• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

القيم الإنسانية الأساسية للحياة الكريمة

القيم الإنسانية الأساسية للحياة الكريمة

◄«يصبح الإنسان عظيماً تماماً بالقدر الذي يعمل فيه من أجل رعاية أخيه الإنسان» المهاتما غاندي.

على مر التاريخ كتبَ الإنسان عن كلّ شيء -  العلوم ، الكون ، الفلسفة، الوجود، الأدب، الفكر، السياسة، الاقتصاد، الفن... إلخ، وتأثيرها في رقي المستوى الفكري لدي البشرية. لكن إلى حدِّ هذا اليوم لازلنا لا نعرف إلّا القليل.

بالرغم من هذ الكم الهائل من العلوم والتخصصات التي نشاهدها، والدارسات والأبحاث الأكاديمية وغير الأكاديمية، وبالرغم من المؤلفات التي تقذف بها دُور النشر في المجتمعات على اختلاف مشاربها سواء كانت كُتُب علمية، أو دراسات، أو بحوث جامعية. مهمّتها الأساسية تنوير القارئ ومن ثمّ تنوير المجتمع ككلّ.

وبالرغم كذلك من تطوّر المجتمعات منذ القدم، نتيجة تطوّر العلوم والمعارف الإنسانية، وتطوّر المستوى الثقافي والمعيشي للأفراد، الذي بدوره ساهم في تطوّر المجتمعات ككلّ.

إنّ الشيء المسجل، والملاحظ إنّ المجتمعات لم تعد في حاجة إلى المزيد من هذه العلوم، لم تعد في حاجة إلى المزيد من الأموال، لم تعد في حاجة إلى المزيد من المدنية، لقد خلق أو انبثق عن كلّ ما سبق مجتمعات لم تستوعب ولم تعطِ قيمة لما تملك، أو تعبير أخر أصبح لديها أكثر ممّا تحتاج إليه، لقد أصبحنا في حاجة إلى القيم الإنسانية الأساسية، والتي من خلالها يتعايش الفرد مع مَن، وما حوله من بني جنسه.

بغض النظر عن الثقافة، والتعليم، وبغض النظر عن التوجهات الدينية لأي مجتمع، سواء كان شرقي أو غربي، يبقى الحديث عن الإنسانية قائم مادام هذا الإنسان هو المكوّن الأساسي للمجتمع ومحور الكون. لا يمكن الحديث عن تقدّم مجتمع، أو تأخر مجتمع ما دون الحديث عن القيم الإنسانية.

من المهمّ جدّاً أن نتحدّث عن الإنسان ككيان متصل جسداً وروحاً، ولا يمكن أن نتحدّث عن الجسد دون الروح أو العكس. لو تأمّلت جيِّداً هذ القتل، هذا الإذلال المُمنهج ، والتشريد، التجويع، التخويف... إلخ، وكلّها بعيدة كلّ البُعد عن القيم الإنسانية الأساسية للحياة الكريمة، تقريباً منتشرة في جميع ربوع المعمورة، قد تجد أنّ الأسباب واهية، أو حتى تافهة، لكن تحمل بين تجاعيدها مصالح شخصية، لطبقة أو طبقات تتقاطع في نقاط عديدة، من الحياة اليومية للفرد البسيط في المجتمع.

كلّ هذا يساهم في تحطيم الإنسان والإنسانية، تحطيم الجسد أو الروح لا فرق هي ذلك، مادام الإنسان كيان متكامل لا يمكن تجزئته.

إنّ الرحمة، الحبّ، التعاون، العطاء، الاحترام، الثقة، التواضع… إلخ، هي أُسس الإنسانية التي يجب إعادة إحيائها في النفوس، واحترامها مهما كان الفرد ومهما كانت مكانته الاجتماعية من أجل مجتمعات أكثر تمدن وحضارة.►

ارسال التعليق

Top