◄شغلت مسألة القيمة الحقيقة للإنسان بالَ المفكرين والمصلحين والفلاسفة منذ القدم. فقد حاول الكثيرون – على مرّ العصور – استجلاء هذه القيمة والتوصل إلى معايير منطقية وعادلة لتقويم "وزن" الفرد على هذا الصعيد، بغية إيجاد الأسس الثابتة التي تعين على تثبيت فهم واضح لاستكناه جوانب اللبس التي قد تنشأ عند التصدي لدراسة المسألة المذكورة.
وقد ذهب البعض – في إطار سعيهم الحثيث إلى الإجابة عن هذا السؤال الشائك – إلى تصور صورة مثلى للمجتمع تستمد هيكليتها من احتساب قيمة معينة لأفراد الجماعة الإنسانية، بحيث تؤدي هذه النظرة إلى تقسيم المجتمع على أساس "قيموي"، وإن كان يبدو لأوّل وهلة وكأنه تقسيم طبقي.
- جمهورية أفلاطون:
ففي جمهورية أفلاطون – مثلا – يجد المرء ثلاث فئات هي: الحكام، والمحاربون، والفلاحون والصنّاع. وفي هذه الجمهورية، يتعين على النظام التربوي الكشفُ عن استعدادات الأفراد الطبيعية وتحديد طبقة كل واحد منهم. أما الفلاحون والصناع فلا يشتركون إلا في مراحل التعليم الأولى. ويتلقى المحاربون تربية رياضية وموسيقية حتى الثامنة عشرة من العمر، ثمّ يُدربون على الجندية. ويختص الحكام بالثقافة الفلسفية العالية فيدرسون جميع العلوم وما بعد الطبيعة، فالفلاسفة هم الحكام في جمهورية أفلاطون.
ولعل المراد بذلك إعطاء تقويم (ولكنه فضفاض إلى حدّ ما) لمواطني هذه الجمهورية. فالفلاسفة هم – بالإصطلاح الحديث – المثقفون الذين يضمون في صفوفهم تشكيلة متنوعة من المفكرين والأدباء والمتعلمين والمؤدبين، الذين يمارسون وظيفة تأديب الأولاد وتربيتهم (أي معلمو المجتمعات المعاصرة).. إلخ. والمحاربون هم نموذج القوة والشجاعة والاقدام وهم الجماعة التي تتولى الدفاع عن الجمهورية وحمايتها في وجه أي عدوان ولصدّ أي طامع، في زمن كان فيه أوار الحروب لا ينطفىء إلا ليندلع من جديد. ثمّ الفلاحون والصناع، وهي الكثرة الكاثرة التي لا تمتلك أي قيمة من القيم التي يتمتع بها أبناء الفئتين الآخريين، ونعني بهما العلم والقوة، ولذا يتعين عليهم – وفق منظور أفلاطون – أن يبقوا في أسفل السلّم الاجتماعي، وليس من دور لهم سوى أن يعملوا في خدمة الآخرين (الفلاسفة والمقاتلين) وتأمين راحتهم واحتياجاتهم الحياتية والغذائية.
ومن عيوب هذه الجمهورية انها تخلع امتيازات الرفعة والحظوة والهيمنة "والسيادة" على الأقلية، وبالتالي فهي تقوم على مبدأ يكاد يقترب في بعض خطوطه العريضة من مبدأ الفصل العنصري (ولكن على أساس التخصص، لا العرق)، بينما تحجب عن الأغلبية الكثير من الحقوق والامتيازات، وما ذلك إلا نتيجة نظرة تقويمية معيّنة لملكات الإنسان وقدراته، وبالتالي لوظيفته ومكانته في المجتمع. هذا إذا نظرنا إلى هذه الجمهورية بمنظار معاصر.. أما إذا نظرنا إليها وفق سياقها الزمني فقد تبدو متميزة أو "ثورية"، لأنّها تجرأت – لأوّل مرّة – على تجاوز السلّم التراتبي الذي كان شائعاً يومئذٍ، والذي كان يقسم المجتمع إلى سادة وعبيد. كما أنها أرست القيمة المعنوية للفرد على أساس قدراته وكفاءته.
- المدينة الفاضلة:
ويلتقي المعلم الثاني أبو نصر الفارابي (870-950م) مع أفلاطون في إعطاء المقام لأوّل للعلم والفلسفة، إذ يعتبر أنّ النبي أو الفيلسوف المتشح بوشاح النبوة هو مدبّر شؤون "المدينة الفاضلة" التي تعد حاجتها إليه ضرورة اجتماعية خلقية. ومن الممكن للفيلسوف أن يمارس شؤون السياسة كحاكم للمدينة، لأنّ الحكم – مثله مثل العلم – هو الفلسفة.. وتؤكد المدينة الفاضلة على الترابط بين كمال الأفراد وكماله الجماعة. ويرى الفارابي أنّ السعادة القصوى تكمن في انفصال النفس كجوهر مستقل. أي أنها تحصل عند بلوغ النفس درجة من الكمال في الوجود إلى حيث لا تحتاج إلى قوامها إلى مادة.
وثمّة قاسم مشترك يجمع ويوحّد بين جمهورية أفلاطون والمدينة الفاضلة، ذلك أن كلاً من النموذجين يتخذ من العلم معياراً أساسياً لاكتشاف قيمة المواطن ودوره ووظيفته.
ويذهب عالم الاجتماع "دوركهايم" إلى أن دفة المجتمع يجب أن تؤول إلى العلماء إذا أراد المجتمع لنفسه التقدم والتطور.
- الحضارة الغربية:
ويرى الفيلسوف "سان سيمون" أن أمور الحكم الصالح المنتج الذي يحقق العدل ويكفل رقي الشعب ويتيح للإنسانية أن تتقدم إلى الامام يجب أن تصير إلى العلماء، لأنّهم هم الذين يستطيعون أن يوائموا بين نتائج العلم على اختلافها وبين حاجات الناس وطاقاتهم واستعدادهم للتطور.
وقد قسمت الماركسية (التي انهارت حديثاً) المجتمع حسب المكان والزمان والزاوية التي يتم النظر عبرها إلى المجتمع. فالبلدان الرأسمالية تتشكل – حسب ماركس – من رأسماليين مستغلين وطبقة عاملة مستغلّة. اما المجتمعات الاشتراكية فهي مكونة من لون واحد فقط من المواطنين، هم الطبقة العاملة التي تمتلك زمان السلطة، بل وتفرض دكتاتوريتها على الجميع.. ولعل هذه المجتمعات أشبه بمن يسعى جاهداً لاختزال ألوان الطيف الشمسي السبعة إلى لون واحد لا غير!. والواقع انّه تقسيم يقوم على أساس معايير اقتصادية محضة تتعلق بالانتاج وملكية وسائل الانتاج. وهو لا يقوم على فكرة تقويم الفرد لذاته، بل يكتفي بالنظر إليه ضمن إطار الجماعة، بعيداً عن مميزاته الشخصية المتفردة، وهو منهج أثبتت التجربة – على امتداد سبعة قرون ونصف – خَطَلَه وخطره – لأن مثل ذلك مثل امرىء يدّعي التبحر في علم الحيوان، ثمّ يعجز عن التمييز بين الشحرور والحمامة والبوم والخفاش والنسر!.
أما الرأسمالية فتبدو أكثر تسامحا إزاء التنوع الفردي والمميزات الشخصية، ولكنها تبقى أسيرة مفاهيم الثروة والقوة.
وتستقي مفاهيم القوة أصلها من فلسفة نيتشه التي تمجد القوة وتدعو إلى تربية الطاقة الحيوية، التي تبشر بالإنسان الأعلى (السوبرمان)، إذ ليس الهدف مجرد الحياة، بل الحياة القوية. ويرى نيتشه أن بوسع الإنسان أن يحقق بارادته إنساناً أعلى، يكون فوق الخير والشر. وهي فلسفة فتحت البابَ واسعاً أمام فكرة التفوق العنصري والنازية والفاشية.
في هذا السياق، يتقلص دور الإنسان، ويغدو تقويمه مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بسطوته المالية أو نفوذه، وبالتالي فإن ارتقاءه في السلّم يتوقف حصراً على مدى هذه السطوة وطبيعتها.
ووفق هذه الرؤية، يغدو النجاح الاقتصادي علامة الاختيار أو الاصطفاء الإلهي، كما يبرهن عليه "ماكس فيبير". وكل شيء هنا يُوظّف لخدمة هذا النموذج.
فالعلوم الإنسانية – وفق هذا المنظور – تغضّ النظر عما هو إنساني، وتُماثِل العلاقات بين الناس مع العلاقات بين الأشياء. وهذه العلوم لا تتفرع من الخبرة الحقيقية، ولكن من المُسَلّمات الابتدائية: "موت الإنسان" (بعد "موت الله") منذ اللحظة التي يُنقَصُ فيها من الإنسان لجعله مقتصراً على المؤسسات التي أوجدها (كما يوضح روجيه غارودي) أي أنّ الغرب الذي أجهز على الإيمان تماماً وأنكر وجود الخالق، قد انصرف لاحقاً إلى الاجهاز على الإنسان أيضاً والقضاء عليه.
والعلوم الطبيعية المتشظية إلى علوم متعددة، تزعم شخوصها كغاية لذاتها لكي تجعلنا "سادة الطبيعة ومالكيها"، حسب (خطاب المنهج) لـ"ديكارت". وبالتالي فإنّ الإنسان يصبح – على حد قول "مالرو" في كتابه "التاريخ المحزن للدكتور فاوست" –، بفضل دماغه القوي إلهاً، ويصبح ربّ كل العناصر وسيدها.
ويرى غارودي انّ حضارة الغرب المعاصرة تتصف بتضخيم البعد الفائق للإنسان، وأن قرننا يشكو من مرضين مميتين هما:
- الوضعية التي تضع – بفصلها العلم والتقنيات عن الحكمة والإيمان – سلطات بروميثيوسية في خدمة مجتمعات بلا حكمة ولا إيمان.
- الفردانية التي تقود إلى توازنات الرعب.
ويعتقد الكاتب المذكور انّ إيجاد الظروف التي تسمح لكل إنسان أن يقدم بشكل كامل كل الإمكانات التي ينطوي عليها، لا يمكن أن يتم إلا عن طريق تغليب الأبعاد الإنسانية والربانية وإعلاء شأنها ضد الوضعية والفردانية.
- المعيار الصحيح:
يؤكد القرآن الكريم على فضل العلم والعلماء، ويحث بقوة على اكتسابه ونشره بين الآخرين. يقول الله عزّ من قائل: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر/ 9). وهو تساؤل يُطرح في صيغةٍ استفهامٍ إنكاري ليخبر المؤمنين بأنّ ثمة بوناً شائعاً بين العالم والجاهل، ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال مساواةُ أحدهما بالآخر.
وورد في الحديث الشريف: "مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء". ويروى عن الإمام علي (ع) قوله: "قيمة كل امرىء ما يحسنه". ويعلّق الشريف الرضي على هذا الحديث القيّم بقوله: وهذه الكلمة التي لا تُصاب لها قيمة، ولا توزن بها حكمة، ولا تقرن إليها كلمة (نهج البلاغة، شرح ابن أبي الحديد، ج18).
ولعل المراد بالحديث عدة أمور منها:
1- إرساء معيار دقيق لتقويم الفرد وتقدير قيمته على وجه الدقة.
2- إلفات النظر إلى أهمية الاختصاص، لأنّه ليس بوسع المرء أن يحسن شيئاً على الاطلاق إلا إذا كان من ذوي التخصص والكفاية.
3- الدعوة إلى طلب العلم وإلى تقدير العلماء ووضعهم في موضعهم الصحيح. فالعلم والدقة صنوان، وكذلك العلم والاختصاص.
وبالتالي نستنتج – عن طريق استقراء الحديث المذكور وتحليله – انّ القيمة الحقيقة للمرء لا تقاس بما يملك من ثروات وضياع وقصور وقناطير مقنطرة من الذهب والفضة، ولا تقاس بما يملك من سطوة وقوة وعسس وحاشية.. ولكن قيمته الحقة تقاس بما يقدمه من خدمة وفائدة لمجتمعه وأبناء جلدته، أو قلْ انها تُحتسب على أساس علمه ومعرفته، وبعبارة أوضح: بناء على اختصاصه ومدى فائدة هذا الاختصاص وندرته ومدى اتقانه له، والحديث النبوي الشريف يقول: "رحم الله امرئاً عمل عملاً صالحاً فأتقنه".
لقد كان قارون يملك من الثروات والكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوّة، وكان فرعون يملك السلطة، حتى لقد تجرأ أن يقول "أنا ربكم الأعلى"، فخسف الله بقارون وبداره الأرض بعد أن خرج على قومه في زينته، عقاباً له على غروره: (إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي) (القصص/ 78). أما فرعون (فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأولَى) (النازعات/ 25)، وأغرقه وجنوده في اليمّ. فلم تُغْنّ عن الأوّل أمواله وكنوزه، ولا عن الثاني سلطانه وجبروته، لأنّ السلطوة أو الجاه لا تشكل أي قيمة حقيقية لإعلاء شأن المرء ورفع مقامه. فالقيمة الأساسية الحقة هي العلم والمعرفة. هذا التأكيد على أنّ العلم يستبطن الإيمان بالله، (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (فاطر/ 28)، وأن تجريد العلم من النفحات الإيمانية التي تقوم على الإقرار بربوبية الله – جلّ وعلا – هو الجهل بعينه. فأي جهل أشد وأقبح من نكران أكبر حقيقة كونية أزلية – أعني واجب الوجود، الذي أعطى كل شيء خلقه ثمّ هدى، رب العالمين – وقد أشهدهم على أنفسهم: (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى) (الأعراف/ 172). (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ) (لقمان/ 24).
إنّ مقولة الإمام (ع) ما تزال جديدة كل الجدّة، رغم مرور أربعة عشر قرناً عليها، فها هي المجتمعات اليوم تتسابق – بدرجة أو بأخرى – إلى احترام العلم والاختصاص وتطويره من خلال الدراسات الجامعية والأكاديمية ومن خلال تشجيع البحث العلمي. ولكن المؤسف انّ هذه القيمة تهتز في بعض الأحيان فتطغى عليها قيم الثروة والقوة التي أشرنا إليها آنفاً، بحيث يقود العلمُ المفصول عن الحكمة والإيمان إلى الدمار ويدفع بالبشرية إلى انتحار شامل. ألا ترون – مثلا – إلى ما يحدث من تفاقم التلوث بدرجة خطيرة تهدد الجنس البشري وأجناساً وكائنات أخرى بالموت البطيء والانقراض، لا لشيء إلا بسبب إساءة استغلال المعرفة والتكنولوجيا واستغلالهما لغايات لا إنسانية؟
وفضل العلم بَيّنٌ لكي ذي عينين، وقد كُتب فيه وعنه ما يضيق المقام عن حصره. فقد ورد عن أحد الحكماء في رسالة له وجهها إلى أبناء الملوك: بحسْبكم دلالةً على فضل العلم أنّه ممدوح بكل لسان، يتزين به غير أهله، ويدّعيه من لا يلصق به. وبحسْبكم دلالة على عيب الجهل أن كل أحد ينتفي منه ويغضب أن يُسمى به. وسُئل حكيم آخر: ما بالكم لا تستفيدون من العلم شيئاً إلّا زادكم ذلك عليه حرصاً؟ قال: لأنّا لا نستفيد منه شيئاً إلا ازددنا به رفعةً وعزاً. وقيل له أيضاً: ما بالكم لا تأنفون من التعلم من كل أحد؟ قال: لعلمنا بأنّ العلم نافع من حيث أُخِذ.
- الشعراء والعلم:
وقد أدلى الشعراء أيضاً بدلوهم في هذا المضمار – ولكن على طريقتهم الخاصة ووفق رؤيتهم الذاتية –. ويبدو أن بعضهم كان يعاني أشد المعاناة من أشباه المتعلمين ومن الجهلة.
يقول المتنبي:
أفاضلُ الناسِ أشباهٌ لدى الزمنِ **** يخلو من الهمّ أخلاهم من الفطنِ
حولي بكل مكانٍ منهُمُ خِلَقٌ **** تُخطي إذا جئت في استفهامها بِمَنِ
فقْرُ الجهول بلا قلب إلى أدبٍ **** فقرُ الحمارِ بلا رأسٍ إلى رَسِنِ
وكلْمة في طريق خِفْتُ أعربها **** فيُهتدى لي فلم أقدر على اللَحَن
يقول الشاعر: حولي جماعة من أهل هذا الزمان لا تعقل، فإذا أردِتَ أن تستفهم عن أحدها فلا يجوز أن تقول مَن هذا لأن (مَن) تختص بالعقلاء. ثمّ انّه يحاول تحاشي إعراب كلمة ما أثناء حوار له مع رفاق سفر، خوفاً من أن تُعرف هويتُه، أو خشية أن يدرك هؤلاء بأنّه ممن يعلمون – لا ممن يجهلون –، بيد أنّه يأبى ذلك لأنّ لسانه ونفسه لا يطاوعانه على الخطأ.
ونظير ذلك قول أبي العلاء المعري:
تقول السهى للشمس أنت ضئيلة **** وقال الدجى للصبح لونكَ حائلُ
إذا عَيَّرَ الطائيَّ بالبخلِ مادرٌ **** وعيّر قساً بالفهاهة باقل
ولما رأيتُ الجهل في الناس فاشياً **** تجاهلت حتى ظُنّ أنّيَ جاهل
فيا موتُ زُرْ إنّ الحياة ذميمة **** ويا نفسُ جدّي إن رهطكِ هازل
ولكن الفارق هنا أنّ المعري يضطر للتظاهر بالجهل، لكي لا يبدو "نشازاً" في محيط فشا فيه الجهل واستفحل.
وفي كلتا القصيدتين استغاثة وسخرية لاذعة من الجهل والجُهّال.
المصدر: مجلة نور الإسلام/ العددان 31 و32 لسنة 1992م
ارسال التعليق