د. طارق عبدالرؤوف عامر/ مدير إدارة جودة التعليم الأزهري
وهذا كلّه لا يكون إلّا بعد اجتياز مرحلة المراهقة بسلام مما يؤذن بأنّ الشباب سوف يمضي في طريق سوي مستقيم، وإلا فإنّ الانحراف في مرحلة المراهقة وعدم الخروج منها بسلامة ينذر بمال حاسر ويسود كبير في تكوين المراهق النفسي والاجتماعي والعقدي والسلوكي.
ومرحلة المراهقة مرحلة طبيعية وعادية في النمو يمر بها المراهق كما يمر بغيرها من مراحل العمر المختلفة وهو لا يتعرض فيها لأزمة من أزمات النمو ما دام هذا النمو يسير في مجراه الطبيعي فمرحلة المراهقة بحد ذاتها ليست أزمة كما يحلو لبعض من يكتب في التربية وعلم النفس أن يسميها وإنما هي مرحلة تغير لكلِّ شامل وإن حصلت الأزمة فإنّها لا تعود إلى المراهقة بحد ذاتها وإنما تشأ بسبب المجال الذي ينشأ فيه المراهق نفسه والعوامل المؤثرة فيه وطريق معالجة مشكلاته.
وهذا التغير في المراهقة يشمل النواحي الجسمية والنفسية والعقلية كالتطور العضوي الجنسي أثناء البلوغ وكالاتجاه نحو المستوى العقلي النهائي الذي يصل إليه في نهاية المرحلة وكالتحرر العاطفي من سلطة الوالدين في الأسرة والحساسية الشديدة والبحث عن الأعلى والإعجاب بالبطولة والاستهانة بكلِّ العقبات والصعاب.
وإذا لم يجد المراهق التوجيه المناسب في هذه المرحلة فلا شك أنّ حياته تتصف بالفوضى النفسية والإنهماك في مشاغل جانبية وجنسية وتتصف بالعدوان المدمر والمتمرد والهدام لأنّ ذلك كلّه كأمن في هذه المرحلة والاستعداد له متوفر ولذلك ينبغي أن توجه المراهق التوجيه الصحيح السليم لتحول دون ظهور هذه المظاهر التي كانت كامنة في شخصيته.
ويلاحظ أنّ مرحلة المراهقة طويلة نسبياً إذ تمتد ست سنوات أو أكثر أن تأخرت وهي تربوياً تقابل مرحلة التعليم المتوسط (الإعدادي والثانوي)، وقد تمتد إلى مرحلة التعليم الجامعي عند بعضهم كما أنّ بعضهم قد يراهق في المرحلة الابتدائية.
أوّلاً: مظاهر النمو في فترة المراهقة:
1- مظاهر النموّ العقلي:
من أبرز خصائص النمو العقلي في فترة المراهقة أنّه يأخذ في البلورة والتركيز حول نوع معيّن من النشاط فيتجه المراهق نحو الدراسة العلمية أو الأدبية بدلاً من تنوع نشاطه واختلاف اهتماماته، وكذلك من خصائص هذه الفترة نمو قدرة المراهق على الانتباه فبعد أن كانت قدرته على الانتباه محدودة وكانت المدة التي يستطيع أن يركز انتباهه فيها نحو موضوع معيّن محدد أيضاً يصبح قادراً على تركيز انتباهه لمدة طويلة كذلك تنمو القدرة على التعلم والتذكر فبعد أن تذكره تذكراً يقوم على أساس السرد الآلي دون فهم لعناصر الموضوع يصبح تذكراً يقوم على أساس الفهم وعلى أساس إدراك العلاقات القائمة بين عناصر الموضوع الذي يتذكره كذلك يقوم على أساس استنباط علاقات جديدة بين عناصر الموضوع، وفي هذه المرحلة أيضاً يصبح خيال المراهق خيالاً مجرداً أي مبنياً على أساس استخدام الصور اللفظية وعلى المعاني المجردة.
ويضع جان بياجيه (1962-1964) في نظريته للنمو العقلي مراحل متدرجة يمرّ بها الإنسان.
ومن هذه المراحل ما يطلق عليه: مرحلة العمليات الصورية (الإجراءات الشكلية) التي تبدأ بين الحادية عشرة والخامسة عشرة وهي ما يربطه بياجيه بالتكوينات الخية (التنظيمات العقلية) في كتاب نشره عام 1958 يكتسب الشاب في هذه المرحلة القدرة على التفكير الاستدلالي فيما هو أبعد من عالمه الواقعي الخاص ومن اعتقاداته الخاصة.
فإنّه يدخل إلى عالم الأفكار إلى تصورات منفصلة عن عالم الافتراضات بدلاً من الواقعية وحدها، وتصبح الافتراضات مهمة له كشكل من أشكال الاستدلال تتخذ فيه العلاقات طابع الافتراضية السببية ويجري تحليلها بالنسبة للآثار التي تولدها ويستدل السلوك المعرفي الفرضي المعتمد على الحدس بمدخل نظامي نحو المشاكل ويشتمل على أشياء غير محسوسة ومواقف تعتمد على التصور العقلي وهو يستبدل السلوك المعرفي على الحدس بأسلوب حل المشكلات بالإضافة إلى تسلسل أكثر شمولاً للظواهر.
وفي هذه المرحلة تتناقض معظم جوانب التفكير المتمركز حول الذات والتفكير الذي يعتقد بوجود لكلِّ شيء تدريجياً وفي المقابل تزداد القدرة على التفكير في المفاهيم المجردة والتفكير على المستوى النظري أو الذهني لما يمكن أن تكون عليه للأشياء وليس ما هي عليه بالفعل فقط كما يمكن أن يدرك معنى بعض المفاهيم المجردة مثل العدل والمسؤولية، وهنا يصبح المراهق قادراً على أن يأخذ في حسبانه ما يمكن أن يترتب على أفعاله من وجهة نظر الآخرين كما يأخذ في اعتباره ما إذا كان مسموح له بممارسة أنماط سلوكية أو لا.
2- مظاهر النمو الخلقي:
وضع كولبرج Kolhberg (1976) مستويات للنمو الخلقي ومراحله وهي كالتالي:
أوّلاً: المستوى الأوّل: ما قبل العرف والتقاليد:
المرحلة الأولى: أخلاق الخضوع يتحدد الصواب فيها في صورة تجنب الخروج عن القواعد وتسودها الطاعة لفرض الطاعة ذاتها ويسلك الطفل فيها سلوكاً خلقياً تجنباً للعقاب وانصياعه للسلطة، وتتسم هذه المرحلة بسيادة النظرية والتمركز حول الذات.
المرحلة الثانية: أخلاق الفردية والأنانية ويسودها تبادل المصلحة والصواب هو أن يتبع الطفل للقواعد التي تتفق مع اهتماماته المباشرة ويسلك الطفل وفقاً لما يشبع حاجاته ويتفق مع ميوله ومع إدارته أنّ الآخرين لهم حاجاتهم وميولهم وتتسم هذه المرحلة بسيادة المنظور الفردي والتقاليد.
ثانياً: المستوى الثاني: سيادة العرف والتقاليد:
المرحلة الثالثة: أخلاق التوقعات المتبادلة بين الأشخاص مسايرة الأفراد بعضهم بعضاً من ناحية أخرى ويسلك الفرد حسبما يتوقع الآخرون المهمون في حياته منه وأسباب سلوكه هذا تتمثل في حاجته على أن يكون طفلاً طيباً من وجهة نظره ونظر الآخرين، ويكون الطفل في هذه المرحلة واعياً بالمشاعر المشتركة وأوجه الاتفاق والتوقعات، وهي جميعاً تكون لها أولوية مطلقة في تشكيل ميوله واهتماماته وهو يربط وجهات النظر المختلفة من خلال قاعدة ذهبية محسوسة.
المرحلة الرابعة: أخلاق النظم الاجتماعية والضمير يدل الصواب في هذه المرحلة على تنفيذ الواجبات الحقيقية التي يوافق الفرد على القيام بها والقوانين تكون موضع احترام ويدرك الحق في هذه المرحلة على أن يسهم في تكوين المجتمع أو الجماعة ككلّ وهناك سبباً آخر للسلوك الخلقي هو إطاعة أوامر للضمير في أن يقوم الشخص بواجباته المحددة وتتطلب هذه المرحلة من الوجهة الاجتماعية تمايز وجهة النظر الاجتماعية عن محض الإنفاق بين الأشخاص أو الدوافع لتكوين علاقات مع الآخرين ونضع هذه المرحلة في الاعتبار وجهة النظام الاجتماعي في تحديد الأدوار والقواعد.
ثالثاً: المستوى الثالث: ما بعد العرف والتقاليد أو مستوى المبادئ الخلقية:
المرحلة الخامسة: أخلاق التعاقد الاجتماعي ويسمى كوليرج هذه المرحلة أيضاً بأنّها تجمع بين أخلاق المنفعة وحقوق الفرد، ويكون فيها الفرد واعياً بأنّ لدى الناس قيماً وآراء مختلفة وأنّ هذه القيم وما تتضمنه من قواعد نسبية تبعاً للجماعة التي تتواضع عليها، ومن أمثلة هذه القيم قيمة الحياة والحقّ والحرية ومن أسباب السلوك الخلقي في هذه المرحلة الشعور بالواجب نحو القانون لأنّ هذا مطلب التعاقد الاجتماعي من جانب الفرد ويرى الفرد أنّ القوانين والواجبات تستند على حساب وتقدير المنفعة الكلية ويستند السلوك الخلقي في هذه المرحلة إلى منظور سابق على المجتمع يتضمن فرداً يسلك سلوكاً عقلانيّاً ويعي القيم والحقوق قبل أي ارتباط أو تعاقد اجتماعي.
ويقدم بياجيه (1962-1964) في نظريته أنّ الأطفال قدى مستوى العمليات الشكلية يمكنهم أن يعملوا وفقاً للمبادئ الأخلاقية الذاتية أو المستقلة ويدرك هؤلاء الأطفال أنّ القوانين يمكن يغييرها بالقول المتبادل ذلك أنّ بعض الأفراد قد يكسر القوانين الثابتة الراسخة ملتزماً بما يمليه عليه ضميره، وهذا يأخذ قانون تبادلي ويعد فهم المعنى مهماً في الاتفاق مع الآخرين، ويكتسب الأطفال في مواقف مختلفة تحريفاً أكثر للأخلاق كمكسب لتجربة ما كما يتخذ دور أكثر نشاطاً في اتخاذ القرارات وتأكيداً أكثر للقوانين.
3- مظاهر النمو الاجتماعي:
تتميّز العلاقات الاجتماعية في مرحلة المراهقة بأنّها أكثر تمايزاً وأكثر اتساعاً وشمولاً عنها في مرحلة الطفولة وباتساع دائرة العلاقات الاجتماعية يتخلص المراهق من بعض جوانب الأثرة والأنانية التي تطبع سلوكه في مرحلة الطفولة وأثناء تفاعله تتأكّد لديه مظاهر الثقة بالنفس وتأكيداً لذات ويتولد لديه شعوراً بالانتماء والولاء لجماعة الرفاق.
ويتصف النمو الاجتماعي في مرحلة المراهقة بمظاهر رئيسية وخصائص أساسية وتبدو هذه الظاهرة في تألف المراهق مع الأفراد الآخرين أو نفوره وعزوفة عنهم ويتضح تألف المراهق فيما يلي:
- يميل إلى الجنس الآخر ويؤثر هذا الميل على نمط سلوكه ويحاول أن يجذب انتباه الجنس الآخر بطرق مختلفة.
- الثقة وتأكيد الذات فيتخفف من سيطرة الأسرة ويؤكد شخصيته ويشعره بمكانته.
- الخضوع لجماعة النظائر حيث يخضع لأساليب الأصدقاء والخلان ومسالكهم ولمعاييرهم ونظمهم ويتحول بولائه الجماعي من الأسرة إلى الرفاق والأقران.
- يدرك العلاقات القائمة بينه وبين الأفراد الآخرين حيث يلمس ببصيرته أثار تفاعله مع الناس فينفذ ببصيرته إلى أعماق السلوك ويلائم بين الناس وبين نفسه.
- اتباع دائرة التفاعل الاجتماعي فتتسع دائرة نشاطه الاجتماعي ويدرك حقوقه وواجباته ويتخفف من أنانيته ويقترب سلوكه من معايير الناس ويتعاون معهم في نشاطه ومظاهر حياته الاجتماعية.
وعن أهمية الشلة أو جماعة الأقران ودورها المهم في حياة المراهق يذكر "قشقوش" أنّ الشلة تزود كلا من أعضائها المراهقين بما يطلق عليه هوية الجماعة أو تكلفها لهم وتعد هذه واحدة من الوظائف الأساسية التي تضطلع بها الشلة في حياة المراهق.
وبمقتضى هذه الهوية تتسع المسافة بين المراهق وأي من والديه ويتوافر لديه بالتنحي مفصلاً عن الأسرة بالهوية أو الكينونة من خلال كونه عضواً في جماعة ما تحدد اختلافه عن والديه.
إنّ الصداقة أو الصحبة توسع الخبرة التي يحتاجها المراهق بطريقة لا تساعده عليها في الغالب للعلاقات الأسرية، ذلك الصداقة أو الصحبة تعرض الفرد لأنماط جديدة من السلوك كما أنّها قد تساعد على أن يجرب أدواراً جديدة وأن يكوّن تصورات جديدة عن الذات.
ومن هنا تحتل جماعة الأقران مركزها المهم في التأثير على سلوك المراهق إذ يصبح هؤلاء الأقران وسيلة لإظهار التقبل أو النبذ.
وبالتالي الإثابة أو العقاب وتشكيل سلوك المراهق في الاتجاه الذي ترغبه الجماعة مع مده بالنموذج الذي يجب أن يحتذي به وتتم عملية التحول من الوقوع تحت تأثير الأباء إلى الوقوع تحت تأثير الأقران مثيباً ومجزياً والابتعاد عنهم فيه عقوبة بالإضافة إلى أنّ المراهق يمتص معايير جماعة الأقران ويحتكم إليهم.
ولجماعة النظائر كما يذكرها فؤاد البهي السيد مظاهر نشاط تميزها عن غيرها من الجماعات الأخرى وأسساً تتبعها في أفرادها وآثار حسنة وضارة تتركها في نفوس المراهقين والمراهقات الذين ينتمون إليها.
ويتأثر نشاط الفرد في جماعة ما بالتفاعل القائم بينه وبين الأفراد والآخرين وبالعرف الذي تسلكه الجماعة نفسها والعادات والتقاليد التي تفرضها الجماعة على أفرادها.
وعندما تتكون هذه من أفراد ينتمون إلى بيئات اجتماعية ثقافية متفاوتة فإنّها تؤثر في تطور المجتمع فقد تعمل على تآلف الطبقات الاجتماعية المختلفة فتحفز أفراد الطبقات الدنيا على الطموح العلمي والاجتماعي ليصلوا إلى مستوى نظائرهم، وقد تنقلب الأوضاع ويهبط مستوى الطموح في الجماعة.
وجماعة النظائر هي حزب من أحزاب الجماعات الضرورية لنمو المراهق نمواً اجتماعياً سوياً ولها أهمية تفوق أهمية الآباء والمدرسين معاً في التنشئة الاجتماعية، فهي تهيئ الجو المناسب للتدريب على الحوار الاجتماعي والمهارات والعلاقات، وتنمي فيه روح الانتماء للجماعة وتبرز مواهبه الاجتماعية فيدرك مدى زعامته وخضوعه وهي فوق ذلك كلّه إعداد للحياة المقبلة ومغامرة اجتماعية وإرهاص للجماعات الكبرى التي ينتمي إليها الراشد.
4- مظاهر النمو النفسي:
يرى كلاً من فرويد وأنته أنا Anna Freud – Freud أنّ المراهقة هي وقت الأزمة للاندفاعات الداخلية والخارجية للحاجات التي تشن حرباً مع بعضها بعضاً تاركة المراهقة واقعاً في الشرك فيما بينهما.
كما تفسر أنا فرويد ما للطاقة الغريزية من تأثير على المراهق فتذكر أنّ ازدياد شدة العقلانية أثناء المراهقة ليست سوى جزءاً من المحاولة المعتادة للأنا للسيطرة على الغرائز عن طريق التفكير وتقارن بين مراحل الطفولة المبكرة والكون (السابقة على البلوغ) ومرحلة البلوغ حيث الزيادة في الطاقة الليبيرية، وهنا تعمل أنا على أن تضاعف من جهودها للسيطرة عقلانياً على العمليات الغريزية، وذلك يفسر واقعاً أنّ الخطر الغريزي يجعل الكائنات البشرية ذكية ففي الهدوء من الحياة الغريزية عندما لا يكون هناك خطراً يكون للقلق الغريزي ذلك الأثر المألوف للقلق الموضوعي؛ فالخطر الموضوعي والحرمان والواقعية تدفع الناس إلى أعمال عقلية فذة ومحاولات عبقرية لحل مشاكلهم بينما الأمن الموضوعي والوقرة الواقعية يميلانهم إلى أن يكونوا في راحة الأغبياء.
كما أنّ للحياة الانفعالية للمراهق ميكانيزمها يحقق المراهق من خلال ما عز عليه تحقيقة في الواقع من أهداف وأماني لذا يجد المراهق لذة كبيرة في استخدامه هو أحلام اليقظة، وأحلام اليقضة سلاح ذو حدين قد يكون عائقاً أو دافعاً إذا ما تخيل نفسه في مركز مرموق اتخذ من ذلك هدفاً وعمل على تحقيقه وبذل الجهد ويكون عائقاً لو استغرق معظم الوقت في التخيل بديلاً عن العمل؛ فإنّه يكون عائقاً وتعبيراً عن سوء توافق حيث تكون الوسيلة للأسهل وهي التحقيق التخيلي.
والمراهقة جديرة بالعناية إذ هي اكتشاف الذات إنّ نمو الوعي الذاتي أو الشعور بالذات يعد أهم خصائص المراهقة من وجهة النظر النفسية ولأوّل مرة يصبح المراهق شديد الاهتمام بنفسه وبالناس ومن حوله وبآرائهم نحوه فيبدأ يرى العالم كلّه وخاصة ذاته، وهناك احتمال كبير معزز بالأدلة بأنّ المراهقين يشعرون أحياناً بأنّ الكثير من الانتقادات متعسفة وأنّ الآخرين لا يفهمونهم، كما ينبغي وهم يشعرون في الوقت ذاته بأنّ أفراد المجتمع قد يتخلون عنهم فيخشون العزلة، وهذا أحد مصادر الصراع الخفي في نفوسهم مما يؤدي إلى بلبلة شخصياتهم وارتباكهم، وأنّ الخوف من التخلي عنهم وعزلتهم يمكن أن يكون مصدر إقلاق محض لديهم وسبباً من أسباب آلامهم.►
المصدر: كتاب الشباب واستثمار وقت الفراغ
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق