• ٣ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ١ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

المرأة ومسؤولية تربية الأجيال

عمار كاظم

المرأة ومسؤولية تربية الأجيال
"المرأة هي نصف المجتمع"، الإسلام أعطى المرأة حقوقاً لم تكن لتحصل عليها من سواه من الأديان أو الشرائع أو القوانين الوضعية، فالمرأة في الإسلام مكلَّفة بمهمة إعمار الأرض والاستخلاف عليها لقوله تعالى (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (البقرة/ 30)، خليفة، لم يقل رجلاً يخلف الأرض، بل إنّها مستخلفة أيضاً وعلى قدم المساواة مع الرجل. وكذلك مساوية للرجل في التكريم، فليس التكريم للرجل وللمرأة لا، بل هي أيضاً مُكرَّمة وسواسية مع الرجل لقوله سبحانه (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ) (الإسراء/ 70)، بني آدم عامّة، فلم يختص الرجل بالتكريم. التكليف سواء للرجل والمرأة في الإسلام لقوله تعالى (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (التوبة/ 71)، فلا يوجد فرق في التكليف بين الرجل والمرأة. هذا من ناحية المساواة، أما الحقوق التي حصلت عليها المرأة في الإسلام، لم تصبح متاعاً، بل أخذت مكانتها الطبيعية كإنسان له مشاعر وأحاسيس، فأصبح زواجها بإذنها وليس فرضاً عليها، حتى أنّه لا يجوز تزويج الفتاة إن كانت رافضة للرجل، بل أنّ الزواج يبطُل فوراً. المرأة أصبحت كائناً مستقلاً، فما عادت من ضمن متاع زوجها المُتوفي، ولم تعد تدخل في تركته كالمال والأثاث. أعفاها الإسلام من النفقة على بيت الزوجية، وجعل هذا الأمر فرضاً على الرجل. كما أعطاها الإسلام التبجيل العظيم والتكريم والتفخيم حين أكرمها أُمّاً، كما في حديث النبيّ (ص): "جاء رجل إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله، مَن أحقّ الناس بحُسن صحابتي؟ قال: أُمّك. قال: ثمّ مَن؟ قال: ثمّ أُمّك. قال: ثمّ مَن؟ قال: ثمّ أُمّك. قال: ثمّ مَن؟ قال: ثمّ أبوك". فمن الواجبات المهمة للمرأة هي تربية الابن بعواطفها وبرعايتها الدقيقة الصحيحة بحيث حينما يكبر هذا الإنسان ـ سواء كان ابناً أو بنتاً ـ يكون إنساناً سليماً من الناحية الروحية وخال من العقد وبدون مشكلات وبدون شعور بالذل والبؤس والبلايا التي تعاني منها أجيال الشباب والناشئة. الواقع أنّ المرأة هي التي توجد العائلة وتديرها. العنصر الرئيس في تشكيل العائلة هو المرأة وليس الرجل. يمكن وجود العائلة من دون الرجل كأن لا يكون الرجل موجوداً في العائلة أو ميتاً فتقوم المرأة بصيانة العائلة إذا كانت عاقلة ومدبرة وربة بيت.

ارسال التعليق

Top