- ما معنى الإحسان؟ عرّفوا الإحسان فقالوا: الإحسانُ: فعلُ ما ينبغي أن يُفعل من الخير (مادِّياً) كان أو (معنوياً)، (ذاتيّاً) يبقى ولا ينقطع، يزيد ولا ينقص، أو (عرضيّاً) ينقطع بلا مداومة. الإحسانُ: العمل بالفضائل. الإحسانُ: الواجباتُ والأفعالُ الأخلاقيّة التي يتخطّى بها المرء حدود العدالة كالمحبّة؛ أي أن تُحسن إلى غيرك إحساناً ذاتيّاً من غير أن يكون ذلك الإحسان واجباً عليك في الشرع. الإحسانُ: شريعةٌ أخلاقيةٌ قرآنيّة، هو كل الأعمال النبيلة والخيِّرة التي يقوم بها الإنسان في علاقاته مع الآخرين في حالي (السِّلم) أو (الحرب). الإحسانُ: هو العطاء السمح الذي ينساب من روح الإنسان وشعوره الحيّ فيدفعه إلى احترام مشاعر الآخرين وظروفهم.. الإحسانُ: لمسة اللطف التي تُخفِّف من صرامة (العدل).. والإحسان فوق العدل. العدل أن تُعطي ما عليكَ وتأخذ ما لك، والإحسانُ أن تعطي أكثر ممّا عليك وتأخذ أقلّ ممّا لك! الإحسانُ: سُئل عنه النبي (ص) فقال: "أن تعبدُ الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك". الإحسانُ: سُئل الإمام الصادق (ع) عنه، فقال: "إذا صلّيتَ فأحسِن رُكوعَك وسُجودك، وإذا صُمتَ فَتَوَقَّ كلَّ ما فيه فساد صومك، وكلّ عمل تعمله لله فليكن نقيّاً من الدّنس"! الإحسانُ: عملٌ كلُّه حتّى الكلمة الطيِّبة، حتّى المسح على رأس، يتيم، حتى المشاركة الوجدانيّة. الإحسانُ إذاً: (قولُ الحقّ) و(فعل الخير)! - ما هي روحيّة الإحسان؟ الإحسان روحٌ وإن لم نرها أو نتلمّسها أو نشمّها أن نسمع وقع خطاها: هو روحٌ وروحيّةٌ، لأنّه نتاجُ أو ناتجُ ما يلي: (حبُّ اللهِ) + (حبّ إخواننا في الإنسانية) + (حبُّ الذّاتِ) + حبُّ القِيَم الخيِّرة) = البرّ والإحسان. حبّ الله تعالى: لأنّه المبتدأ والمنطلق ونقطة الشروع في كلِّ عملٍ صالح يشتمل عليه البرّ والإحسان.. هو المُحرِّك والدّافع الأكبر. حبّ أخي في الإنسانيّة: بسببٍ من هذا المشترك الذي يجعلني، كما يجعله في حاجةٍ إلى التّعبير دائماً عن إنسانيّتنا الخيِّرة تجاه الآخر. حبّ الذات: لأنّ أفضل الذين يحبّون ذواتهم هم الذين يحترمونها فيضعونها في مواضع (العطاء) لتستشعر لذّةً روحيّةً في أنّها كبيرة، وأنّها أوسع من حجرة ضيِّقة، أو زقاق مغلق، أو شرنقة خانقة. حبّ القيم الخيِّرة: لأنّها الحديقة التي نشمّ فيها رياحين الزّهور التي لا تذبل، لأنّها أنشودتنا التي بها نتغنّى، ألم يقل ذلك الشاعر الذي عشق القِيَم الحيّة: "وإنِّي لتُطربني الخِلالُ (*) كريمةً"! روحيّة الإحسان إذاً هي اندماج كلّ هذا الحبّ في بوتقة واحدة، لينساب عنها كل عملٍ إنساني نبيل، وكلّ كلمةٍ طيِّبة، وكلّ إحساسٍ أو شعورٍ بالآخر: بفرحه حتّى أضاعفهُ له.. وبحُزنه حتّى أمسح غيومه عن جبينه.. وبإنجازه حتى أباركه له.. وبحرمانه حتّى أعوِّض له بعض ما فقده.. وبمشكلته حتى أسعده في حلِّها.. وبضعفه حتى أقوِّيه ممّا أملك من مقوّمات القوّة، وبحاجته إلى مَن يُشاطره جلسة هانئة، أو يُصغي إليه بانتباه، أو يراعي مشاعره، ويحترم ظروفه، حتّى أكون أنا مَن يُبادر إلى تأمين ذلك كلّه، أو حتى بعضه. يقول لقمان الحكيم وهو يعظ ابنه: "إنّ مِنَ القلوب مزارِع، فازرعْ فيها الكلمة الطيِّبة، فإن لم تنبت كلّها ينبت بعضها". - مَن هم المُحسنون؟ خيرُ مَن يعرِّف لك إنساناً أو شيئاً تعريفاً شاملاً ودقيقاً وعميقاً هو خالقه ومبدعه، فالله تعالى هو وليّ الإحسان، فإذا عُرف لنا المُحسنَ عرفناه بسيماه، وشخّصناه بين الناس، وانجذبنا إليه بما يحتويه من ألطاف، بل وعملنا على أن نكون من المُحسنين أمثاله بما نتوفّر عليه من خصائص الإحسان. قال تعالى: (الم * تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ * الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (لقمان/ 1-5). - هذا هو المُحسن في سطور: 1- (مُقيم للصّلاة): ومعنى (مقيم) أنّه يؤدِّي وظائفهم في الحياة الإجتماعية، فهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، والمُحسن يقيمها بنهيه عن الفحشاء والمنكر. وهي حركة الروح في العبادة، وهو يُحرِّك روحه ووجدانه ومشاعره في عباداته. 2- (فاعِل للزّكاة): والمُحسن إنسانُ العطاء مادِّيّاً كان أو معنويّاً، هو الذي جرّب حلاوة (اليد العُليا) الباذلة المعطاءة، فلم يُقدِّم عليها حلاوة أخرى، فكما هو مرتبطٌ بالله بصلاته ارتباطاً روحياً، هو مرتبط بالناس ارتباطاً إنسانيّاً. 3- (مؤمن بالآخرة): أيقنَ أنّ الدنيا إلى زوال، وأنّها دار امتحان، وأنّ الزراعة هنا، نحصدها(هنا وهناك) أيقنَ أنّه مسؤول، وأنّ في أمواله حقّاً معلوماً للسائل والمحروم، وأنّ الله لا يضيع عمل عامل حتّى ولو كان عمله بحجم مثقال ذرّة، وأنّ الحسنة تعودُ إلى باب فاعلها ولو بعد حين. 4- (وهو المُفلح): الذي أخذ بأسباب الفلاح والصّلاح والنجاح بانتهاجه خطّ (الإيمان) و(العمل الصالح). يقول (ابن مسكويه): "مقامُ المُحسنين هو رتبةُ الذين (يعملون) بما يعلمون، فإنّ المرء يتقرّب إلى الله تعالى بالإحسان (إلى نفسه) و(إلى المستحقِّين) من أهل نوعه". - ما هي قواعدُ أو (مبادئ) الإحسان؟ تنويه: هذه القواعد مستخلصة ومستنبطة من الآيات القرآنية التي تحدّثت عن الإحسان، والروايات والأحاديث التي مجّدته، بل ومن الحِكَم والأمثال التي رأت فيه الإنسانية الحقّة. 1- الإحسان عبادة أيّاً كان شكله: قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى...) (النحل/ 90). وعن الإمام عليّ (ع): "أفضل الإيمان الإحسان"! ويقول (فكتور هوجو) الأديب الفرنسيّ الشهير: "الحسنةُ أختُ الصلاة"! 2- قيمتي بإحساني: عن الإمام عليّ (ع): "قيمةُ كلِّ امرئٍ ما يُحسِنهُ". ويقول الأديب (مصطفى لطفي المنفلوطي): "المُحسِن أفضلُ من القائد، وأشرفُ من المجاهد، وكم بين مَنْ (يُحيي الميِّت) و(يُميت الحيّ)"؟! 3- الإحسان مردود على صاحبه: قال تعالى: (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأنْفُسِكُمْ...) (الإسراء/ 7). وقال الإمام عليّ (ع): "أحسِنْ، إذا أردتَ أن يُحْسَن إليك". ويقول (ع): "أحسِنْوا في عقبِ غيركم، تُحفظوا في عقبكم". وفي الأمثال: "مَن يُعطي باليد القصيرة، يُعطَ باليد الطويلة". وفيها أيضاً: "يلتصق أريج الزهرة باليد التي تُقدِّمها". 4- إذا قدرت على الإحسان فلا تتأخَّر: يقول (سليمان الحكيم): "لا تمنع الإحسان عن أهله، إن كان في طاقة يدك أن تفعله". وفي الحِكَم: "أعظم المصائب أن تقدر على المعروف ولا تصطنعه". 5- جرِّد إحسانك من المِنّة: قال تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى...) (البقرة/ 263). وفي (الإنجيل): "إذا صنعتَ صدقة، فلا تهتف قدّامك بالبوق كما يفعل المُراؤون"! وعن السيِّد المسيح (ع): "أمّا أنت، فإن تصدّقت، فلا تعلم شمالك ما تصنع يمينك"! وجاء في الحِكَم: "المنّةُ تهدمُ الصّنيعة"! 6- إعمل الإحسان ولا تنتظر الشكر: يقول (أبو العلاء المعرِّي): فلتفعل النفسُ الجميل لأنّه *** خيرٌ، وأحسنُ، لا لأجلِ ثوابها وقال آخر: يَدُ المعروفِ غُنمٌ حيثُ كانت *** تحمّلها كفورٌ أم شكُورُ فعِندَ الشاكرين لها جزءاٌ *** وعندَ اللهِ ما كفرَ الكفورُ وقال (أبو فراس الحمدانيّ): سآتي جميلاً ما حييتُ فإنّني *** إذا لم أفِدْ شُكراً أفدتُ بهِ أجرا 7- حُسن الإحسان، تصغيره، وكتمانه، وتعجيله: قال رسول الله (ص): "خيرُ البرِّ عاجِلُه". وقال عليّ (ع): "لا يستقيم قضاءُ الحوائج إلّا بثلاث: باستصغارها لتعظم، وباستكتامها لتظهر، وبتعجيلها لتهنؤ"! وفي الحِكَم: "أهنأُ المعروف أعجله". 8- ضَعْ حجراً في بنيان الإحسان: يقول (المنفلوطي): "مَن يضعُ الحجر الأوّل في بناء مجتمع الإحسان، هو أفضلُ عاملٍ في الوجود، وأشرفُ إنسان"! 9- قليلُ الإحسان لا يقال له قليل: قال رسول الله (ص): "لا تحقرنّ من المعروفِ شيئاً". وقال الإمام عليّ (ع): "لا تستحِ من إعطاء القليل، فإنّ الحرمان أقلُّ منه". وقال (ع): "لا يقلّ عملٌ مع التقوى، وهل يقلُّ عملٌ يُتقبّل"؟! وقال (إفلاطون): "لا تحقرنّ قليلاً من الخير تعمله، فإنّ قليلُ الخير كثيرة"! 10- الإحسان تلطيف لواقع الإنسان: يقول (سليم حيدر): "لولا البقيّة الصالحة من المحسنين، لكان الناس في أسوأ ممّا هم عليه". 11- بدون إحساني، نعمتي وسعادتي ناقصة: يقول (سعدي الشّيرازي): "كيف تسعدْ بنعمتك، وأصحابُ الحاجاتِ حولك يتلوون من الشّقاء"؟! 12- كُنْ صاحبَ اليَدِ البيضاء: في الحِكَم والأمثال: "الأيدي ثلاثة أنواع: يدٌ بيضاء، ويدٌ خضراء، ويدٌ سوداء، فاليد البيضاء هي الإبتداء بالمعروف، واليد الخضراء هي المُكافأة على المعروف، واليد السّوداء هي المنّ بالمعروف"! 13- مُقابلة الإحسان بمثله، إنسانيّة: قال تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إِلا الإحْسَانُ) (الرحمن/ 60). 14- كافئ الإحسانَ بأفضلِ أو أزيد منه: يقول (أنس بن مالك) خادم رسول الله (ص): "خدمتُ رسول الله (ص) عشر سنين، ما قالَ لي أُفٍّ قطّ، ولا قال لي لشيءٍ لم أفعله لِمَ لم تفعلهُ، ولا لشيءٍ فعلتهُ لِمَ فعلتَ كذا". وقال الإمام عليّ (ع): "إذا حُيِّيتَ بتحيّةٍ فحَيِّي بأحسنِ منها، وإذا أسديت إليكَ يدٌ فكافئها بما يُربي عليها، والفضلُ مع ذلك للبادئ"! 15- الإحسان مبادرة: قال رسول الله (ص): "وطِّنوا أنفسكم إن أحسنَ الناسُ أن تُحسنوا، وإن أساءوا فلا تظلموا". وقال الإمام عليّ (ع): "السّخاءُ ما كان ابتداءً، فأمّا ما كان عن مسألةٍ فحياءٌ وتذمّم". قال الشاعر (إبراهيم طوقان): "الإحسان هو أن تصون وجهَ السائل من ماء المذلّة". 16- الإحسان فرصةُ نجاة فلا تفوِّقها: قال رسول الله (ص): "مَن فُتحَ عليه باب من الخيرِ فلينتهزه، فإنّه لا يدري متى يُغلق عنه". وقال الشاعر: أحسِن إذا كانَ إمكانٌ ومقدرةٌ *** فلن يدومَ على الإحسانِ إمكانُ وقال آخر: إذا هبَت رياحكَ فاغتنمها *** فإنّ لكلِّ خافقةٍ سكونُ ولا تَغفَلْ عن الإحسانِ فيها *** فما تدري السّكونُ متى يكونُ؟! 17- الإحسان: إحساسُك بأنّ الغير أحقّ منك: يقول الأديب (ميخائيل نعيمة): "ما غصصتُ بلقمةٍ قطّ، إلا لأنّ غيري كان أحقُّ بها منِّي"! 18- الإحسان في موضعه إحسانٌ ثانٍ: قال الإمام علي (ع): "ما استُعْبِدَ الكِرامُ بمثلِ الإكْرام". وقال (أبو الطيب المتنبِّي): إذا أنتَ أكرَمتَ الكريمَ مَلَكْتَهُ *** وإن أنتَ أكرَمتَ اللّئيمَ تَمَرّدا وفي الحِكَم والأمثال: "الإحسان شيءٌ جميلٍ، وأجملُ منه أن يحلّ محلّه، ويصيب موضعه". 19- كفايةُ الشرِّ إحسانٌ: عن الإمام عليّ (ع): "خيرُ إخوانِكَ مَنْ واساكَ، وخيرٌ منهُ مَن كَفاكَ شَرّه". 20- قابِلْ الإساءة بالإحسان تفلح: قال تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) (فصلت/ 34). وقال رسول الله (ص): "أحسِن إلى مَن أساءَ إليك". وقال الإمام علي (ع): إنّ إحسانكَ إلى مَن كادَك من الأضداد والحسّاد، لأغيظُ عليهم من مواقع إساءَتكَ منهم، وهو داعٍ إلى صلاحهم". وعنه (ع): "إجعل جزاءَ النِّعمة عليك، الإحسان إلى مَنْ أساءَ إليك". 21- أحسِن إلى نفسِكَ أوّلاً: قال الإمام علي (ع): "إنّك إن أحسنتَ فنفسَك تُكرِم، وإليها تُحسِن، إنّكَ إن أسأتَ فنفسَكَ تمتهِن، وإياها تُغبِن". وقال (عطاء بن واصل): "مَن لم يُحسِن إلى نفسه، لم يُحسِن إلى غيره". أي أنّ إحسانك إلى نفسِكَ هو أن تضعها بالموضع الذي يحبّه الله ويرضاه، وأفضله التي تُحسن فيه إلى الناس. 22- أُذكر إحسان غيرك، وانْسَ إحسانَك: في الحِكَم والأمثال: "إذا صَنَعْتَ مَعروفاً فاسْترهُ، وإذا صُنِعَ مَعَكَ فانشرهُ". وقال (ابن المقفّع): "إذا أنتَ أسديتَ جميلاً إلى إنسانٍ فحذارِ أن تذكره، وإن أسدى إليكَ إنسانٌ جميلاً فحذارِ أن تنساه". 23- أحقُّ الناس بالإحسان: قال الإمام علي (ع): "أحقُّ الناسِ بالإحسانِ مَن أحسنَ الله إليه، وبَسَطَ بالقدرَةِ يديه". 24- الحسنةُ بعشرِ أمثالها: قال تعالى: (مَن جاء بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أمثالِها) (الأنعام/ 160). وقال سبحانه: (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) (النمل/ 89). وقال الإمام عليّ بن الحسين زين العابدين (ع): "يا سوأتاه لِمَن غلبت إحداته (آحاده) عشراته". يريد أنّ السيِّئة بواحدة والحسنة بعشرة، فليس تاجراً مَن لا يُتاجر بالعشرات. وقال الإمام جعفر الصادق (ع): "إذا أحسنَ المُؤمنُ عمله، ضاعفَ الله عمله لكلِّ حسنةٍ سبعمائة". وذلك قول الله تبارك وتعالى: (وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ) (البقرة/ 261). 25- الإحسان مشاركة وجدانيّة: يقول (جرجي زيدان): "ليسَ الإحسانُ غذاءً ولا شراباً ولا كساءً، بل هو مشاركةُ الناسِ آلامهم"! يُريد: ليس الإحسان إحساناً مادِّياً فقط، بل هو إحسانٌ معنويٌّ أيضاً. 26- مُكافأة المُحسِن تأديبٌ للمُسيء: يقول الإمام علي (ع): "أزِح المُسيء بثواب المُحسن". ويقول (ع) في بعض وصاياه: "ولا يكوننّ المُحسن والمُسيءُ عندكَ بمنزلةٍ سواء، فإنّ في ذلك تزهيداً لأهلِ الإحسانِ في الإحسان، وتدريباً لأهل الإساءة على الإساءة، وألزم كلاً منهم ما ألزمَ نفسه". 27- الإحسان كضياء الشمس يجب أن يعمّ: عن الإمام علي (ع): "المُحسِنُ من عمّ الناس بالإحسان". وقال الشاعر: إزرَع جميلاً ولو في غير موضعهِ *** ما ضاعَ قطُّ جميلُ أينما زُرِعا 28- المُحسِنُ أقوى من المُسيء: قال الإمام علي (ع): "لا يكوننّ أخوكَ على الإساءةِ إليكَ أقوى منكَ على الإحسانِ إليه". 29- الإحسان غاية الخُلق: يقول الإمام علي (ع): "بتقوى اللهِ أُمِرْتُم، وللإحسانِ والطّاعةِ خُلِقتُم". وعنه (ع) أيضاً: "نِعمَ زاد المَعاد الإحسان إلى العِباد". وفي الأمثال والحِكَم: "لا يأخذ الإنسان معهُ إلا الجميل الذي صنعه". 30- الإحسان زكاة: قال تعالى: (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْك...) (القصص/ 77). عن الإمام علي (ع): "زكاة الظّفر الإحسان". عن الإمام الصادق (ع): "المعروف زكاة النِّعم". 31- لكلِّ شيءٍ إحسان: ورد في أحاديث كثيرة: "إنّ لكلِّ شيءٍ زكاةً"، وجاء في تتمّاتها موارد للإحسان نذكر منها: - "زكاة اليسار: برّ الجيران، وصلة الأرحام". واليسار: الغنى والسّعة. - "زكاة النِّعَم اصطناع المعروف". - "زكاة العِلْم بذله لمُستحقِّه". - "الشّفاعة زكاةُ الجاه". والجاه: المكانة الإجتماعية والواقع المرموق. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الهوامش: (*) الخِلال: الخِصال الطيِّبة، والأخلاق الحميدة.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق