• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

حزينة ولا شيء يفرحني

أسرة

حزينة ولا شيء يفرحني

لدي مشكلة أنني دائما حزينة, لاشيء يفرحني في هذه الحياة, لا أعرف ما الأسباب التي تدفعني الى هذا الحزن, ماذا أفعل ساعدوني.

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
الحزن بمقدار أمر عادي في حياتنا اليومية التي تعتريها بشكل طبيعي المشاكل وتشوبها الآلام.. المرض, الحاجة, المشاكل الاجتماعية والضغوط الأسرية والنفسية.
ولكن لماذا الحزن الدائم ورحمة الله تعالى تحيط بنا من كل جانب ونعمه علينا لاتعد ولاتحصى والأمل فيه كبير لأن يغيّر حياتنا نحو الأفضل, وفجر كل يوم جديد يحمل معه نسائمه وبشائره لنا بأن هناك فرصة أخرى وصفحة جديدة يمكن لنا فيها أن نتجاوز واقعنا نحو وضع أفضل ومستقبل أجمل.
ولابد لنا أن نفهم الحياة الدنيا على طبيعتها وهي ذات وجهين, الفرح والحزن, والراحة والتعب, العافية والمرض, وهي فرصة لنا للتكامل وعبادة الله والسير نحوه, والحياة الحقيقية هي الدار الآخرة حيث الجنة أو النار.. الجنة التي لايمس الانسان فيها نصب ولاتعب ولاحزن ولاعناء.
ولكي نعيش الحياة بواقعها وليومها لابد لنا أن ننسى الماضي بما حمل لنا من متاعب وآلام, فهي على أي حال انقضت ولن تعود ولن ترجع, ولكن لابد من اخراجها من أنفسنا لنتحرر منها ولا تستهلك أرواحنا بذكرياتها.
أول خطوة للنجاح والتطلع الى الأمام هي نسيان الماضي أو قل تناسيه, ولايعني ذلك أن لانتحدث عن ذكرياته المرة لكي نخرجها من صدورنا ولتخف أثقالها, ولايعني ذلك أيضاً أن لانعتبر منه ونستفيد من تجاربه وإنما يعني أن لانبقى نعيش الآهات والحسرات ونخرج الزفرات ونبقى أسراء الماضي يكبلنا ويعيق حياتنا..
لنعلم: أن مايأتي من أيام تحمل فرصاً أكثر وخيراً أكثر, وأن الكثيرين مما عانوا تجاوزوا معاناتهم فنجحوا.
والخطوة الثانية أن لانخاف من المستقبل ولانقلق بشأنه.. أن لانتصور أن الغد كالأمس, وأن معاناتنا ستتكرر, أو النحس اللازم لنا.
فالله تعالى يحب كل الناس ويريد لهم كل الخير وماعليهم إلاّ أن يتلمسوا طريق النور اليه ويسلكوا سبل الصالحين ويجدو ويجتهدوا حتى يتوفقوا.
قال تعالى : (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله مع المحسنين) (العنكبوت/69).
بقي أمر وهو أن النفس قد تملّ وقد تضجر مما يجلب لها الحزن والكآبة, وقد ورد في الأثر: (إياكم والكسل والضجر فإنهما مفتاحا كل شر, من كسل لم يؤد حقاً ومن ضجر لم يصبر على حق).
لذا على الانسان أن يرتب برنامجاً حياتياً متجدداً له, يستيقظ بنشاط, ويذهب الى درسه أو عمله بشوق, ويسلم على الآخرين بحيوية, ويروح عن نفسه بالرياضة والتجول والتسوق والمطالعة الهادفة ومشاهدة البرامج المفيدة, يذهب الى الحدائق ويزور الأقارب, ويوفر لنفسه قسطاً وافياً من الراحة.. ولايغفل عن عبادة ربّه وذكره وقراءة كتابه فإن في ذلك السلوة والأمان والاطمئنان.
ولنعلم أن الحزن لاينفع في شيء إلاّ في الحزن على المعصية ويكون ذهابه بالتوبة وبالانابة الى الله.. الله الرحمن الرحيم اللطيف بعباده الرؤوف بهم.
ومن الله التوفيق

ارسال التعليق

Top