة الأُمّة، والإخلاص فيه وقصد وجه الله تعالى يؤدي إلى الإتقان، ويساعد على رقي التعليم إلى درجة من الكمال الذي تنشده التربية الإسلامية، وعكس ذلك يكون التخلف والتراجع.

وأخيراً، فإنّ التعليم ينبع من الإسلام وتصوراته، وهو موضوع ارتبطت فيه كلّ الأُمم على مدار العصور، وهو علم قديم كان وما يزال موضع اهتمام المفكرين والمعلمين، فالعلم أساس كلّ إصلاح وتاج كلّ نهضة، والتعليم ليس إلا سبيلاً لنشر العلم وتثقيف العقول وتهذيب النفوس، لذلك فقد حان الوقت للتفكير الجاد لوضع نظام تعليمي يقوم على أساس من التصور الإسلامي، ويكون بديلاً للأنظمة الغربية المتبعة في البلدان الإسلامية، وذلك من خلال التفكير الواقعي ووضع سياسة تعليمية إسلامية تستهدف بناء الشخصية المسلمة المتوازنة وتعمل على حماية الشباب والجيل من الانحراف العقائدي والسلوكي المصاحب للغزو الفكري.

ويرى الباحث أنّ فلسفة التعليم والمؤسسات التربوية في المجتمع الإسلامي تعد الإنسان الصالح المؤمن بالله قولاً وعملاً المؤمن برسالة أمته الحريص على مجتمعه ليتحقق للمجتمع الوصول إلى درجة الكمال الإنساني، فيصلح المجتمع والأُمّة ويخرجا من حالة التخلف والضياع إلى حالة النمو وتصل رسالتهما إلى سائر الأُمم الأخرى.

وتكون كما أرادها الله خيراً أمة أخرجت للناس ويتحقق التوازن الذي حرصت التربية الإسلامية على تحقيقه في الدنيا والآخرة. وهذا التعليم المنشود لا يمكن أن يكتب له النجاح بأسسه الإسلامية النبيلة إلا في حالة تطبيقه في مجتمع إسلامي تسير حياة الناس فيه وفق تعليمات الإسلام الغراء.

 

مشكلة الدراسة:

تتحدد مشكلة الدراسة في تبيان فلسفة التعليم في المجتمع الإسلامي نحو أسس التعليم وأهدافه والأخلاقيات المتعلقة بالمؤسسة التربوية والمعلم والمتعلم.

 

أهمية الدراسة:

قد يبدو من المفارقات المخجلة بعد مرور خمسة عشر قرناً على كمال رسالة الله إلى أهل الأرض أن نطالب بفلسفة للتربية والتعليم في بلاد المسلمين في ضوء المدرسة الإسلامية، ولكن ابتعاد معظم بلدان العالم الإسلامي عن تطبيق شرع الله على امتداد الحقب التاريخية أدى إلى الانفصام الفكري والتربوي في تلك المجتمعات، فأصابها الضعف والتراجع وأصاب نظام التربية والتعليم ما أصاب الأُمّة الإسلامية نفسها من تمزق وضياع.

فاتساع العالم الإسلامي وتعدد الشعوب والأجناس المكونة له يجعل من الصعب تحديد مميزات إيجابية مشتركة لواقع التربية والتعليم، إضافة إلى أنّ أنظمة التربية والتعليم في البلاد الإسلامية قد تعرضت إلى موجة شرسة من الاستشراق والتغريب في أنظمة التربية والتعليم مما أدّى إلى نشوء أوضاع تربوية متناقضة جعلت هذه المجتمعات تعيش أوضاعاً مؤلمة في الجوانب الاجتماعية والثقافية والسياسية والفكرية.

لذلك نراها تتبع الشرق حينا في مجموعة من العادات والتقاليد، وتتبع الغرب في تصوراته الفكرية التربوية أحياناً أخرى، وحتى يتم تعديل هذا الوضع الراهن يجب أن ترسم سياسة تربوية تعليمية تقوم على أساس المبادئ الإسلامية التي يؤمن بها أفراد المجتمع.

إنّ هذه السياسة التربوية يجب أن تحدد أسس وأهداف التعليم المرتبطة بحلقات العملية التربوية، سواء للمؤسسة أم للمعلم والمتعلم، متسقة مع بعضها البعض مع أصول التربية الإسلامية، لكي نحقق أهدافنا التربوية بصورة تفيض بالمحبة والإيثار والتعاون والصدق والتضحية والمساهمة في مساعدة المظلومين في الأرض، لتحقيق المساواة بين البشر كما أرادها الحقّ سبحانه وتعالى أن تكون للناس كافة وليس لفئة دون أخرى.

 

أهداف الدراسة وأسئلتها:

تهدف هذه الدراسة إلى تحديد فلسفة التعليم في المجتمع الإسلامي في ضوء المدرسة الإسلامية. ولتحقيق هذا الهدف لابدّ من الإجابة عن الأسئلة التالية:

1-     ما أسس التعليم في ضوء المدرسة في المجتمع الإسلامي؟

2-     ما أهداف التعليم في ضوء المدرسة الإسلامية في المجتمع الإسلامي؟

3-     ما أخلاقيات التعليم التي يجب ممارستها من قبل المؤسسة التربوية في ضوء المدرسة الإسلامية في المجتمع الإسلامي.

4-     ما أخلاقيات التعليم التي يجب ممارستها من قبل المعلم في المدرسة الإسلامية في المجتمع الإسلامي.

5-     ما هي أخلاقيات المتعلم في ضوء المدرسة الإسلامية في المجتمع الإسلامي؟

 

محددات الدراسة:

تقتصر هذه الدراسة على تحديد فلسفة التعليم في المجتمع الإسلامي في ضوء المدرسة الإسلامية فيما يتعلق بأسس التعليم وأهدافه وأخلاقيات التعليم للمؤسسة التربوية وللمعلم والمتعلم حسب فهم الباحث للآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تم الاعتماد عليها في هذه الدراسة بشكل خاص والفهم العام لمعالم المدرسة الإسلامية.

 

نتائج الدراسة:

لقد هدفت الدراسة إلى تحديد فلسفة التعليم وأخلاقياته في المجتمع الإسلامي استناداً إلى كتاب الله وسنّة نبيه الكريم (ص).

وفيما يلي عرض للنتائج التي توصلت إليها الدراسة:

 

معالم النظرية التعليمية المقترحة:

أوّلاً: النتائج المتعلقة بالسؤال الأوّل:

ما أسس التعليم في ضوء المدرسة الإسلامية في المجتمع الإسلامي؟

تشير نتائج الدراسة إلى الأسس التالية:

1-     وجوب العلم على كلِّ مسلم قادر على القيام به.

2-     الاستمرار في طلب العلم.

3-     المشرف الأوّل على أعمال الفرد هي تقوى الله المستقرة في قلب المؤمن، امتثالاً لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (الحشر/ 18).

4-     الاحترام المتبادل بين المعلم والمتعلم.

5-     الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

6-     حرية التفكير والحوار لدى المعلم والمتعلم.

(وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس/ 99).

وقال تعالى: (لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) (البقرة/ 256).

7-     الإيمان بالغيب.

8-     تفجير الطاقات الكامنة لدى الأفراد.

9-     تكافؤ الفرص أمام الأفراد في المؤسسات التربوية.

10-وضع مناهج التعليم وصياغتها ضمن قدرات الطلبة وخبراتهم.

11-التعامل مع الذات الإنسانية كونها وحدة واحدة دون التركيز على جانب دون الآخر.

12-تحفيز الطلبة على مواصلة طلب العلم.

13-التشاور في اتخاذ القرارات في مختلف الأمور التربوية التي لم يرد في مضمونها نص قرآني حكيم أو حديث نبوي شريف.

14-تلبية ميول ورغبات الطلبة في انتقاء المجالات التخصصية بما يتناسب مع قدراتهم وطاقاتهم.

ثانياً: النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني:

ما أهداف التعليم في ضوء المدرسة الإسلامية في المجتمع الإسلامي؟

تشير نتائج الدراسة إلى الأهداف التالية:

1-     تعميق جذور الإيمان ورفع مستوى التقوى.

2-     تنمية روح الجهاد والتضحية بالنفس في سبيل الله.

3-     توجيه الطلبة نحو مصدر الخير والهدى.

4-     التركيز على التعاون ونبذ الاستكبار.

5-     تنمية العلاقات الاجتماعية بين الكوادر التربوية والأوساط الطلابية لتحقيق التعاون الاجتماعي البنّاء.

6-     إعداد وتأهيل الكادر العلمي والتربوي.

7-     إرساء قواعد العدل وتثبيت دعائم المساواة بين الكوادر التربوية والأوساط الطلابية.

8-     تعريف الطلبة بمكانتهم في الكون بجانبيه الفيزيقي والميتافيزيقي، انسجاماً مع قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (البقرة/ 30).

9-     ترسيخ الجذور الإيمانية.

10-تنمية القدرة الإبداعية عند الطلبة لفهم حقائق وجودهم.

11-تحرير المتعلمين من مختلف الأساطير والخرافات التي تدور حول الكون بجانبيه الميتافيزيقي والفيزيقي عن طريق الحوار.

12-تحرير الطلبة من ضغوط أهدافهم الشخصية في حالة تعارضها مع القوانين، والأنظمة والتعليمات التي تنظم العمل وتضبطه في المؤسسات التربوية.

13-تحقيق مجانية التعليم لفئات المجتمع كافة.

النتائج التي تتعلق بالسؤال الثالث:

ما أخلاقيات التعليم التي يجب أن تتحلى بها المؤسسة التربوية في ضوء المدرسة الإسلامية في المجتمع الإسلامي؟

تشير نتائج الدراسة إلى الأخلاقيات التالية:

1-     عدم التمييز في تطبيق القوانين والأنظمة داخل المؤسسات التربوية.

2-     التعامل بمرونة مع منتسبي المؤسسة.

3-     اعتماد الكفاءة مبدأ في تعيين الموظفين.

4-     مساعدة الأفراد في تحقيق أهدافهم العلمية.

5-     الشورى في اتخاذ القرارات.

6-     الموضوعية في التعامل.

7-     تفجير طاقات الأفراد في جميع المجالات التربوية.

8-     أن تكون المؤسسة التربوية النموذج الأمثل في تطبيق المبادئ التربوية الإسلامية.

النتائج التي تتعلق بالسؤال الرابع:

ما أخلاقيات التعليم التي يجب على المعلم أن يتحلى بها في ضوء المدرسة الإسلامية في المجتمع الإسلامي؟

تشير نتائج الدراسة إلى الأخلاقيات التالية:

1-     قصد القربى في العمل التعليمي.

2-     أن يجسّد المعلم القدوة الصالحة في عمله.

3-     الأمانة والإخلاص في تدريس المواد العلمية.

4-     على المعلم أن يستمر في طلب العلم والإطلاع على ما هو جديد.

5-     على المعلم تحري العدل والأمانة في تعامله مع جميع الأفراد.

6-     التواضع في العملية التعليمية داخل الصف.

7-     السماح في إبداء وجهات نظر الطلاب والدفاع عنها بالحجة والبرهان العقلي بحرية كاملة.

8-     الجدال بالتي هي أحسن والابتعاد عن المشادة الكلامية أثناء عملية التعليم.

9-     الأمانة والدقة في نقل الحقائق والأفكار.

10-اختيار الألفاظ والكلمات السليمة والرقيقة عند مخاطبة الآخرين.

11-على المعلم أن يفهم حالات الطلبة الاجتماعية ومستوى نموهم الجسمي والعقلي والانفعالي وتوجيههم في ضوء ذلك.

12-على المعلم أن يكون متزناً ضابطاً لنفسه عند وقوع تجاوزات من قبل الطلبة.

13-تقوية العلاقات بين الطلبة من خلال النشاطات الجماعية.

14-عدم السماح للطلبة بالإهمال والتقصير.

15-تفجير الطاقات الإبداعية للطلبة عن طريق المحاضرات والندوات التي تعتمد على التحليل والنقد والحوار.

16-على المعلم استخدام أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا التعليم الحديث من أساليب وسائل لإيصال المعلومات إلى أذهان التلاميذ بأبسط الطرق وأسرعها.

17-الالتزام التام بالتعليمات والقوانين الصادرة عن المؤسسة التعليمية التي يعمل فيها.

النتائج التي تتعلق بالسؤال الخامس:

ما الأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها المتعلم في ضوء المدرسة الإسلامية في المؤسسات التربوية داخل المجتمع الإسلامي.

تشير نتائج الدراسة إلى الأخلاقيات التالية:

1-     على المتعلم توخي الصدق والصراحة في تعامله مع زملائه ومدرسيه وإدارة المؤسسة.

2-     الحرص على توجيه الأسئلة والمشاركة والحوار وحسن الاستماع للآخرين.

3-     تجنب الأحاديث الجانبية أو الاستماع لها أثناء الدرس.

4-     التواضع مع معلمه وزملائه.

5-     الابتعاد عن الجدال والمشاداة الكلامية مع الزملاء.

6-     المحافظة على سمعة مؤسسته المعنوية وإمكاناتها المادية.

7-     احترام العمل الجماعي والمشاركة الفاعلة باستمرار حسب قدراته في شتى مسائل العمل الجماعي داخل مؤسسته.

8-     الاستمرار في البحث والتقصي بصورة دقيقة للوصول إلى أقصى درجات الإنتاج العلمي.

9-     احترام الأساتذة والهيئات العلمية.

10-العمل بما تعلم.

11-السعي للوصول إلى درجة علمية متقدمة تؤهله القيام بواجبات الإنسان الصالح.

12-المثابرة على حضور الدرس والاهتمام به.

13-تنفيذ الواجبات.

14-عدم مخالفة قوانين المؤسسة.

15-احترام العلم والمعرفة لأنهما سبب نجاته في الدنيا والآخرة.

 

التوصيات:

في ضوء نتائج هذه الدراسة، يوصي الباحث بما يأتي:

1-     أن يلتزم القائمون على العملية التربوية في المؤسسات التربوية في المجتمعات الإسلامية بأسس التعليم كما وردت في الدراسة وتطبيقها في المؤسسات التربوية المعاصرة على اختلاف مستوياتها العلمية.

2-     أن تحدد أهداف المؤسسات التربوية في المجتمعات الإسلامية في كلِّ مرحلة تعليمية بما يتناسب مع مستويات الطلبة في ضوء أهداف التربية الإسلامية التي وردت في الدراسة.

3-     أن تلتزم المؤسسات التربوية في المجتمعات الإسلامية بالأخلاقيات التربوية الإسلامية التي وردت في الدراسة في جميع عناصر العملية التربوية.

 

المصدر: مجلة التوحيد/ العدد 104 لسنة 2000م

ارسال التعليق

Top