• ٢ أيار/مايو ٢٠٢٤ | ٢٣ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

المدرسة الإسلامية.. سعادة الدنيا ونعيم الآخرة

أحمد أمين

المدرسة الإسلامية.. سعادة الدنيا ونعيم الآخرة
◄المدرسة الإسلامية هي مدرسة تجعل هدفها الوحيد توجيه طلابها إلى توحيد الله تعالى وتطبيق تعاليم الإسلام والتربية الإسلامية الحقة. فالطالب عندما يدخل هذه المدرسة يرى قطعاً قد كتب عليها: لا إله إلا الله محمد رسول الله. (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسْلامُ) (آل عمران/ 19). (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران/ 85). يرى طلاباً متخلقين بأخلاق إسلامية، فلا كذب ولا خديعة ولا غش، بل يجدهم متآخين، متراحمين فيما بينهم، عملاً بهذا الحديث: "الخلق كلهم عيال الله، فأقربهم إلى الله أحبهم لعياله" وهم مصداق هذه الآية: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات/ 10). يرى المدرسة في غاية النظافة والجمال: عملاً بالحديث النبوي القائل: "النظافة من الإيمان". والطلاب متعاونون فيما بينهم، يعلم بعضهم البعض وكل يحب التقدم لصديقه، عملاً بالحديث النبوي: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه المؤمن ما يحب لنفسه". فلا حسد ولا تباغض ولا تطاحن، بل حياة كلها دعة وطمأنينة وهناء. (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد/ 28). يرى الطلاب جادين في دروسهم مجتهدين، ذلك لأنّ الله تعالى يقول: (وَأَنْ لَيْسَ لِلإنْسَانِ إِلا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى) (النجم/ 39-40). ثمّ يرى أبدان الطلاب سللة وهم يعملون في تقوية أبدانهم برياضات خاصة، عملاً بهذا الحديث: "إن لبدنك عليك حقاً" وتحقيقاً لأمر الله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) (الأنفال/ 60). فإذا ذهبوا إلى بيوتهم، سلموا على آبائهم وأمهاتهم، وقبلوا أيديهم وقاموا بمساعدتهم وخدمتهم في شؤون البيت وما يأمرونهم به، فهم يطيعون آباءهم وأمهاتهم إطاعة تامة لعلمهم أن: "الجنة تحت أقدام الأُمّهات". يرى أنّ المعلم كلما شرح موضوعاً عن الحيوان أو النبات أو الكيمياء أو الفيزياء عزا ذلك إلى عظمة الله تعالى ودقيق صنعه، وجعل الطلاب يتوجهون بكلهم إلى الله العلي القدير، وتسبيحه تعالى وتقديسه، فهم يشاهدون عظمة الخالق في العلوم الطبيعية وما أودع الله تعالى من دقيق الصنع في هذا الكون الرحيب. وهكذا في علم الجغرافية وعلم الهيأة (وحركات النجوم)... يرى الطلاب يتهيأون بكل جد ونشاط لحياة سعيدة حرة ويتسلحون بسلاح العصر ويتزودون من علوم مادية مفيدة لكي يستغنوا بها عن الناس أجمعين عاملين بهذا الحديث: "ليس منا من ترك دنياه لآخرته ولا آخرته لدنياه"... يرى أنّ الطلاب بعد رجوعهم من تناول طعام الظهر، يتهيأون للصلاة، لأداء واجب الشكر تجاه الله تعالى. يراهم يتوضأون ويصطفون، واذا بأحدهم، يؤذن بصوت عال رخيم، قائلاً: الله أكبر.. الله أكبر.. والطلاب كلهم يعلوهم خشوع وخضوع. فيركعون لربهم ويسجدون، ومنجذبين بكلهم إلى الخلاق العظيم الذي لا تحصى نعمه. (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) (إبراهيم/ 34). وبعد الانتهاء من هذه الصلاة المقبولة عند الله من أطفال معصومين يذهبون إلى الصفوف للتزود من علوم تجعلهم مسلحين بسلاح العصر للحصول على معيشة هنيئة وللتمكن من نصرة هذا الدين، دين الله القويم، تجاه تيارات الكفر والإلحاد وللقيام لبث الدعوة الإسلامية في أرجاء هذا العالم. فما أحوج هذا العالم إلى دين الفطرة: "الإسلام". إنهم يستعدون ليكونوا دعاة حقاً لدين الله في أرضه، عملاً بقوله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران/ 104). إنّ طلاب هذه المدرسة يترحمون على الطيور وأنواع الحيوانات، ودينهم دين الرفق والعطف إلى كل ما خلق الله تعالى عملاً بالحديث النبوي: فقد قال (ص): "إتقوا الله في ما خولكم وفي العجم من أموالكم. قيل وما العجم؟ قال (ص): الشاة والبقر والحمام وأشباه ذلك". إنّ طلاب هذه المدرسة يعملون دوماً في مساعدة الآخرين عملاً بهذا الحديث: "الله في عون المؤمن مادام المؤمن في عون أخيه" ويقومون في قضاء حوائج الجيران لأنّه قد جاء في الحديث: "مازال يوصي رسول الله بالجار حتى ظننا أنّه سيورثه". وقد بلغهم هذا الحديث عن رسول الله (ص): "من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم". وقد بلغهم قول رسول الله (ص): "من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين ولم يجبه فليس بمسلم". انهم يعطون من فضول أموالهم إلى الفقراء والمساكين بصورة سرية ومع احترام وتوقير. لأنّ الصادق (ع) يقول: "انّ الله فرض للفقراء في أموال الأغنياء ما يسعهم ولو علم أن ذلك لا يسعهم لزادهم". وهكذا نرى أنّ هذه المدرسة الإسلامية تبدأ في مفتتح أعمالها (عند الاصطفاف)، بتلاوة أي من الذكر الحكيم وهكذا عند الانتهاء من الدروس عند الانصراف، وهم يمتازون عن غيرهم باستظهارهم القرآن الكريم ومعاني الكلمات وكثيراً من الأحاديث. وفي أناشيدهم تحريض لخدمة الغير والتضحية لأجل رفع لواء الإسلام عالياً في أرجاء العالم. حتى يكون الإسلام ديناً عالمياً، فلا تسمع في أرجاء العالم كله إلا من ينادي أوقات الصلاة بصوت رفيع: الله أكبر... أشهد أن لا إله إلا الله أشهد أن محمدا رسول الله... وفي المدرسة لجان شتى، لجنة الإرشاد الديني ولجنة العلوم الاجتماعية ولجنة الرياضة البدنية ولجنة النظافة ولجنة تنظيم الحدائق ولجنة البر والإحسان إلى ما هنالك من لجان مفيدة أخرى. أما لجنة الإرشاد الديني فلها اجتماعاتها الخاصة، وبرامج معينة ووظائف موزعة على الأعضاء، فكلما اجتمعت اللجنة تقرأ المقررات السابقة ويقدم كل عضو تقريراً عما قام به من أعمال ارشادية داخل المدرسة وخارجها وتوزع الأعمال على الأعضاء من جديد. وأما لجنة البر والإحسان فتقوم كل خميس بعد الظهر بتوزيع ما تمكنت من جمعه من نقود وثياب وأحذية وأفرشة وأوان إلى ما هنالك وذلك بالذهاب إلى بيوت الأرامل والأيتام والفقراء والمساكين، فتقدم ما جمعت إليهم بكل توقير واحترام وذلك بعد أداء التحية الإسلامية: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... فهنيئاً لطلاب مؤمنين يتربون في هذه المدرسة الإسلامية تربية إسلامية حقة، فيكونون قد جمعوا بين سعادة النشأتين. سعادة الدنيا ونعيم الآخرة طوبى لهم وحسن مآب... المصدر: كتاب التكامل في الإسلام/ 2

تعليقات

  • 2023-09-17

    عطاء الحق

    وجدته جيدا و مفيدا ما شاء الله

ارسال التعليق

Top