• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

دون سابق إنذار

دون سابق إنذار

فـُصِلت من وظيفتي كمصمم مواقع أنترنت، وكان عليّ الرحيل عن الشركة، وبينما أنا أسير إلى حيث ركَنْتُ سيارتي، وجدت أنها قد سـُحبت من مكانها؛ لأني تركتها فوق جزء صغير من المساحة المخصصة لحنفيات إطفاء الحريق فأكملت طريقي، وأشرت لسيارة أجرة، وبعدما ركبت فيها، سألني سائقها عن يومي وكيف كان فحكيت له عن كل شيء..

بعدما استمع لي، أخبرني أنّ الراكبة التي كانت تركب قبلي كانت قد بدأت شركتها الخاصة في تصميم المواقع، وتبحث عن مصمم مواقع يساعدها في عملها، وأعطته بطاقتها في حال كان يعرف أي شخص مناسب.. مرر السائق البطاقة لي، وما إن وصلت بيتي حتى اتصلت بهذه السيدة، وعندي موعد مقابلة توظيف معها غدًا!

اليوم..

وبينما أنا نائم على سرير معدني صغير، استيقظت على صوت ابنتي الصغيرة وهي تناديني، وفتحت عينيّ لأجد ضحكتها الجميلة، لقد استيقظت صغيرتي من غيبوبة استمرت 98 يوماً.

اليوم..

فتحت بابي لأجد ذلك المتشرد السابق الذي كان ينام بالقرب من سكني، ومنحته بذلتي من 10 سنوات، وقف ببابي يخبرني أنه اليوم يملك الوظيفة والمنزل والعائلة، وأنه ارتدى هذه البذلة التي أعطيته إياها في كلِّ مقابلات التوظيف التي ذهب إليها، ثم شكرني.

اليوم..

تم استضافة أخي في الإذاعة المحلية للتحدث معه حول قصة نجاحه، وكيف تمكّن من الوصول إلى منصب مدير عام البرمجيات في موقع فيس بوك؛ فقال للمحاور: إنّ سبب نجاحه كان فقدان قَدَمِه أثناء حادث سيارة عندما كان في سن السادسة عشرة؛ وهو الأمر الذي جعله يبتعد عن عشقه الأول وهو لعب كرة السلة، والتركيز في عشقه الثاني وهو البرمجة.

اليوم..

بينما كنت أفتح متجري، وجدت مظروفًا فيه 600 دولار، ومعه رسالة قصيرة تقول "منذ خمس سنوات مضت، سرقتُ متجرك وأخذت منه طعاماً بقيمة 300 دولار.. سامحني، لقد كنت في أشد درجات اليأس والحاجة، وهذه هي قيمة ما سرقت، مع هدية مني للتعويض عن كلِّ شيء".

اليوم..

عانقني ابني وقال لي: أنتَ أفضل أب في العالم كلّه.. وعلى سبيل المداعبة سألته: وهل تعرف كلّ الأباء في العالم؟

فعانقني وقال لي: نعم؛ فأنت عالمي كلّه.

اليوم..

لا يزال أمامك متّسع من الوقت لتجعله أفضل من أمس، لا تضيّع الفرصة، وتحلَّ بالشجاعة، وحاول مرة أخرى.

ارسال التعليق

Top