• ٣ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

خصائص النبي (ص) في القرآن الكريم/ ج(1)

مركز نون للترجمة والتأليف

خصائص النبي (ص) في القرآن الكريم/ ج(1)

◄بعض الصفات التي سنذكرها مشتركة بين النبيّ (ص) وبين غيره لكنها موجودة فيه في أعلى درجاتها.

أ‌-       أنّ ذكره (ص) متقدّم على غيره.

ب‌-                        أنّه أولى بالاتّصاف بها من غيره.

ت‌-                        أنّه أكثر اتّصافاً بها من غيره. فمثلاً قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8)، فإنّ العزة العليا لله عزّ وجلّ لا يشاركه فيها أحد. ثمّ هي لرسول لا يشاركه في مرتبته أحد. ثمّ هي بعد ذلك للمؤمنين جميعاً.

قال الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) (الأحزاب/ 45-46).

فهو (ص):

1- الشاهد على الخلق في أنّهم هل يطيعون التعاليم التي جاء بها أو يعصوها.

2- وهو المبشّر بالجنّة لمن أطاع الله سبحانه.

3- وهو النذير بالعقاب لمن عصى الله سبحانه.

4- وهو الداعي إلى الله بإذن الله سبحانه، أي الداعي إلى طاعته ورحمته.

5- وهو السراج المنير بالعلم والحقّ والهدى.

6- وهو المرسل رحمة للعالمين. قال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء/ 107).

7- وهو المرسل إلى كافّة الناس قال سبحانه: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ) (سبأ/ 28). وهو بمعنى الجميع: يعني أرسلناك إلى الناس جميعاً.

8- وهو رسول الله قال سبحانه: (مُحمَّدٌ رَّسُول اللهِ) (الفتح/ 29). وقال جلّ جلاله: (رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ) (البينة/ 2-3). يعني فيها كتابات ذات قيمة عظيمة ويراد بها القرآن الكريم.

9- وهو الذكر. قال الله سبحانه: (َعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الألْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا * رَسُولا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ) (الطلاق/ 10-11).

10-                 وهذه الآية الكريمة وعدد آخر تدلّ أيضاً على أنّه (ص):

التالي. لأنّه يتلو علينا آيات الله مبينات.

11-                 وهو أيضاً يخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات، من ظلمات الغواية والجهل إلى نور الحقّ والعدل. كما سمعنا من الآية نفسها.

12-                 وطاعته مقرونة بطاعة الله سبحانه كلاهما واجبة. قال سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) (النساء/ 59).

13-                 بل طاعته (ص) هي طاعة الله سبحانه، قال تعالى: (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ) (النساء/ 80)

14-                 والاستجابة إليه مقرونة بالاستجابة لله سبحانه. قال تعالى: (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ) (آل عمران/ 172). وقال جلّ جلاله: (اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال/ 24).

15-                 والإيمان به (ص) مقرون بالإيمان بالله جلّ جلاله قال سبحانه: (وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا) (النور/ 47).

16-                 وولايته مقرونة بولاية الله تعالى. قال جلّ جلاله: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) (المائدة/ 55). وقال سبحانه: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ) (المائدة/ 56).

17-                 وفضله مقرون بفضل الله قال تعالى: (وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ) (التوبة/ 59). وقال سبحانه: (وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ) (التوبة/ 74).

18-                 وصدقه مقرون بصدق الله سبحانه. قال سبحانه: (وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ) (الأحزاب/ 22)

19-                 ونصره مقرون بنصر الله سبحانه، قال جلّ جلاله: (وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (الحشر/ 8).

20-                 وعزّته مقرونة بعزّة الله سبحانه، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ) (المنافقون/ 8).

21-                 والكفر به مقرون بالكفر بالله سبحانه. قال جلّ جلاله: (إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ) (التوبة/ 84).

22-                 وعصيانه مقرون بعصيان الله سبحانه قال وتعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدً) (الجن/ 23).

23-                 وشقاقه، أي المعاندة ضدّه، مقرونة إلى الشقاق ضدّ الله سبحانه، قال الله عزّ وجلّ: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ) (الأنفال/ 13).

24-                 ومحادته، أي الكيد له والعمل ضد أهدافه، مقرونة بمحادة الله تعالى.

قال جلّ جلاله: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأذَلِّينَ) (المجادلة/ 20). وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) (المجادلة/ 5).

25-                 وحربه مقرون بحرب الله سبحانه، قال تعالى: (فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِه) (البقرة/ 279). أي توقّعوا ذلك.

26-                 ومحاربته مقرونة بمحاربة الله سبحانه. قال جلّ جلاله: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأرْضِ فَسَادًا) (المائدة/ 33).

27-                 وبراءته مقرونة ببراءة الله سبحانه، قال تعالى: (بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (التوبة/ 1). ►

 

المصدر: كتاب إلا رحمةً للعالمين/ سلسلة الدروس الثقافية (38)

تعليقات

  • 2021-10-20

    ابراهيم جودة صاحب

    بارك الله بجهودكم

ارسال التعليق

Top