اللباقة هي مجموعة من القواعد في التعامل مع الآخرين متعارف عليها تدل على السلوك الحضاري والذوقي الراقي، وتعتمد على حسن التصرف ومراعاة شعور وإحساس الآخرين، والتفهم الواعي للموقف، وتقديره تقديراً صحيحاً، وتساعد اللباقة أيضاً على تنمية قدرات الإنسان على مخاطبة الآخرين بثقة واقتناع تام للوصول إلى الهدف النهائي المرجو وهو الفوز بحب الآخرين وثقتهم.
هناك خطوات كبيرة لابدّ من إتباعها لتصل إلى حلم الشخصية المحبوبة وأهمها:
1- أن لا تعتمد على حفظ الكلام، أو الاستعانة بورقة مكتوبة وليكن هدفك حفر الكلمات في عقول المستمعين، وفي مشاعرهم، وعواطفهم وكم من أشخاص حفظوا ما كانوا يرغبون في التكلم به عن ظهر قلب، ولما حان وقت الكلام طارت الكلمات، وانمحت تماماً من الذاكرة وكانت النتيجة تجمد اللسان، والاستعانة بالذاكرة كبديل منقذ. 2- وعليك أن تراعي عدم الدخول في المناقشات إلا إذا كانت هناك إضافة إيجابية تريد توضيحها، ولا يستحسن الكلام لمجرد إثبات التواجد واستعراض العضلات الثقافية دون مضمون يثري المناقشة لأن ذلك يعني الشعور والإحساس بالنقص وزيادة الأنا.3- ولو تساءلت عن كلمة السر التي تفتح قلوب الآخرين: "نعم" تلك هي كلمة السر التي تفتح قلوب الآخرين، وكانت السبب الرئيسي للنجاح والدخول إلى القلوب وتكون بتكلمك اللّبق بطرح الأسئلة التي تثق أنّ الطرف الآخر الذي تتكلم معه سيجيب عنها بكلمة "نعم" واستمر هكذا حتى تكثر من كلمة "نعم" ثمّ أبدأ في طرح ما كان يريده ويعتقد أنّه كان سيلقي معارضة شديدة لو بدأ بالسؤال عنها أوّلاً، فحصل أيضاً على الإجابة بكلمة "نعم" التي يريدها، يقول سقراط: "إذا أردت أن تجعل الناس صفوفاً وراء أسلوبك في التفكير، فاحرص على أن يقول لك هؤلاء نعم.. نعم.. نعم كلما طرحت عليه أفكارك"، ومن أهم قواعد وأصول التعامل اللبق مع من تلامس، أن تشعرهم بأنك حقاً صادق في تقديم العون لهم والمساعدة دون تردد ولو قدمت بعض التضحية من وقتك في سبيل إنجاز العمل المطلوب بالدقة المطلوبة، وعليك أن تحترم وقتهم، وأن تعرف الوقت المناسب لعرض ما لديك من عمل عليهم، وفي حالة وجود مشكلة في العمل ومطلوب عرضها أن تدرس المشكلة لتقدمها إليهم مرة واحدة حتى لا يتكرر دخولك عليهم باستمرار، وتقبل ملاحظاتهم بنفس راضية.
4- أفضل طريقة لزيادة مراتب التقدير أن تقدم لمن تحب ما يثبت استحقاقك لذلك، عن طريق عرض منجزاتك والمسؤوليات الإضافية التي تقوم بها، والوقت الإضافي الذي قمت فيه بأعمال عاجلة على أن يكون أسلوبك في العرض هادئاً ومهذباً وليس مستفزاً أو مثيراً، وعليك أن تبتعد نهائياً عن الأساليب الخطأ للحصول على حقك في زيادة التقدير، فهذه الأساليب لا تليق بإنسان لبق يحرص على حب الآخرين ويحاول الفوز بثقتهم.
لا تحاول مطلقاً أن تقارن بين أحد، ولا تحاول أبداً الحديث عن الثغرات التي كانت موجودة فيه، ومع النساء كن في قمة اللباقة، وليكن تعاملك معها نابع من منطلق الرحمة.► المصدر: كتاب (كي نحيا) دروس في التواصل وإدارة الذاتمقالات ذات صلة
ارسال التعليق