• ٣٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ٢١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

حُنوّ الإسلام على المرأة

عمار كاظم

حُنوّ الإسلام على المرأة

خلق الله تعالى الإنسان جنسين اثنين يكمّلان بعضهما، حيث منحهما كلّ ما يحتاجانه من أدوات، ووفر لهما كافة السُّبل الممكنة والمتاحة من أجل أن ينهضا بالحياة على كوكب الأرض، وقد جاءت الشرائع السماوية منظمة للعلاقة بينهما، وتحثّهما على بذل أقصى جهد ممكن في سبيل تحقيق غاية الله من خلقه. دور المرأة في المجتمع كبير جداً، ومتشعب، وحساس في الآن ذاته. كما ينظر الدين الإسلامي إلى المرأة على أنّها نصف المجتمع. قال تعالى: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأنْثَى) (النجم/ 45)؛ فالمرأة في الإسلام شريكة الرجل في عِمارة الكون، وشريكته في العبوديّة لله دون فرق بينهما في عموم الدين: في التوحيد، والاعتقاد، وحقائق الإيمان، والثواب والعقاب، وفي الحقوق والواجبات. من تكريم المرأة في الإسلام أن جعلها أصل التربية القويمة، ومصنع الرجال والأبطال؛ فقد ربط الإسلام بين تنشئة الأبطال والرجال الأفذاذ، وصلاح المجتمع، واستقامة حاله؛ فصلاحها وعلمها واستقامتها مقياس للأُمّة. عندما جاء الإسلام أعطى المرأة كامل حقوقها التي كانت قد سُلبت منها في الديانات السابقة وفي معتقدات الناس، سواءً من العرب أو غيرهم؛ إذ كانوا ينظرون إلى المرأة على أنّها مخلوق من المرتبة الثانية أو أقل من ذلك، ومن حقوقها التي كفلها الإسلام لها حيث أوصى الإسلام بالإحسان إلى المرأة، والإنفاق عليها حتى لو كانت صاحبة مال، وأياً كان موقعها سواءً أكانت أُمّاً، أو أُختاً، أو زوجةً، وجعل مقياس الخير في الرجل بمقدار خيره مع أهله. كما جعل الإسلام جزاء مَن يربّي البنات ويُحسن في تربيتهن جزاء عظيماً وهو الجنّة. المساواة بين المرأة والرجل في التكاليف الشرعية والأحكام؛ فهي تتساوى معه في الإيمان، وفي أوامر الدين، وفي العقاب والثواب. إعطاء كامل الحقّ للمرأة في طلب العلم، كما للمرأة الحقّ في العمل. عندما جاء الإسلام عزز من قيمة المرأة ورفع من شأنها ودعى إلى احترامها والاعتراف بحقوقها كإنسان، فقد أعطى الإسلام للمرأة حقوقها كاملة في كلّ أمور الحياة. إنّ وجود المرأة في المجتمع مهم وأساسي، فبدونها لا يستطيع الإنسان التكاثر والاستمرار، وتقوم المرأة بأدوار عديدة فعندما تكون أُمّاً تحنو على أبنائها ويشعرون بالضياع بدونها ويرمون أحمالهم وهمومهم عليها فتطمئنهم وعندما تكون زوجة تحرص على مشاركة زوجها حياته بأفراحه وأحزانه وتساعده على تقدمه ورفعة شأنه فوراء كلّ رجل عظيم امرأة عظيمة، والمرأة هي التي ترعى والديها في كبرهم، وهنالك المرأة العاملة التي أصبح لها الآن شأناً كبيراً وفعلت الكثير لتقدم هذا المجتمع، فجميع هذه الأحمال تقع على عاتق المرأة. إنّ رسالة المرأة في أُسرتها تتعدّى مهمّة التربية إلى مهمّة إعداد جيل من الأبناء يحسن التعامل مع مجتمعه ويحسن العطاء، فتزوّده بالمهارات الاجتماعية اللازمة لذلك، كما تبيّن حقّ المجتمع عليه، ويتشارك الأب هذه المسؤولية مع المرأة حتى يكون نتاج التربية أفضل. كما تتجلّى أهمية المرأة حين تؤدّي رسالتها بالمجتمع بما تحمله من شهادات علمية تمكّنها من تعليم الأجيال، وكم نرى من معلّمات يربّين طلابنا على الأخلاق الحميدة ويزوّدونهم بالعلم النّافع في حياتهم، وبالتالي فإنّ دور المرأة حيوي في محاربة الجهل والتخلف وتنوير المجتمع بالعلوم والمعرفة والثقافة في كلّ مجالات الحياة. كما تتجلّى أهمية المرأة في المجتمع حين تراها تضع يدها بيد زوجها في أوقات المحن والشدائد، فتراها تعمل أحياناً كثيرة حتى تشارك زوجها مهمّة الإنفاق على البيت، ولا شكّ بأنّ ذلك ليس بمطلوباً منها ولكن دعاها لذلك عظم المسؤولية التي تحملها في نفسها ورغبتها بالوقوف مع زوجها ومساندته وهي ترى ظروف الحياة الصعبة. هذا إسلامنا.. دين كمال ورحمة وتناظر وعدل في كلّ جوانبه.. فالمرأة تجد سعادتها وسؤددها في دين كرّمها ونظر لها على أنّها محترمة في  مجتمعها وذلك بإعطائها كافة حقوقها دون أي نقص.

ارسال التعليق

Top