• ٢٩ آذار/مارس ٢٠٢٤ | ١٩ رمضان ١٤٤٥ هـ
البلاغ

عبادات رجب

عمار كاظم

عبادات رجب

يمتاز شهر رجب بكونه شهر العبادة، فقد ورد فيه الكثير من الأعمال العبادية، نذكر منها:

أ- الاستغفار: وهو بوابة شهر رجب، ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «رجب شهر الاستغفار لأمّتي، فأكثروا فيه الاستغفار؛ فإنّه غفور رحيم، وشعبان شهري، استكثروا في رجب من قول استغفر الله، وسلوا الله الإقالة والتوبة فيما مضى، والعصمة فيما بقي من آجالكم...». وورد في سيرة الإمام زين العابدين (عليه السلام) أنّه كان يسجد في شهر رجب، ويُسمع في سجوده: «عظم الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك».

ب- الصوم: وقد ورد فيه أحاديث كثيرة وعظيمة منها: عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): «من صامه (أي رجب) كلّه استوجب على الله ثلاثة أشياء: مغفرةً لجميع ما سلف من ذنوبه، وعصمةً فيما بقي من عمره، وأماناً من العطش يوم الفزع الأكبر». فقام شيخ ضعيف فقال يا رسول الله: إنّي عاجز عن صيامه كلّه، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «صم أوّل يوم منه، فإنّ الحسنة بعشر أمثالها، وأوسط يوم منه، وآخر يوم منه؛ فإنّك تُعطى ثواب صيامه كلّه». وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم): «مَن صام يوماً من رجب إيماناً واحتساباً جعل الله تبارك وتعالى بينه وبين النار سبعين خندقاً عرض كلّ خندق ما بين السماء إلى الأرض». وعن أبي الحسن (عليه السلام): «رجب نهر في الجنّة أشدّ بياضاً من اللبن وأحلى من العسل من صام يوماً من رجب سقاه الله من ذلك النهر». وعن الإمام الصادق (عليه السلام): «إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من بطنان العرش أين الرجبيون؟ فيقوم أُناس يضيء وجوههم لأهل الجمع على رؤسهم تيجان الملك مكلّلة بالدرّ والياقوت، مع كلّ واحد منهم ألف ملك عن يمينه، وألف ملك عن يساره، يقولون: هنيئاً لك كرامة الله عزّوجلّ يا عبد الله، فيأتي النداء من عند الله جلّ جلاله: عبادي وإمائي، وعزّتي وجلالي، لأكرمنّ مثواكم، ولأجزلنّ عطاءكم، ولأوتينّكم من الجنّة غرفاً، تجري من تحتها الأنهار، خالدين فيها، ونعم أجر العاملين، إنّكم تطوّعتم بالصوم لي في شهر عظَّمْتُ حرمته، وأوجبتُ حقّه، ملائكتي: أدخلوا عبادي وإمائي الجنّة، ثمّ قال جعفر بن محمّد (عليهما السلام): هذا لمن صام من رجب شيئاً، ولو يوماً واحداً في أوّله أو وسطه أو آخره».

ج- الدعاء: عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: «إنّ الله تعالى نصَبَ في السماء السابعة مَلكاً يُقال له الداعي فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملك كلّ ليلةٍ منه إلى الصباح: طوبى للذاكرين، طوبى للطائعين، ويقول الله تعالى: أنا جليس من جالسني، ومطيع مَن أطاعني، وغافر مَن استغفرني، الشهر شهري والعبد عبدي، والرحمة رحمتي، فمَن دعاني في هذا الشهر أجبته، ومَن سألني أعطيته، ومَن استهداني هديته، وجعلت هذا الشهر حبلاً بيني وبين عبادي فمن اعتصم به وصل إليّ». ومن أدعية شهر رجب ما روي عن محمّد السجّاد: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): جعلت فداك، هذا رجب، علّمني فيه دعاءاً ينفعني الله به. فقال لي أبو عبد الله (عليه السلام): «اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، وقل في كلّ يوم من رجب صباحاً ومساءاً وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك: «يا مَن أرجوه لكلّ خير، وآمن سخطه عند كلّ شر، يا مَن يُعطي الكثير بالقليل، يا مَن يُعطي مَن سأله، يا مَن يُعطي مَن لم يسأله، ومَن لم يعرفه تحنناً منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة، واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة، فإنّه غير منقوص ما أعطيت، وزدني من فضلك يا كريم. قال: ثمّ مدَّ أبو عبد الله (عليه السلام) يده اليسرى، فقبض على لحيته، ودعا بهذا الدعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى، ثمّ قال: بعد ذلك: يا ذا الجلال والإكرام يا ذا النعماء والجود، يا ذا المن والطول، حرم شيبتي على النّار». وفي حديث آخر، ثمّ وضع يده على لحيته، ولم يرفعها إلّا وقد امتلأ ظهر كفِّه دموعاً».

ارسال التعليق

Top