• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

المؤمنون والتنافس في أعمال القرب في رمضان

أسرة البلاغ

المؤمنون والتنافس في أعمال القرب في رمضان

    حلّ بالمسلمين أعظم ضيف تضاعف فيه الحسنات وتكفّر فيه السيِّئات وتُقال العثرات وينادي مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، لذلك يبادر المسلمون بالأعمال الصالحة ويتنافسون في أنواع القرب لله عزّ وجلّ اغتناماً لبركة هذا الشهر ولرفع درجاتهم. إن وسائل تقرب العبد من الخالق عز وجل في هذا الشهر العظيم، كثيرة، ومنها قيام الليل. ثمّ تفطير الصائمين وتوفير السحور لمن احتاج منهم إلى ذلك والصدقات بأنواعها، وكثرة نوافل العبادة، نوافل الصلاة ونوافل الصدقة، وتلاوة القرآن وإحياء الليل وتحري ليلة القدر والاجتهاد في العشر الأواخر والعمرة في رمضان وغير ذلك.

    

    - الصدقة تطفئ الخطيئة:

    إنّ الصيام من أبرز هذه القربات، ويوضح فضيلته عظم أجر الصدقة في رمضان وأنها تطفئ الخطيئة.. قال (ص): "الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار". الصدقة في رمضان مضاعفة، لأنّ شر رمضان شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر الصدقات والإحسان.

    

    - صلاح النية والتجرد لله تعالى:

  انّ في شهر رمضان فرصاً إذا استغلها المسلم استغلالاً حقيقياً فإنّه بإذن الله يكسب بها مكاسب عظيمة، منها صلاح النية والتجرد لله سبحانه وتعالى، وحضور قلب العبد وهو يمارس هذه العبادات التي جعلها الله سبحانه وتعالى خيراً وبركة ورحمة لهذه الأُمّة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والمسلم وقال: ليعلم المسلم أنّه متى ما صاحب عمله الإخلاص. فإنّه يجوز على خيري الدنيا والآخرة (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) (الزمر/ 2). ينبغي للمسلم الحذر من اللغو والرفث وأن تصوم جوارحه كلها عما حرم الله عليه، فقال: ليعلم المسلم أنّ الصيام ليس هو الصيام عن الأكل والشرب وشهوة الفرج فحسب، بل هو صيام اللسان وصيام القلب وصيام سائر الجوارح من اليد والرجل ونحوه، وأعني بذلك الامتناع عن ارتكاب الموبقات والمحرمات وما كان الإنسان يتعامل به في غير هذا الشهر المبارك، يقول (ص): "مَن لم يدَع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". اما عن أهمية الزكاة وعظم أجر إخراجها، فإن كثيراً من المسلمين يتحرون في شهر رمضان إخراج الزكاة وهذا شيء طيب لأنّهم يريدون أن يجمعوا بين الزمن الفاضل وبين الإنفاق في أوقات يستجب فيها الله الدعاء ويكثر فيها المتلمسون للصدقة والباحثون عن المساعدات المالية من الفقراء والمحتاجين والمعوزين وأهمهم أصحاب الحقوق الخاصة من المسجونين نسأل الله أن ينفس عنّا وعنهم.

    

    - في ظل آية:

    يقول الله عزّ وجلّ: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة/ 186). هذه الآية العظيمة تبين منزلة الدعاء وعظيم ثمراته، وإذا تأملنا هذه الآية ونحن في شهر الصيام نجد أنّ الله عزّ وجل قد ذكر هذه الآية وسط آيات الصيام فهي توجيه من الله للمؤمنين بكثرة الدعاء وكثرة التضرع إلى الله عزّ وجلّ وصدق الملجأ له في هذا الشهر الكريم فهو شهر الدعاء ومن أعظم الأيام التي يستجاب فيها للدعاء وفيه ليلة مباركة هي خير من ألف شهر ومن حرم فهو المحروم والله المستعان.

    

    - من هدي النبوة:

    قال (ص): "رغم أنف رغم أنف رغم أنف" قال ذلك ثلاثاً وذكر (ص) – مجموعة من – استحقوا هذا الدعاء والمقت منه (ص) وذكر منهم: مَن أدرك رمضان فلم يغفر له. وفي هذا الخبر عنه (ص) بيان لمنزلة هذا الشهر العظيم وما يفرض به الله على عباده من الحرمات وكريم فضله وجوده فهو شهر المغفرة والرحمة والعتق من النار، لذلك كان لزاماً على المسلم أن يستغل هذا الشهر ويبتهل أيامه ولياليه ويستغلها في طاعة الله عزّ وجلّ فهي أيام وليال عظيمة مباركة إذا ذهبت فلن تعود ولن تعوض، لذلك المفرط فيها الذي اعتبر أيام رمضان ولياليه كغيرها مسكين محروم من كلّ خير، فالمحروم حقاً من حرم المغفرة في هذا الشهر العظيم، فجدير بالمسلم أن يستغل أيامه ولياليه الساعة قبل الدقيقة، وان يحذر من التفريط عسى أن يكون فيه من المقبولين. أسأل الله أن يتقبل منّا الصلاة والصيام والقيام وان يجعلنا في شهرنا هذا من عتقائه من النار.

ارسال التعليق

Top