تلعب البيئة المنزلية دوراً رئيسياً في تنمية القدرات الفكرية لدى الطفل. ويبقى توفير المحفزات من خلال محيط ملائم وتشجيع ودعم وعاطفة الوالدين المؤشر الأفضل لمستوى الذكاء عند الطفل.
تشير الدراسات إلى أنّ أساليب التربية وطرق اللعب مع الطفل المتبعة في البيت من قبل الأهل لها تأثير مباشر في نمط التطور الفكري عند الأطفال، فمثلاً عندما تكون الأُم قلقة جدّاً حيال إنجازات طفلها تضع عليه الكثير من الضغوط لتكون نتائجه أفضل، وغالباً ما تواجهه بأسئلة وإرشادات لا علاقة لها بما يقوم به، وتتدخل بشكل مباشر في حياته، وهو ما قد يؤثر في قدرة الطفل على التركيز فيصبح ذهنه مشتتاً، ويبدي نوعاً من عدم النضوج في طرق لعبه، وقد يكون أداؤه في اختبارات الذكاء متدنياً، لذلك هناك بعض الخطوات المهمة التي يجب أن يراعيها الأهل، والتي تساعد فعلاً على تنمية القدرات الفكرية لدى الطفل، ومن أهمها:
· نوعية الاستجابة للطفل، أي مدى الاتصال العاطفي (الاتصال الجسدي مثل الحضن والتقبيل) والكلامي أي تبادل الحديث مع الطفل، الإجابة عن أسئلته، ونوعية الحوار القائم بين الطفل وأُمّه.
· تقبل الطفل، بمعنى عدم تدخل الأم باستمرار في نشاطاته أو إعاقة تحركاته التي تهدف للاستكشاف.
· تنظيم المحيط المنزلي، أي أن يكون مكان لعب الطفل آمناً وخالياً من المخاطر.
· توفير مواد اللعب المناسبة بحيث توفر الأُم لطفلها ألعاباً ونشاطات مثيرة وممتعة تتوافق مع عمره وقدراته.
· إشراف الأُم، أي أن عليها الإشراف دائماً على نشاطات طفلها، خاصة خلال مرحلة الطفولة المبكرة، كما يجب أن تتأكد من عدم وجود مصاعب فوق طاقة الطفل لحلها، أو مخاطر قد تتسبب بأذى للطفل.
· يجب أن يذهب الأهل في تعليم الطفل إلى أبعد من الحقائق، إلى كيفية لاكتساب والإبداع واللعب لأنّ ذلك يساعد على ترسيخ أسس تركيبة فكر الطفل.
· الطفل ينمو ويتعلم عن طريق اللهو، ولا يميز بين اللعب والتعلم، كما يتعلم أيضاً حين يعمل على الأشياء والأفكار التي يريد معرفتها، لهذا السبب يشعر الطفل بحاجة ورغبة للحركة الدائمة. ذكاؤه ينمو إذا ما ربط بين حركاته الجسدية والفكرية، وكررها مراراً. لأجل هذا تهدف الألعاب أوّلاً إلى المتعة باللهو معاً والعمل والتدريب وثانياً إلى توفير ظروف تسمح بتطوير إمكانات كلّ طفل.
· تعلم الموسيقى لأنّها تساعد الأطفال على اكتساب مهارات تنعكس بشكل رائع على نفسية الطفل وقدراته الفكرية.
· التربية الرياضية، فالرياضة تنشط الدورة الدموية وتحرر الجسد من الكسل والخمول، فالألعاب الرياضية تلعب دوراً أساسياً في تنمية التفكير العلمي والذكاء لدى الأطفال.
· قراءة القصص فهذه تساعد على تقوية ذاكرة الطفل وتعلم مفردات جديدة وتحفيز قدرة الانتباه والتركيز لديه، فالقراءة اليومية تجعل منه طفلاً ذكياً ومتيقظاً لأي جديد ويتوق إلى عالم مجسد بالكلمات والصور.
· مشاهدة برامج تثقيفية فهي من شأنها تنمية قدراته الفكرية وتعزيز لغة التواصل والتفاعل لديه فهو سيكتسب هذه المهارات العلمية من خلال مشاهدته بعض البرامج التثقيفية المتناسبة مع قدراته الفكرية، والذي يسعى إلى تطبيقها في حياته اليومية.
· النظر إلى عينيه عند التحدث إليه إذ تعتبر النظرة أو الحاسة البصرية من وسائل التواصل المهمة عند الأطفال. لذلك لابدّ من الحرص على جذب كلّ حواسه وتوظيفها بالطرق الإيجابية.
· تقديم وجبة الفطور: أظهرت الدراسات أن تناول وجبة الفطور تساعد على التركيز والتعلم، فالأطفال الذين لا يتناولون وجبة الفطور يتعرضون للإرهاق والتعب أكثر من الأطفال الذين يتناولون هذه الوجبة الأساسية.
· الحرص على تقديم الدعم له: إنّ دعم الوالدين وحبهما ينعكس على أداء الطفل وقدرته على التعلم واكتساب المهارات، إذ تلعب عاطفة الأبوين دوراً مهماً في تطوير مستوى الذكاء لدى أطفالهم.
التنويع في المثيرات اليومية. فبالرغم من ضرورة توفير نظام يومي مريح لبرمجة نهار الطفل حيث يشعر بالأمان، لابدّ من إدخال بعض عناصر التنويع في هذا النظام لكي يتمكن الطفل من تقبل التغيرات التي قد تحصل في حياته اليومية بشكل طارئ من دون أن تسبب له القلق.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق