◄1- فوائد لعب الأطفال:
اللعب للأطفال كالماء للإنسان، فالطفل بحاجة إلى اللعب وإياك أن تحرمه من تلك المتعة، قال الإمام الغزالي منبِّهاً على أهمية لعب الأطفال:
"وينبغي أن يؤذن له بعد الفراغ من الكتّاب (الكتّاب القرآني) أن يلعب لعباً جميلاً يستفرغ إليه تعب الكتّاب، بحيث لا يتعب في اللعب؛ فإنّ منع الصبي من اللعب وإرهاقه بالتعليم دائماً يميت القلب، ويبطل ذكاءه، وينغِّص العيش عليه".
ولا يحسبن الآباء أنّ إغراق أطفالهم بالألعاب المختلفة ذات الثمن الباهظ يسعده، فقد يتركها الطفل جانباً ليلعب (بكرتونة فارغة)، يربطها ويسحبها.
وينبغي أن يخصَّص للَّعب مكان يستطيع الطفل أن يصل إليه، فإذا كان للأسرة أكثر من طفل واحد، فليكن لكلِّ منهم ركن أو رفٌّ أو صندوق خاص به، كما ينبغي منح الطفل مسؤولية جمع لعبه ووضعها في مكانها عند انتهائه من اللعب بها، كما ينبغي دوماً تنمية روح احترام حقوق الآخرين في لعبهم، وأن لا يعتدي على لعب غيره.
وفي اللعب فرصة للتربية، فلا يترك الأطفال يمرحون ويعبثون في الساحات العامة، أو يزعجون جيرانهم، أو يعبثون بقرع أجراس الآخرين.
وعندما تشتري لطفلك لعبة، اختر له لعبة في مستوى إدراكه، وتجنب اللعب المعقدة التركيب، اترك له أمر تركيبها وفهمها، أعطه فرصة كافية كي يتقنها، ساعده إن وجدته وصل إلى طريق مسدود.
1- وصایا للمربین:
1- لا تتدخل في شؤون الطفل أثناء انصرافه إلى اللعب، إلا إذا استدعى نظام طعامه أو نومه ذلك، أو إذا تعرَّض الطفل للخطر.
2- لا تفرض عليه خططاً معينة في اللعب.
3- أعطِ ابنك فرصة للعب وفقاً لمستواه وميله الخاص.
4- شارك طفلك في لعبه من حين لآخر.
5- ينبغي مراعاة التوسُّط والاعتدال في اللعب، فاللعب وسيلة وليس غاية، وهو حاجة للطفل أساسية.
6- شجّع طفلك على اللعب الجماعي من حين لآخر، لإبعاده عن الانطواء.
7- لا تعطِ أطفالك لعباً كثيرة دفعة واحدة، حتى لا يزهدوا فيها جميعاً.
8- لا مانع أحياناً من متابعة الطفل دون إشعاره بذلك لوقايته من الحوادث، ولتوجيهه وتهذيب أخطائه.
9- علِّم طفلك قيمة الوقت، فتقول له: "لديك خمس دقائق لتنتقل إلى لعبة كذا". وذلك إن رأيت منه اهتماماً بلعبة معينة.
10- شجِّع طفلك على اللعب إن كان قليل النشاط، فإن أحجم ففتش عن السبب، فقد يكون لمرض أو لسبب آخر.
11- اجعل في بيتك إن أمكن غرفة لطفلك، يضع فيها أدواته وأغراضه، وتكون جدرانها مزدانة باللوحات الجميلة للطبيعة التي تروق للأطفال.
ضع فيها بضعة كراسٍ صغيرة ومنضدة، وشيئاً من علب فارغة، ورمل وصلصال، وعلب تلوين وطباشير للرسم، ومكعبات خشبية... إلخ.
وليس معنى هذا أن نترك الطفل وحده دائماً، بل لابدّ من زيارته من وقت إلى آخر للإشراف على تنظيم أدواته، وتعويده العادات النافعة من نظافة وتعليم وترتيب.
12- لا تُكثر من فرض القواعد والأحكام على الأطفال أثناء لعبهم.
13- لا تبالغ في إضفاء الحماية على الأطفال أثناء لعبهم، فمن الآباء من لا تغيب عيونهم عن أطفالهم لحظة واحدة أثناء لعبهم.
14- لا تصرّ على أن يبقى الأطفال في كامل نظافتهم أثناء لعبهم، فلابدّ أن يتسخوا أثناء قيامهم ببعض الألعاب.
15- اسأل نفسك دائماً: "لو كنت أنا في مكان هذا الصغير في مثل هذا الموقف، فماذا كنتُ أفعل؟ وماذا كنتُ أقول؟".
16- اسمح لأبنائك بالجري أو القفز في المكان الملائم، فهو بحاجة إلى حرية الحركة.
17- لا تضحك أو تسخر من سلوك طفلك مهما كان.
18- حاول ألا تكون سلبياً أمام خيال طفلك، فإن قال لك عن علبة فارغة: إنها (سيارة)؛ فلا تحطِّم خياله فتقول له: هذه ليست سيارة.
اتركه لخياله ودعه يجرِّب بنفسه ما يخطر بباله، اعرض عليه مساعدتك عندما يطلب منك ذلك.
19- شجّعه على أن يثق بإمكاناته وقدراته، واتركه يحاول حلَّ مشكلاته وصعوباته.
20- لا تنتقد ابنك حين يخرِّب لعبة بناء رملي مثلاً، أو بناء من المعجون بعد انتهائه منه، فالطفل يستمتع باللعب بغضِّ النظر عن النتيجة النهائية.
21- حذِّر طفلك من اللعب بالألعاب الخطرة، ونبهه إلى أخطار الكهرباء، وأبعد عنه الأدوات الحادّة كالسكاكين والمقصّات، أرشده إلى مخاطر الطريق، ولا تدعه في الشارع يلهو بين السيارات، وأبعد عنه السموم كالمبيدات الحشرية، والأدوية، فضعها في مكان آمن.
2- لعب الأطفال في الإسلام:
وقد حرص الإسلام على تعليم الطفل أنواع الرياضة وممارستها، فقد روي عن عمر بن الخطاب قوله: "علِّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل".
وقد أجرى رسول الله (ص) مسابقة الجري بين أطفال بني عمِّه العباس، وكان يستقبل الفائز بصدره ثمّ الآخر وهكذا...
كان رسول الله (ص) يصفُّ عبد الله وعبيد الله وكثير بني العباس، ثمّ يقول: "من سبق إليَّ فله كذا وكذا"، قال: فيسبقون إليه فيقعون على ظهره وصدره فيقبِّلهم ويلتزمهم.
وكان (ص) يلعب مع الأطفال؛ فقد روى البزّار: عن سعد بن أبي وقاص، قال: دخلت على رسول الله (ص) والحسن والحسين (عليهما السلام) يلعبان على بطنه، فقلت: يا رسول الله أتحبُّهما؟ فقال: "وما لي لا أحبهما وهما ريحانتاي؟!".
وقد شاهد الرسول (ص) الأطفال يلعبون في عدَّة مواطن ولم ينكر عليهم، روي الطبراني: عن جابر، قال: "كنّا مع رسول الله (ص) فدعينا إلى طعام، فإذا الحسين يلعب في الطريق مع صبيان، فأسرع النبيُّ (ص) أمام القوم ثمّ بسط يده، فجعل يفرُّ ههنا وههنا، فيضاحكه رسول الله (ص)، حتى أخذه فجعل إحدى يديه في ذقنه والأخرى بين رأسه وأذنيه ثمّ اعتنقه وقبَّله".
وقد لعب النبي (ص) في طفولته مع الصبيان، وأتاه جبريل وهو يلعب مع الصبيان فأخذه وشقَّ صدره... كما ورد في الحديث الذي رواه أحمد في مسنده.
ولم ينكر الرسول (ص) على البنات اللعب بالمجسَّمات، فقد روى البخاري: عن عائشة قالت: "كنت ألعب بالبنات عند رسول الله (ص)، وكان لي صواحبُ يلعبن معي، فكان رسول الله (ص) إذا دخل يتقمَّعن[1] منه، فيُسَرِّبُهُهنَّ[2] إليَّ فيلعبن معي".
والبنات هي التماثيل التي تلعب بها الطفلات الصغيرات.
الهامش:
[2]- يسربهن: أي يردهنَّ إليَّ.
المصدر: كتاب كيف تربي أبناءك في هذا الزمان؟
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق