• ١٩ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٠ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

محمد (ص).. مكارم الأخلاق

مركز نون للترجمة والتأليف

محمد (ص).. مكارم الأخلاق

◄يقول الله تعالى في محكم كتابه: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب/ 21).

 

تمهيد:

إنّ أهمّ قدوة للإنسانية الأنبياء الكرام (عليهم السلام)، قال سبحانه: (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ) (الأنعام/ 90).

ويقول سبحانه في خصوص نبيّنا الأعظم محمد (ص): (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (الأحزاب/ 21).

وقد تعرّضت القدوة الحسنة من أعداء الإنسانيّة على مرّ التاريخ إلى الإساءة وحملات التشويه، ولم يستطيعوا ولن يستطيعوا حجب الشمس مهما حاولوا جاهدين.

فنور الأنبياء (عليهم السلام) ونور خاتمهم النبيّ محمّد (ص) لم ولن ينطفىء. ونحن ذاكرون شيئاً من قبس نوره الذي أضاء ظلمات عصره ولا يزال يُضيء عصرنا وإن تجاهله المتجاهلون والمتعصّبون وقصّر المقصّرون.

 

بعض مكارم أخلاق الرسول (ص):

سلوكه الشخصي:

أ‌-        زهده (ص):

إذا أردنا أن نكوّن فكرة واضحة عن زهد رسول الله (ص) علينا أن نعرف طعامه، ولباسه ومسكنه ومدّخراته.

أمّا طعامه: فقد كان خبز رسول الله (ص) خبز الشعير في أكثر أحيانه، وما أكل خبز طحين منخول حتّى قبض بل ما شبع من خبز الشعير قطّ.

فعن العيص بن قاسم قال: قلت للصادق جعفر بن محمّد (ع): "حديث يروى عن أبيك (ع) أنّه قال: "ما شبع رسول الله (ص) من خبز برّ قط"، أهو صحيح؟ فقال: "لا، ما أكل رسول الله (ص) من خبز برّ قط، ولا شبع من خبز شعير قط".

وعن الإمام الصادق (ع) قال: "ذُكر اللحم عند رسول الله (ص) فقال: ما ذقته منذ كذا".

ولشدّة زهد النبيّ (ص) بالدنيا تروي إحدى زوجاته فتقول: "مازالت الدنيا علينا عسرة كدرة حتى قُبض رسول الله (ص) فلما قُبض صُبّت الدنيا علينا صبّاً".

وقالت: "والذي بعث محمّداً (ص) بالحقّ ما كان لنا منخل ولا أكل النبيّ (ص) خبزاً منخولاً منذ بعثه الله إلى أن قُبض".

وأما لباسه: فكيفينا أن نعلم أنّه (ص) كما تقول إحدى زوجاته: "ما اتّخذ من شيء زوجين، لا قميصين ولا رداءين ولا إزارين، ولا من النعال، وكثيراً ما كان يلبس المرقّع من الثياب".

وأما مسكنه:

يروي أمير المؤمنين (ع) فيقول: "كان فراش رسول الله (ص) عباءة وكانت مرفقته أدم حشوها ليف.. وكان كثيراً ما يتوسّد وسادة له من أدم حشوها ليف، ويجلس عليها، وكانت له قطيفة فدكيّة يلبسها يتخشّع بها، وكانت له قطيفة مصرية قصيرة الخمل، وكان له بساط من شعر يجلس عليه".

وروي عن الإمام الصادق (ع) أنّه قال: "إنّ رجلاً من الأنصار أهدى إلى رسول الله (ص) صاعاً من رطب، فقال رسول الله (ص) للخادمة التي جاءت به: أُدخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقاً فتأتيني به؟ فدخلت ثمّ خرجت إليه فقالت: ما أصبت قصعة ولا طبقاً، فكنس رسول الله (ص) بثوبه مكاناً من الأرض ثمّ قال لها: ضعيه ها هنا على الحضيض! ثمّ قال: والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله مثقال جناح بعوضة ما أعطى كافراً ولا منافقاً منها شيئاً".

وأمّا مدّخراته: فإنّ رسول الله (ص) لم يكن يدّخر شيئاً من المال ولا من الأشياء.

قال أنس بن مالك: "كان رسول الله لا يدخر شيئاً لغد".

ويكفي أن نعلم أنّه (ص) لمّا توفّى ما ترك إلا سلاحه وبغلته ودرعاً مرهونة.

فعن ابن عباس قال: "إنّ رسول الله (ص) توفّي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعاً من شعير أخذها رزقاً لعياله".

ب‌-   منطقه (ص):

لقد اتّفق جميع الذين وصفوا منطق رسول الله (ص) على أنّه (ص) كان أحسن الناس منطقاً.

وإذا أردنا أن نبحث عن مكوّنات حلاوة منطقه (ص) وحسنه لحصلنا من ذلك على العناصر التالية.

ترك الفاحش من القول: فلم يكن رسول الله (ص) سبّاباً ولا فحّاشاً. فقد روي أنّه قيل له: يا رسول الله أدع على المشركين! فقال (ص): إنّي لم أُبعث لعّاناً وإنّما بُعثت رحمة.

وعن أنس بن مالك قال: "خدمت النبيّ تسع سنين فما قال لشيء صنعت أسأتَ، ولا بئس ما صنعْتَ".

تبسّمه أثناء التكلّم: قال أبو الدرداء: كان رسول الله (ص) إذا حدّث بحديث تبسّم في حديثه.

تكليمه للناس على قدر عقولهم: وإلى هذا أشار الرسول (ص) بقوله: "إنا معاشر الأنبياء أُمرنا أن نُكلّم الناس على قدر عقولهم".

سلوكه الاجتماعي:

أ‌-        تواضعه (ص):

كان رسول الله (ص) النموذج المثالي الرائع في التواضع وبساطة العيش.

عن الإمام الصادق (ع) قال: "كان رسول الله (ص) إذا دخل منزلاً قعد في أدنى المجلس حين يقعد".

وعنه (ع) أيضاً قال: "ما أكل رسول الله (ص) متّكئاً منذ أن بعثه الله عزّ وجلّ حتى قُبض، وكان يأكل أكلة العبد ويجلس جلسة العبد"، قلت: ولم ذاك؟ قال: "توضعاً لله عزّ وجلّ".

وعن ابن عباس قال: كان رسول الله (ص) يجلس على الأرض ويأكل على الأرض ويعتقل الشَّاة ويُجيب دعوة المملوك على خبز الشعير.

ومن تواضعه أنّه كان يبدأ بالسلام على الناس، وينصرف إلى محدّثه بكلّه: الصغير والكبير والمرأة والرجل. وكان آخر من يسحب يده إذا صافح، وإذا أقبل جلس حيث ينتهي به المجلس، لم يكن يأنف من عمل يعمله لقضاء حاجته أو حاجة صاحب أو جار أو مسكين، وكان يذهب إلى السوق، ويحمل بضاعته بنفسه، ولم يستكبر عن المساهمة في أيّ عمل يقوم به أصحابه وجنده، فقد ساهم في بناء المسجد في المدينة وعمل في حفر الخندق في غزوة الأحزاب/ وشارك أصحابه في جمع الحطب في أحد سفرته، وعندما قال له أصحابه نحن نقوم بذلك عنك قال (ص): "قد علمت أنّكم تكفوني ولكن أكره أن أتميّز عنكم، فإنّ الله يكره من عبده أن يراه متميّزاً عن أصحابه".

ب‌-   مدرسة الحلم والعفو:

من أبرز ما اتّصفت به الأخلاق النبويّة هو الحلم عن أخطاء الآخرين والعفو عن سيئاتهم.

قال أنس بن مالك: خدمت رسول الله (ص) سنين، فما سبَّني سبَّه قطّ، ولا ضربني ضربة، ولا انتهزني، ولا عبس في وجهي، ولا أمرني فتوانيت فيه فعاتبني عليه، فإن عاتبني عليه أحد من أهله قال: دعوه، فلو قُدّر شيء كان.

وروي أنّ النبي (ص) ما ضرب امرأة قطّ، ولا ضرب خادماً قطّ، ولا ضرب بيده شيئاً قطّ، إلّا أن يجاهد في سبيل الله عزّ وجلّ، ولا نِيل منه فانتقم من صاحبه إلا أنّ تُنتهك محارمه فينتقم.

وعن أنس أيضاً قال: كنت أمشي مع رسول الله (ص) وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه [جذبه] جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله وقد أثّبرت به حاشية الرّداء من شدّة جبذته. ثمّ قال: يا محمّد مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه رسول الله (ص) فضحك وأمر له بعطاء.

ومن عظيم عفوه ما تجلّى يوم فتح مكة، فبالرغم من القسوة والوحشية اللّتين عومل بهما جسد عمّه حمزة بن عبدالمطلب في معركة أُحُد، لم يلجأ إلى الانتقام من وحشي قاتل حمزة، ولا من هند زوجة أبي سفيان التي مثّلت في جسده، مع أنّهما كانا في قبضته وكان يستطيع معاقبتهما والنيل منهما.

كما أنّه (ص) عفى عن أهل مكّة يوم الفتح ووقف منهم موقفاً رحيماً بالرغم من كلّ العذاب والمعاناة والآلام وأنواع الأذى الذي صبّته قريش عليه وعلى المسلمين قبل الهجرة وبعدها، وبالرغم من مؤامراتها وحروبها وإرهابها فإنّه (ص) وقف على باب الكعبة بعد الفتح مخاطباً أهل مكة: "ما ترون أنّي فاعل بكم"؟ قالوا: خيراً أخ كريم وابن أخ كريم. قال: "فإنّي أقول لكم كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم، وهو أرحم الراحمين، اذهبوا فأنتم الطلقاء".

وعندما قال أحد أصحابه: اليوم يوم الملحمة اليوم تُسبى الحرمة، قال (ص): "اليوم يوم المرحمة اليوم تراعى الحرمة".

بهذه النفس الرحيمة، وبهذا الخلق الرفيع والسلوك الحضاري الذي لم يعرف التاريخ له نظيراً يعامل رسول الله (ص) أشدّ الناس عداوة له، بعد أن تمكّن منهم ومن رقابهم، إنّه الخلق النبوي المحمدي الأصيل.

 

سلوكه العائلي:

أ‌-        علاقة الرسول (ص) بنسائه:

كما كان رسول الله (ص) مثلاً أعلى في شتّى ألوان تعامله وأنماط سلوكه، كان كذلك في علاقاته بأزواجه.

وهذه بعض أساليب تعامله مع أزواجه:

1-    التزام العدل الكامل في معاملتهنّ في:

النفقة والمسكن والملبس والمبيت والزيارات والوقت، فبالرغم من أنّه (ص) كانت في أزواجه الشابة والجميلة والمسنّة والعادية في جمالها، لكن ذلك لا يصرفه بحال عن التزام أعلى درجات الكمال في العدل بينهنّ، فلا تفضيل لواحدة على أُخرى.

لقد خصّص لكلّ واحد منهنّ ليلة، وكان إذا زار إحداهنّ زار الجميع بعد ذلك، وإن عزم على سفر من أجل جهاد أو حجّ أقرع بين نسائه، فيصحب من تفوز بقرعته، حتى لا يؤذي قلوبهنّ إن اختار واحدة اختياراً من عنده.

2-    مداراته لأزواجه ورعايتهنّ بالرفق والحبّ:

فبالرغم من كثرة مضايقات بعض نساء النبيّ (ص) له، فإنّ ذلك لم يصرفه عن التزام الرفق والشفقة والعدل في معاملتهن، حتى أنّه لم يضرب واحدة منهن طوال حياته، وإلى هذا أشارت إحدى نسائه بقولها: ما ضرب النبيّ (ص) امرأة قطّ، ولا ضرب خادماً.

ومن أخلاقه (ص) في إطار بيته أنّه لا يأنف أبداً من مساعدة زوجاته، سواء فيما يتعلّق بالشؤون الخاصّة به، أم ما يتعلّق بهنّ.

وكان (ص) يقول: "ألا خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي". "خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي". "خدمتك زوجتك صدقة".

ب‌-   الأب المثالي:

كان رسول الله (ص) يعامل أولاده بكلّ عطف ومحبّة ورفق ولين، وكان يقول (ص): "أولادنا أكبادنا". وكان يسعى في تربيتهم وتعليمهم آداب الإسلام.

فقد روي: أنّ السيّدة فاطمة (ع) كانت إذا دخلت على رسول الله (ص) قام لها من مجلسه وقبّل رأسها، وأجلسها في مجلسه، وإذا جاء إليها لقيته، وقبّل كلّ واحد منهما صاحبه وجلسا معاً.

وكان يقول (ص): "فاطمة بضعة منّي وهي قلبي وهي روحي التي بين جنبي، من آذاها فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله".

وكان الحسن والحسين (عليهما السلام) وهما صغيران يعلوان ظهر النبيّ (ص) وهو ساجد يصلّي فكان يُطيل سجوده حتى ينزلا عن ظهره، أو ينزلهما برفق.

وروي أنّ النبي (ص) قبَّلَ الحسن والحسين (عليهما السلام) فقال الأقرع بن حابس: إنّ لي عشرة من الأولاد ما قبّلت واحداً منهم قطّ!

فغضب رسول الله (ص) حتى التمع لونه وقال للرجل: "إن كان الله قد نزع الرحمة من قلبك فماذا أصنع لك".

وعن بريدة قال: كان رسول الله (ص) يخطب على المنبر فجاء الحسن والحسين (عليهما السلام) وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول الله (ص) من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه ثمّ قال: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) (التغابن/ 15).

وكان رسول الله (ص) يعطف حتى على أطفال الآخرين، ويعاملهم بمنتهى الرفق واللين ويمنحهم شخصيّة قويّة ويحتضنهم ويمسح على رؤوسهم، ولا يُحقّر أحداً منهم.

فقد روي أنّ النبيّ (ص) كان يؤتى إليه بالصبيّ الصغير ليدعو له بالبركة أو يسمّيه، فيأخذه فيضعه في حجره إكراماً لأهله، فربّما بال الصبيّ عليه، فيصبح بعض من يراه حيل يبوّل فيقول (ص): "لا تزرموا بالصبي" فيدعه حتى يقضي بوله، ولا يظهر انزعاجه أمام أهله من بول صبيّهم، فإذا انصرفوا غسل ثوبه.

وكان (ص) إذا قدم من سفر تلقّاه الصبيان، فيقف لهم ثمّ يأمر بهم فيرفعون إليه فيرفع منهم بين يديه ومن خلفه، يأمر أصحابه أن يحملوا بعضهم، فربما يتفاخر الصبيان بعد ذلك فيقول بعضهم لبعض: حملني رسول الله (ص) بين يديه وحملك انت وراءه، ويقول بعضهم: أمر أصحابه أن يحملوك وراءهم.

ومما يبيّن مدى اهتمام النبيّ (ص) بالأطفال ومنحهم الشخصية الكاملة واحترامهم، ما رواه الإمام الصادق (ع) قال: "عطس غلام لم يبلغ الحلم عند النبيّ (ص) فقال: الحمد لله"، فقال له النبيّ (ص): "بارك الله فيك".

 

لن يطفؤوا نور محمّد (ص):

ما أحوجنا اليوم إلى تذكّر رسول الله إلى تذكّر خلقه العظيم وصبره وزهده وتواضعه وحلمه وعفوه ومحبّته ورقّته وحنانه ورأفته: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم/ 4).

رسول الله محمد الذي يُحاوَل اليوم تشويه صورته وإطفاء نوره بعد أن رأى الأعداء إقبال كثير من الناس الغربيّين على الإسلام، رادوا تشويه صورته البهيّة – ليبعدوا الناس عن نور الإسلام ونبيّه – وهذا مخطّط قديم وليس بجديد.

ففي كلام لأحد رجالات إنجلترا المعروفين – "كلودستون" الذي يُعتبر من السياسيّين المتفوّقين في عصره – قال أمام جمع من الغربيّين: "مادام اسم النبيّ محمد (ص) يُرفع على المآذان، وما دامت الكعبة باقية وما دام القرآن يهدي ويوجّه المسلمين، فلا يمكن أن تترسّخ قواعد سياسة الإنجليز في الأراضي الإسلامية".

ولكن رغم كيدهم: سيبقى ذكر النبي محمّد على ألسنتنا، وسيبقى نوره في قلوبنا، وستبقى أخلاقه في أخلاقنا، وسيبقى اسم النبي محمد مرفوعاً على المآذن: أشهد أنّ محمّداً رسول الله، أشهد أنّ محمداً رسول الله"

نقول للكائدين للإسلام ونبيّه كما قالت السيّدة زينب (ع) ليزيد: "فكد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك، فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا وما رأيك إلّا فعند وأيّامك إلّا عدد...".

(وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة/ 32).►

 

المصدر: كتاب إلا رحمة للعالمين/ سلسلة الدروس الثقافية (38)

ارسال التعليق

Top