تبدأ من المنزل وتصقل في المدرسة
تعد البيئة الأسرية منبع الأنظمة الاجتماعية التي يتلقى الطفل من خلالها الخبرات، ما ينعكس على تشكيل هويته الإبداعية بطريقة ما، حسب الخبرات التي تلقاها من أساليب تربوية تعمل على تنمية قدراته ومواهبه واستعداده لظهور الإبداع لديه.
فالطفل في البيئة الأسرية يتدرب على الأساليب والعمليات المعرفية الأولية، وما يصاحب ذلك من جو انفعالي خاص حسب نمط البيئة الأسرية، وما يسود فيها من حب ودفء وحنان، أو سيطرة وخنوع ونقد وفقدان للأمان.
وحينما تتوافر في المراحل الأولى من حياة الطفل أجواء أسرية صحّية، ينتقل الطفل بسلام إلى دور أخطر وأعمق في تشكيل البناء المعرفي لديه وهو دور المدرسة، والخبرات التي يتعرض لها الطفل لها أثر كبير في إبداعه لما تقدمه المدرسة من منبهات بيئية تعكس خبرات جديدة وثرية في تشكيل وعي ووجدان الطفل من خلال المواد التي يتعلمها وطريقة تعلم هذه المواد، والتشجيع على التفكير والابتكار والأصالة من خلال اتباع أساليب تعلم جديدة تعتمد على تنمية الإبداع من خلال وسائل تعليمية متنوعة من حيث أسلوب العرض والإلقاء والمناقشة وطرح الأسئلة، والتفكير بشكل يساعد على إعمال العقل والحس الإبداعي لدى الأطفال. ومن الصعب أن نوفر مناخاً بيئياً أسرياً جيداً ومناخاً تعليمياً بعيداً عن النمطية والتراث القديم، وهو مناخ له آثار سلبية مثل التلقين وحل المشكلات من خلال أطر مرجعية ثابتة، والتفكير الأحادي وإغفال حرّية التفكير والخروج عما هو مألوف.
سمات الشخصية المبدعة:
كلّ ما سبق يجعلنا ننظر إلى أهمية سمات الشخصية ومدى ارتباطها بالإبداع مثل:
معرفة الذات، وتأكيد الذات، والتعبير عن المشاعر والثقة بالنفس والمحتوى المعرفي من معتقدات وأفكار تغرس في الطفل من خلال التعليم، كلّ هذا يوفر إطاراً اجتماعياً وثقافياً وتعليمياً مناسباً يساعد على خلق بيئة مناسبة يترعرع من خلالها الشخص المبدع، فالبيئة الاجتماعية والثقافية والتعليمية وما تتيحه من فرص للتدريب وتنمية المهارات المختلفة والدفء والتشجيع، تمثل اللبنة أو الخلية التي تنطلق منها عملية الإبداع لدى الفرد.
عوامل تنمية الإبداع في مرحلة الطفولة:
هناك العديد من العوامل تعمل جميعها على تنمية الإبداع لدى الأطفال، ومنها:
- عوامل تتعلق بالبيئة الأسرية من رعاية أسرية للأبناء والمتابعة الأسرية بالمنزل والمدرسة.
- هناك عوامل تتعلق بالمعلم في الفصل من خلال أسلوب التدريس الابتكاري الذي يساعد الطفل على الحرّية وعدم التقيد بتمازج وقواعد ثابتة مألوفة، والتدريب على الخروج عن كلّ ما هو نمطي في التعامل مع الموضوعات المختلفة.
- عوامل تتعلق بإعداد المعلم وتدريبه.
- كذلك عوامل تتصل بمحتوى المنهج الدراسي نفسه من محتوى ومضمون وتناول المنهج المدرسي، من حيث الحشو وإعطاء المعلومة من دون أسلوب ابتكاري للوصول إلى استدلال يساعد على إعمال العقل.
- كما أنّ هناك بعض العوامل التي تتصل بالهيئة التعليمية أو الإدارة التعليمية داخل المدارس ونظام التعليم من خلال توفير بيئة مدرسية تهتم بالجوانب المختلفة لنمو شخصية الطفل واستقلاليته، وتنمية ثقته بنفسه من خلال المبادرة وتحمل المسؤولية والتشجيع.
- أيضاً هناك عوامل تتعلق بالبيئة الفيزيقية للمدرسة من خلال توفير مساحات مناسبة تتناسب فيها مساحة حجرة الدراسة مع عدد التلاميذ، وعدم تكدس وازدحام التلاميذ داخل حجرة الدراسة.
- مع أهمية توفير مساحات للملاعب والاهتمام بالأنشطة الدراسية المختلفة التي تنمي مواهب التلاميذ وتساعد على الإبداع والتخيل مثل الاهتمام باللعب الحر والتدريب عليه، كذلك على الدراما الاجتماعية (السوسيودراما) وإعطاء الأطفال فرصاً لإطلاق عنانهم لنسج القصص والمواقف السلوكية المختلفة المتصلة بالتمثيل والمسرح، وخاصة لدى أطفال دور الحضانة.
وأخيراً.. كلما اعتمدت الأسرة والمدرسة في أساليب تعاملهما مع الأطفال على حب الاستطلاع والاكتشاف والمناقشة الجماعية والعصف الذهني، نمت لدى الأطفال الملكات والقدرات الإبداعية الخلاقة.
خصائص المعلم المبدع:
- أن تكون لديه الروح التعاونية.
- حث الأطفال على التعلم دون الاستعانة بالآخرين.
- دفع الأطفال إلى أن يتحكموا في المعرفة الواقعية؛ ليكون لهم أساس متين للتفكير الافتراضي.
- حث الأطفال على العمل في موضوعات غير عادية.
- الاهتمام بأسئلة الأطفال واقتراحاتهم.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق