1- تعليم الأدب بالقدوة:
ينبغي أن نعلم حقّ العلم أنّه لا يمكن أن يصير ابنك أديباً مع النّاس إلا إذا كنّا نحن متأدبين مع جيراننا، وضيوفنا، وأقربائنا، ومع النّاس في الطريق وفي كلّ مكان.
فلنمارس نحن هذه الآداب، إن كنّا نريد لهم أن ينشؤوا عليها.
إنّ طفلنا سيكون أديباً مع النّاس، حينما يرى أحدنا يقوم من مكانه في الحافلة ليجلس فيه أحد المسنين، أو حينما يجدنا نصدق في حديثنا، ولا نغتاب أحداً أو نطعن فيه بعد ترحاب، ونغفر للآخرين زلّاتهم وأخطاءهم، ونحسن معاملة كلّ إنسان بغضِّ النظر عن جنسه أو دينه أو سنِّه.
ولنحرص على اختيار الصُّحبة الصالحين لأبنائنا، ولا نكثر عليهم من النصح كي لا يملّوا، وقد يكون في قليل الكلام، أو نظرة أو إشارة ما هو أكثر تأثيراً من محاضرة طويلة.
علِّم أبناءك استعمال الكلمات اللطيفة، كقوله لزميله: "من فضلك، جزاك الله عني خيراً، متأسّف متشكّر، اسمح لي"، فإنها ذات تأثير عظيم في التحابب والسماح عن الهفوات.
وكما يقول ابن المبارك لأصحاب الحديث: "فإننا إلى قليل من الأدب أحوج منا إلى كثير من العلم".
2- أمانة المجالس:
- عوِّد أبناءك، وخاصة البنات، عدم رواية كلّ شيء رأوه أو سمعوه أو فعلوه، إلا إن كان متعلِّقاً بهم، أو طُلب منهم ذلك.
- عوِّدهم ألا يأخذوا شيئاً من بيوت الآخرين ولو كان قلم رصاص.
- وألا يفتح الابن أي مغلق، سواء كان باباً أو ثلاجة أو كتاباً أو دفتراً، مهما جلس في المكان، إلا إذا أُذن له به بذلك.
- وإن كان فيه كبير يفسح له في المجلس، ولا يجادل، ولا يرفع عليه صوتاً.
- عوِّد ابنك ألا يتفاخر على أقرانه بملابسه وأدواته.. علِّمه مغزى حديث رسول الله (ص): "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت".
3- عوِّد أبناءك على الذوق الرفيع:
- فلا يقاطع متحدِّثاً أبداً.
- ولا يأخذ من جيب أحد إلا بإذنه.
- ولا يسخر من أحد.
- ولا يرفع صوته على من أمامه، وخاصة الأكبر منه.
- ويقوم للكبير في المواصلات.
- ولا يرفع صوت المذياع أبداً.
- وإذا تحدّث على الهاتف فلا يطيل لأكثر من ثلاث دقائق.
- ويعتذر عن الخطأ بسرعة.
- ولا يمدّ قدمه أمام أبويه.
- ولا يتكئ ولا ينام أمام والديه أو أمام الضيوف.
- ولا يتجشأ أمام أحد متعمداً.
- ويضع يده على فمه عند العطاس أو التثاؤب.
- ويعلِّق ملابسه عندما يخلعها ولا يرمي بها في أي مكان.
- ويستأذن أخاه أو أخته قبل فتح دولابهما.
- ولا يغوص في الطبق وهو يأكل، ويأكل مما يليه.
- ولا يتأخر عن موعد أبداً.
4- أدب الهاتف:
يسمح للأبناء باستعمال التليفون بضوابط:
- لا يعطي الابن أو البنت رقم البيت لأحد إلا بعد التعرُّف الجيِّد به، وإخبار الأبوين بذلك.
- أن لا تكون المكالمة أكثر من خمس دقائق لأيِّ عمرٍ كان.
- أن لا تتكرر المكالمات في اليوم الواحد أكثر من مرتين بأقصى حد.
- يستعمل التليفون بإذنٍ من الوالدين.
- ولتعلم الأُم التي تطيل المكالمات الهاتفية أنّها تعلِّم صغارها العبث وإضاعة الوقت.
5- علِّم ابنك الآداب الإسلامية في تناول الطعام:
1- فلا يأكل حتى يغسل يديه، كما يغسلهما بعد الطعام.
2- ويقول: "بسم الله" قبل الأكل والشرب.
3- ويأكل بيده اليمنى وممّا يليه.
4- ويأكل قدر حاجته ولا يترك ما يتبقى في الطبق.
5- ولا يعيب الطعام ولا ينفخ في الطعام الساخن أو الشراب.
6- ولا يتنفَّس في إناء الشرب.
7- ويحمد الله بعد الفراغ من الطعام.
هذا ما كان يفعله رسول الله (ص)، فحريٌّ بنا أن ننشئ أبناءنا على الهدي النبوي، وما أجمله وأرقّه من هدي.
الكاتب: د. حسان شمسي باشا
المصدر: كتاب كيف تربي أبناءك في هذا الزمان؟
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق