◄طفل بالغ الامتياز:
قصة الشعوب على نحو من الأنحاء، قصة الأفراد الممتازين فينا، والعكس صحيح أيضاً. فالفرد الممتاز لا يبرز في شعب فاقد للطموح التاريخي وللقدرات الإبداعية التي تستوعب عمل الفرد الممتاز وتشجعه وتحقق أحلامه وتسانده في كلِّ موقف من المواقف.
إذن فالامتياز عند الأفراد يبقى شيئاً بالقوة، أو احتمالاً ينتظر الفرصة للخروج إلى الدنيا وللوقوف في عين الشمس، عن طريق الجماهير أو على الأقل عن طريق النخبة من طبقات المجتمع التي ترمز إلى وعي الشعب وتقدمه وأهليته لتحقيق العظائم من الأمور.
في ضوء هذه الحقيقة نستطيع أن نقول: إنّ شعباً كالشعب العربي في نهاية جاهليته قد كتبت له الحظوة بفرد بالغ الامتياز، يوم تنادى بعض من الرجال والنساء والصبيان من أسرة عبدالمطلب وتبادلوا التهاني بولادة طفل جديد، أُمّه آمنة بنت وهب، وأبوه المتوفى عبدالله بن عبدالمطلب. ونشأ الطفل الذي اختار له جده عبدالمطلب اسم "محمد" تفاؤلاً بمقدمه واحتفالاً بالمعنى الذي ترمز إليه ولادته، هذا المعنى الذي امتلأت به نفس الجد ونشط له فؤاده بعد الخواء الحزين الذي سببه له فقد زين الشباب قبل ذلك بأشهر قليلة، ولده عبدالله.
وشاءت الإرادة الإلهية أن ينشأ هذا الطفل يتيم الأب أوّلاً، ثمّ يتيم الأُم، ولمّا يتجاوز السادسة من عمره. لكأن إرادة الله سبحانه وتعالى قد قدرت أن يكون المجتمع العربي، متمثلاً في قريش، ظئراً[1] له ومرضعاً.. ومادة حية لتأملاته في مستقبل أيامه، ومنطلقاً للأطماح الكبيرة التي زرعتها عناية الله في قلبه.
وكما تكون ظاهرة الولادة حصيلة المخاض المؤلم الذي تفقد به الأُم جزءاً من لحمها ودمها وصورة من روحها العميقة، فإنّ ولادة الرجل العظيم، هي أيضاً حصيلة المخاض المؤلم الذي تخرج به الأُمّة في شخص وليدها الكبير، جزءاً من دمها ولحمها وصورة من روحها العميقة.
أليس الله أعلم بمن يصطفي لرسالته وفيمن يصطفي لها من الرجال؟
لقد كانت ولادة الأنبياء في سلسلة القرون المتتابعة في صميم أمم الأنبياء.
فليس من قبيل المصادفة أن يتتابع هذا النوع من الرجال في منطقة معينة من الأرض الواسعة الكبيرة.
إنّها المنطقة التي صَدَّرت إلى العالم، شرقيه وغربيه، القواعد الأساسية والتعاليم الكبرى لبناء حياة الإنسان المتحضر. لذلك، فنحن لا نأتي بالعجيب المدهش من الرأي حين نعلن أنّ عبقرية العربي هي عبقرية النبوة المستندة إلى الإيمان بكلِّ ما يعنيه من الألم الروحي والطموح إلى المثل الأعلى، والتوجه إلى خالق واحد بارئ للعالمين.
هكذا أصبحت النبوة آية وعلامة على امتياز الشعب العربي. وهكذا أصبح الأنبياء صورة واقعية حية للرجل المكافح الذي يواجه تحديات العصر بالاستجابة التي تمليها عليه هذه التحديات بكلِّ ما فيها من الجهالة والرجعية والمحافظة على الفكر المريض والتقاليد البالية.
على أنّ امتياز الوليد الجديد محمد بن عبدالله (ص)، ليس امتيازاً يعفي صاحبه من مواجهة الألم ومن ضرورات فَقْد الذات والانتصار على النفس. بل هو الامتياز الذي تمتحن فيه روح صاحبه، وتبتلى فيه نفسه بكلِّ معاني الابتلاء ووقائعه. فلا يلبث أن يخرج بعد ذلك حتى تكون الأزمات والمتاعب والصعوبات المتلاحقة قد سقت معدن روحه فَصَلُبَ وشفَّ وسما واتصل بالحقيقة الأإلهية، كما يكون الاتصال بين الروح والروح، وكما يكون طموح العابد المتبتل إلى الاستغراق في الحضور الإلهي الكريم.
لقد واجه النبيّ المصطفى (ص) كلّ مايواجهه المختارون من الرجال. شعر، وقد كاد يتم العقد الرابع من عمره، أنّه في حاجة إلى الانفراد بنفسه، وتقليب النظر فيما اجتمعت لديه من الحقائق والوقائع، يتأمل فيها ويرجو عبر تأملاته أن يلقى الحقيقة المغيبة عنه.
ولم تمض ستة شهور حتى برزت إليه هذه الحقيقة المغيبة على صورة الوحي السماوي. فإذا به يتلقاها بنوع من الروح وصَيِّب من الدهشة وجملة من الارتعاشات التي تفتحت بها نفسه وانقشعت أمامها أبعاد شاسعة من تلك الرؤى التي تقود الأنبياء والملهمين وتوجههم في طريق الكفاح الطويل.
هكذا كان مولد جديد لرسول الإسلام (ص). فإذا كان خروج الجنين من الرحم ولادة على مستوى اللحم والدم، فإنّ خروج النبوة من تأملات حراء[2] ولادة على مستوى الروح والعقل.
وتلاحقت حياة النبيّ العظيم مرحلة وراء مرحلة، يتضح بكلِّ منها المزيد من معالم الرسالة النبوية الكريمة، حتى كان التعلم والكمال مقرراً في آية من القرآن الكريم في قوله تعالى وعزّ من قائل: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِينًا) (المائدة/ 3).
وها هي القرون من السنين تمضي وقد أُخذ بعضها برقاب بعض لتبدو لنا ذكرى المولد النبوي، عنواناً خالداً لولادة الحقيقة في روح الأُمّة، وآية على تجدد آمالها وأطماحها، ومعنى لاستمرار رسالتها الخالدة، من فوق المتاعب والأزمات، ودعوة مستمرة للانتصار على الذات من أجل الحفاظ على كرامة الإنسان وحقه في الحرية والعدل والعيش الكريم.
لقد كان الرسول (ص) فرداً ممتازاً في أمة أعدها الله لتنطلق في طريق الممتازين، وما يزال (ص)ن في كلِّ ذكرى، وعند كلِّ موقف من مواقفه كقائد ومعلم وراع لأمته، القدوة الممتازة التي يتجدد بها مولد المؤمنين، والحافز الذي يحرك النفوس والضمائر لمواجهة التحديات التي يواجهها الإسلام في كلِّ حين من أبواق غربية تهدف للإساءة إليه وإلى الرسالة التي حملها متعالياً (ص) عن كلِّ الصغائر والأحقاد.
إنّ نداء واحداً يتردد في قلوب الواقفين أمام الله يدعونه في العشية والإصباح، هذا النداء هو: "متى يا رب يخرج المؤمن القوي من فروة الحمل المروع الضعيف الذي فقد ثقته بنفسه وضاعت أحلام الرجولة وأطماحها في قلبه"؟!
سيد أهل الأرض:
وكما يكون في كلِّ يوم، فجر جديد ونداء حياة ونسغ رجولة وإرادة بعث، فإنّ مع كلِّ عام، يوماً أو أياماً معدودات تكون بمثابة الحوادث[3] التي تشيع روح الفتوة وتبعث روح الرجولة في الأمم.
وكما أنّ لكلِّ يوم من أيام الناس فجرها المتجدد، ولكلِّ عام من أعوام الشعوب أيامها المعدودات، فإنّ لنا نحن المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أيامنا الخاصة من كلِّ عام تتجدد بها فتوتنا وتتوتر بها أعصابنا وتتفجر معها إمكانات لنا خصبة غنية.
وفي مقدمة هذه الأيام، يوم أغر يأتينا مرة في كلِّ عام، ويذكرنا بأمجاد لنا خالدات ويحثنا على صنع ما صنعه صاحبه وتحقيق ما حققه من الآثار الطيبة الحميدة.
ولعل هذا اليوم يكون خير أيام الشعوب كلها في منطق التاريخ الذي يقيس الرجال بما يقدمونه من خير بين أيديهم، وبما يحدثونه من التأثير في نفوس الملايين من أتباعهم.
في هذا المنطق يبدو لنا صاحب يومنا متربعاً فوق قمة سامقة لا تبلغها قمة رجل آخر في حدود ما نعرف من تاريخ الرجال.
إنّه لم يكن أمة وحده، بل كان أكثر من ذلك. كان إنسانية كاملة وحده، بعقله الرجيح، وقلبه الخافق للمعالي، وروحه النابضة بالأمل، وخياله الثري، وعقيدته الثابتة الراسخة، وبسحره الحلال الذي زلزل الضمائر وحرّك الأفئدة، عبر مئات السنين، وبالأسوة التي تتجسم بها الحضارة أية حضارة... وبالتعاليم التي ما تزال تحتفظ حتى اليوم لا بجدَّتها وحسب، ولا بروعة منهجها فقط، بل بسبقها الدائم، وظهورها على صورة الشعاعة التي تستقل أبداً دون غيرها في إضاءة الظلمات وإدخال الطمأنينة إلى القلوب وتحقيق رؤية واضحة للعقول.. بهذا كله صنع أمةً ونقل رسالة الله إلى الأرض، وحقق النموذج البشري، وكان شهيداً على أمته كما كانت أمته شاهدة على أمم العالم أجمع.
أما أنّه صنع أمه، فلأنه قاد العرب – يوم كانوا في جاهلية جهلاء وضلالة عمياء، وفي موق[4] بأهله على النار – من الظلام إلى النور. حقق فيهم معجزة إلهية فأصبحوا معلمين وقادة وبناءة حضارة بعد أن كانوا فرقاً شوهاء تتوزعهم عصبيات قبلية وتحطمهم نزغات الشيطان.
وأما أنّه نقل رسالة الله إلى الأرض فلأنّه اختير من بين سائر خلق الله رسولاً إلى العالمين نذيراً وبشيراً (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا * وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا) (الأحزاب/ 45-47).
وبذلك أثبت أنّ الإعجاز الحقيقي في تاريخ الإنسان لا يأتي من خارجه بل من داخله، وأنّ القوة الحقيقية ليست في السلاح الثقيل الذي تصنعه يد الإنسان من أشياء الطبيعة، بل هو ذاك الذي تستيقظ به عبقرية شعب وتنطلق بفضله إرادة حياة وتتفوق الروح بفضله على نفسه بإذن الله.
وأما أنّه نموذج بشري كان شهيداً على قومه وكان قومه شهداء على الناس، ففي أنّه جعل من سلوكه اليومي ومواجهته مسؤوليات قيادة الشعوب أسوة صالحة، لا يخطئ الطريق من تعلَّق بها حين يرجو الله واليوم الآخر.
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ) (الأحزاب/ 21).
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة/ 143).
إنّه النبيّ العربي محمد بن عبدالله (ص).. سيد أهل الأرض ومعلم البشر.. ورسول الله إلى العالمين..
ففي 12 ربيع الأول من عام الفيل، ولد محمد بن عبدالله (ص) يتيم الأب، ثمّ قُدِّر له أن يكون يتيم الأُم.. وشاءت له الإرادة الإلهية أن ينشأ في عين الله ورعايته، لا يصوغه عقل بشر ولا يسقيه قلب إنسان. في مكان من الأرض غير ذي زرع عند بيت الله المحرم.
في هذا اليوم تمت نعمة الله على عباده، فأكمل دورة الدعوة إليه وحقق وعي الذات البشرية في أتم رؤية لها وأوضح نهج على صورة إنسان، اجتمعت عنده معاني الخلافة الحقيقية، خالصة من كلِّ شائبة، بيضاء لم يمسسها سوء.
وفي كلِّ عام هجري نجد نحن المسلمين أنفسنا في موقف حساب عسير نتساءل فيه عما صنعنا بالتراث الذي تركه لنا هذا المعلم العظيم صلوات الله وسلامه عليه.
وفي سِرِّنا نحاول أن نجيب عن التساؤل الكبير، فماذا عسانا نقول؟!
هل نقول أننا ضننا[5] الأمانة؟ وهل نعترف بما فَرَط[6] من أمرنا وفرطنا من أشياء حياتنا؟
وماذا بعد هذا الجواب؟ ما هي ردة الفعل التي تصدر عنا بعده؟
هل نتلاوم؟ هل يحاول كلّ منا أن يضع مسؤولية التفريط على سواه؟ هل نهرب من مسؤولية الخطأ؟ أم تكون لنا الجرأة والشجاعة بحيث نتعرف بصوت مرتفع إلى مواطئ أقدامنا، ونعين أبعاد الرجعة المؤلمة التي عادت بنا إلى أيام جاهليتنا الأولى ثمّ نقرر بيننا وبين أنفسنا أن نعود إلى اجتياز الطريق في تصميم وثقة؟
إنّ الله سبحانه وتعالى يعطينا الجواب على صورة من صور الوحي الذي أنزله على المعلم المصطفى فيقول عزّ من قائل: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (الزمر/ 53).
وقد أسرفنا حقاً على أنفسنا، وكاد القنوط أن يأخذ ببعضنا من كِّل أقطاره. ولكن روح التفاؤل التي جعلها الله جزءاً من طبيعة الرسالة وامتداداً لمحتوى الأمانة الموكولة إلينا، لا تلبث أن تشد من أزرنا وترفع من معنوياتنا وتعيد الأمل في نفوسنا في رحمة من الله واسعة تسع كلّ شيء، وفي رعاية إلهية لا تضيق بتوبة تائب ولا تغلق أبواب النجاح أمام المتطهرين.
قوة الرسالة المحمدية:
يوم مولد محمد (ص) يذكرنا بكلِّ هذه المعاني، وينادينا بلسان حاله من وراء القرون وعند مطلع كلّ شمس وأمام كل آية من آيات الله سحبانه وتعالى، يحضنا على معاودة الوقوف وتنظيم الصفوف والثقة والنصر والإقدام في مواقف الخطر.
يقول الخالق جلّ وعلا على لسانه: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (آل عمران/ 110).
وما تزال هذه الأُمّة، الشعلة المضيئة التي تنجاب بها ظلمات الخوف، وتتفتح بها أكمام الحياة، وتستوعب كلّ تجربة، وتزعم في غير غرور أنها حاملة رسالة هي وحدها التي أوحى بها الله إلى النبيين قبل محمد (ص)، وجعلها في بعثته هو شخصياً خاتمة محاولات النبوات والرسالات.
وماذا بيننا وبين أن تصبح هذه الرسالة الكريمة، خطة حياة وسلوك عيش وطريقة عمل وأسلوب تفكير؟! ليس غير أن نتحرر من محاذير الخوف وغموض الرؤية وحيرة السائر في الطريق؟
هذه الرسالة هي معنا وبين أيدينا. رافقت أنفاس الملايين من أجدادنا، وخفقت لها قلوب ألوف الملايين، وازدهرت ثمّ أثمرت وحان قطافها أكثر من مرة، وظللت البشرية بظلالها أكثر من مرة أيضاً.
وكما خرج (ص) وحيداً في دنياه ثمّ لم يتسلح إلا بسلاح الإيمان، فإنّ في وسعنا أن نخرج اليوم وحيدين في دنيانا لا نتسلح إلا بسلاح الإيمان.
هنا تبرز عظمة الإيمان وتتفجر ينابيع الفداء وتتحرك كوامن القوة. هنا حين تأتينا الأحزاب والدول والجيوش المعادية من فوقنا ومن أسفل منا، وتزيغ الأبصار وتبلغ القلوب الحناجر ونبتلى الابتلاء العظيم، ونزلزل زلزالاً شديداً ويخيل إلينا أننا فقدنا الأمل في النصر.
نحن لا نأتي بجديد لأنّ كل ما فعلناه أننا نفتح عيونكم كما نفتح عيوننا على ينابيع القوة في الرسالة التي نحمل. ولن يُشادّ هذه الرسالة أحد إلا غلبته. أليس أنّه سبحانه وتعالى يقول في كتابه الكريم: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر/ 9).
فلنحمل حملة رجل واحد وللنتصر على أنفسنا الأمّارة بالسوء، ولنتحرر من الخوف الذي شاع في قلوبنا حين اخترنا أن نكون مع أنفسنا لا مع الله. فوالذي أنفسنا بيده، لن تلبث الأقدار حتى تتغير لنخرج من الحرب مؤيدين بالنصر.
فإذا تم ذلك – وهو سيتم إن شاء الله – فقد حق لنا أن نجعل من ذكرى مولد المصطفى المجيد منطلقاً لتاريخ جديد وسجلاً نثبت فيه صدق ما وعدنا الله ورسوله، فلا يصلح آخر هذا الأمر إلا بما صلح به أوّله، ولقد صلح أوله بالإيمان وسيصلح آخره بالإيمان. هذا ما قاله نبيّ الأُمّة.. سيد أهل الأرض.. رجل التاريخ الأوّل.. ►
المصدر: كتاب محمد (ص) رجل التاريخ الأوّل
[1] - الظئر: الحاضنة والمرضعة.
[2]- حراء: غار حراء.
[3]- الحواث: الطاقة وهي لغة في حَوْثٌ وحَيْث. والحوثاء: الكبد وما يليها وهي التي تمنح الجسد مغ غيرها من سائر الأعضاء الطاقة والحيوية.
[4]- الموق: الغباوة والحمق.
[5]- ضننا: بخلنا بها.
[6]- فرط: قصَّر في أمر أو تركه.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق