أجدني في حيرة تجاه هذا اليراع الذي يحدو بالصرير.. فتارة يرسم الرثاء، وأخرى يخط الغزل..!
من هنا تأتي حكايتي في استنطاق ذاكرتي، وما ذاكرتي إلا حديث الأمس على صوت هديل اليوم، في ربوع هجر الدليل، وتراقص النخيل،
التي شكلت لغة عشق، وجسدت قلباً نابضاً بالجمال.. وما بين بساطة المكان، واختلاف الزمان..
يأتي الحنين للماضي، حيث الرفعة الشمالية مسقط رأسي ومولدي، وكذلك التمدن..!
وحين نقول اﻷحساء نشير بأننا نحكي عن قريحة جادت، وأزهرت وروداً، ورياحيناً هنا وهناك..
وحيثما مال سعف نخيلاتك يا أحساء مال القلب والفكر والقلم.. فحقاً حقاً هي الأحساء وكفى..!
لتورق عذوقها بالهوى والحب والعشق والذكريات.. هي السماء التي حين أمطرتنا بالغيث العميم، زرعتنا بكل شيء جميل..
فهنا من يخلق الحرف في حكاياتٍ ترويها السطور، وهناك من يلون عناقيد الفكر في كل الأمور، وهناك من يشير لأولئك المارة،
الذين أغلقت نوافذهم بوريقات الوسن، وتثاؤب السهاد ليكسر كل الحواجز، فتصافحه اﻷرواح بأطيافها وألوانها.. ليشتم شذاها في أرجاء المعمورة..
فتتمايل بأحاسيسها نحو المدى.. فأول الغيث ندىً، وآخره بساتين تزدهر بالجوري والنسرين،
وقطافه تقاطر من كأس البوح بنبيذ الشهد الثملان..!
فلنحلق يا أحبائي في دهاليز سوق القيصرية، وجبل القارة، وقصر إبراهيم باشا، وأزقة الحواري والفرجان..
متعطرين ببخور المبرز، وتغنج القرى، وعيون الهيام ( يا سلام الهوى، و يا أحلى سلام(
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق