• ٢٧ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٨ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

التحقيق الصحفي.. دقة وأمانة

الخبير الإعلامي ميسّر سهيل

التحقيق الصحفي.. دقة وأمانة

 

1- تعريف التحقيق الصحفي: هو تغطية تحريرية مصورة تضيف مزيداً لخبر جديد، أو تتناول موضوعاً قديماً أو مشكلة هامةً، فيقدم الظواهر، ويربط بين الأسباب والنتائج الحالية أو المتوقعة، مع تقديم آراء مَن يتصلون بالموضوع عن قرب أو من يثق القراء بدرايتهم. ويعتبر التحقيق من أوثق العمليات الإعلامية باعتباره يتحرّى الدقة في العرض، سواء من حيث التسلسل الزمني أو الوقائع والوثائق.   2- صحافي التحقيق: يقوم بالتحقيق محرّرٌ يجمع بين صفات المراسل الصحفي والباحث، ويتمتع بالدراية الأدبية واللغوية والفنية التي تمكّنه من تغطية الحدث بشكل يعطي مادةً مهمةً ومشوقةً ومفيدةً. ويشبه عمله دور المحقق القضائي من خلال اطلاعه على مجريات الأمور، واستعراض الآراء، والبحث في الوثائق للوصول إلى نتائج صحيحة في حيادية تامة، ثمّ يدلي برأيه الشخصي بناءً على النتائج التي توصّل إليها، تأكيداً للمعلومات التي يقدّمها، وتوضيحاً لما قد يكون خافياً من الأمور المتعلقة بالحدث.   3- أنواع التحقيق: أ- التحقيق الصحفي العام: يميّز هذا النوع شموليته لأنواع عديدة من المواضيع الصحفية، يقوم المحرّر من خلاله بدراسة تمهيدية لموضوعه ثمّ يبحث عن آراء الأطراف المعنية، ويبذلُ جهده للحصول على نتائج واضحة ومحددة تسهم إيجابياً في تقديم الحلول إن كان ذلك ممكناً. ب- التحقيق الصحفي الخاص: هو ما يقومُ به محرر متخصص كالاقتصادي أو الرياضي أو السياسي، فيقدّم عدداً من الحقائق في مجال اختصاصه.   4- أسس نجاح التحقيق: يتوقّفُ نجاحُ التحقيق الصحفي على مراعاة الأمور التالية: أ- حسن اختيار الموضوع الذي ينوي معالجته، والوقت المناسب له، أي أنّ يكونَ الموضوعُ مهمّاً، ومستحقّاً لبذل الجهد الذي يتطلبه. ب- كم من القراء سيهتمون بهذا الموضوع، وهو توقعٌ يدركه القائم بالاتصال حسب معرفته باتجاه آراء الجماهير. ج- اختيار الوسيلة المناسبة التي تجذِبُ الانتباه، سواء كانت صحيفة أم إذاعة أم تلفزيوناً. د- معرفة المصادر التي يستعينُ بها لمساعدته أو تقديم الأفكار له. هـ- أهمية الأشخاص الذين سيجري الحديث معهم، ومدى صلتهم بالموضوع. و- استخدام الصور والرسوم التي تساعد على مزيد من الاهتمام. ز- وضع الخطة التي سيتضمنها الموضوع بحيث تحظى بأكبر قدر من الاهتمام. ح- الكتابة بطريقة تؤثر في ميول المتلقي، كالعناوين الفرعية المعبّرة عن أهم البنود، وتقسيم النص إلى فِقْرات متسلسلة.   5- الاستعداد للتنفيذ: بعد الحصول على موافقة الجهة المختصة يقوم الصحفي بالمراحل التالية: أ- إعداد نفسه للنزول بالفكرة إلى حيّز التطبيق العملي: وهذا ينحصر في دائرة الإحاطة المبدئية بالأحداث والأشخاص وتحديد المظهر الخاصّ للموضوع الذي ينوي معالجته، وعلى ضوء ذلك يقوم بإعداد الأسئلة التي تتطلّب إجابات تدخل في إطار المعالجة، والبحث عن الإجابات التي يستطيعُ الحصول عليها من خلال مصادره الخاصة، والقيام باستكمال الإجابات عن طريق الدراسة الإضافية باستجواب أشخاص معنيين بالأمر. ب- إقامة جسر مبدئي بينه وبين الأشخاص الذين لهم صلة بموضوع التحقيق، وهم من تتجسد فيهم الفكرة، أو يمثلونها، أو يتصلون بها عن قرب، ويكون ذلك عن طريق الهاتف، أو الانتقال إلى الأماكن والأشخاص، وتعريفهم بالموضوع، وأخذ مواعيد لإجراء النقاش معهم. ج- إعداد الترتيب المناسب والمساعد على تنفيذ التحقيق: مثل الاتفاق مع قسم التصوير، والإجراءات التنظيمية والإدارية، كالموعد المقرر، ومكان العمل، وعقد اجتماع مصغر مع المصور لإطلاعه على فكرة الموضوع، ومكان التصوير، وطبيعته، وما يتطلبه من استعدادات فنية، والاتفاق بشأن وسيلة المواصلات من أجل الانتقال إلى مكان التحقيق أو مجال تصويره.   6- بَدْءُ العمل: كلّما قضى المحرِّرُ وقتاً أطول في التحضير كلّما جاء العمل أكثر إتقاناً، وفي حقل العمل لابدّ من تدوين بعض الملاحظات والنقاط الهامة أو المعلومات أو الآراء، وتسجيلها لسهولة العمل، ويحرص المحرر على الحصول على بعض المذكرات بالنسبة للشخصية، أو المطبوعات الخاصة بالموضوع، أو الإحصاءات الرسمية والرسوم البيانية، وكل ما يتعلّق بالوثائق التي يمكن أن يتضمنها التحقيق، إضافة إلى صورة شخصية للمتحدث قديمة أو حديثة حسب الموضوع.   7- مواد استكمال التحقيق: هي المعلوماتُ العامة المفيدة سواء كانت تاريخية أم جغرافية أم سياسية أم دينية، وهي باختصار تغطّي ألوان المعرفة البشرية، ومن هذه المواد الأرقام المهمة والإحصاءات الصادرة عن جهات موثقة، إضافة إلى الرسوم والصور.   8- مصادر مواد الاستكمال: أ- مكتبةُ الصحيفةِ أو الوسيلة ومركز معلوماتها وأرشيفها الخاص وقسم المعلومات العامة والأبحاث فيها. ب- المكتباتُ العامة والهيئات والمصالح والجامعات والمعاهد العلمية. ج- وكالات الأنباء والأجهزة التي تهتم بالإحصاء. د- الإنترنت، والدخول إلى بنوك المعلومات من خلال الغرف المتخصصة بالموضوع[1].   الهامش:

[1]- انظر: د. محمود أدهم: التحقيق الصحفي بين النظرية والتطبيق.

المصدر: كتاب الإعلام الإسلامي وقواعد تقومية

ارسال التعليق

Top