• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

القواعد الذهبية لتربية الأطفال

القواعد الذهبية لتربية الأطفال

يمكن تلخيص القواعد الأساسية لتربية الطفل فيما يلي:

1- مكافأة السلوك الجيِّد مكافأة سريعة دون تأجيل

المكافأة والإثابة منهج تربوي أساسي في تسييس الطفل والسيطرة على سلوكه وتطويره وهي أيضاً أداة هامّة في خلق الحماس ورفع المعنويات وتنمية الثقة بالذات حتى عند الكبار أيضاً لأنّها تعكس معنى القبول الاجتماعي الذي هو جزء من الصحّة النفسية والطفل الذي يُثاب على سلوكه الجيِّد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلاً:

مثال: في فترة تدرّب الطفل على تنظيم عملية الإخراج (البول والبراز) عندما يلتزم الطفل بالتبول في المكان المخصّص على الأُمّ أن تبادر فوراً بتعزيز ومكافأة هذا السلوك الجيِّد، إمّا عاطفياً وكلامياً (بالتقبيل والمدح والتشجيع) أو بإعطائه قطعة حلوى.. نفس الشيء ينطبق على الطفل الذي يتبول في فراشه ليلاً حيث يكافأ عن كلّ ليلة جافة .

أنواع المكافآت

1- المكافأة الاجتماعية: هذا النوع على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند الصغار والكبار معاً.

ما المقصود بالمكافأة الاجتماعية؟

الابتسامة - التقبيل - المعانقة - الربت - المديح - الاهتمام - إيماءات الوجه المعبّرة عن الرِّضا والاستحسان...

العناق والمديح والتقبيل تعبيرات عاطفية سهلة التنفيذ والأطفال عادة ميالون لهذا النوع من الإثابة، قد يبخل بعض الآباء بإبداء الانتباه والمديح لسلوكيات جيِّدة أظهرها أولادهم، إمّا لانشغالهم حيث لا وقت لديهم للانتباه إلى سلوكيات أطفالهم أو لاعتقادهم الخاطئ أنّ على أولادهم إظهار السلوك المهذّب دون حاجة إلى إثابته أو مكافأته.

مثال: الطفلة التي رغبت في مساعدة والدتها في بعض شؤون المنزل كترتيب غرفة النوم مثلاً ولم تجد أي إثابة من الأُمّ فإنّها تلقائياً لن تكون متحمسة لتكرار هذه المساعدة في المستقبل، وبما أنّ هدفنا هو جعل السلوك السليم يتكرّر مستقبلاً فمن المهم إثابة السلوك ذاته وليس الطفل.

مثال: الطفلة التي رتّبت غرفة النوم ونظّفتها يمكن إثابة سلوكها من قبل الأُمّ بالقول التالي: (تبدو الغرفة جميلة. وترتيبك لها وتنظيفها عمل رائع أفتخر به يا ابنتي الحبيبة).. هذا القول له وقع أكبر في نفسية البنت من أن نقول لها: (أنت بنت شاطرة).

2- المكافأة المادّية: دلت الإحصاءات على أنّ الإثابة الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب بينما تأتي المكافأة المادّية في المرتبة الثانية، ولكن هناك أطفال يفضّلون المكافأة المادّية .

ما المقصود بالمكافأة المادّية؟

إعطاء قطعة حلوى - شراء لعبة - إعطاء نقود - إشراك الطفلة في إعداد الحلوى مع والدتها تعبيراً عن شُكرها لها - السماح للطفل بمشاهدة التلفاز حتى ساعة متأخرة - اللعب بالكرة مع الوالد - اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصّة (حديقة حيوانات - ... إلخ).

ملاحظات هامّة

1- يجب تنفيذ المكافأة تنفيذاً عاجلاً بلا تردد ولا تأخير وذلك مباشرة بعد إظهار السلوك المرغوب فالتعجيل بإعطاء المكافأة هو مطلب شائع في السلوك الإنساني سواء للكبار أو الصغار.

2- على الأهل الامتناع عن إعطاء المكافأة لسلوك مشروط من قبل الطفل (أي أن يشترط الطفل إعطائه المكافأة قبل تنفيذ السلوك المطلوب منه)، فالمكافأة يجب أن تأتي بعد تنفيذ السلوك المطلوب وليس قبله .

2- عدم مكافأة السلوك السيِّئ مكافأة عارضة أو بصورة غير مباشرة

السلوك غير المرغوب الذي يكافأ حتى ولو بصورة عارضة وبمحض الصدفة من شأنه أن يتعزّز ويتكرّر مستقبلاً.

مثال: الأُمّ التي تساهلت مع ابنتها في ذهابها إلى النوم في وقت محدّد بحجّة عدم رغبة البنت في النوم، ثمّ رضخت الأُمّ لطلبها بعد أن بكت البنت متذرعة بعدم قدرتها على تحمُّل بكاء وصراخ ابنتها.

تحليل :في هذا الموقف تعلّمت البنت أنّ في مقدورها اللجوء إلى البكاء مستقبلاً لتلبية رغباتها وإجبار أُمّها على الرضوخ .

مثال آخر: إغفال الوالدين للموعد المحدّد لنوم الطفل وتركه مع التليفزيون هو مكافأة وتعزيز غير مباشر من جانب الوالدين لسلوك غير مستحب يؤدِّي إلى صراع بين الطفل وأهله إذا أجبروه بعد ذلك على النوم في وقت محدّد .

3- معاقبة السلوك السيِّئ عقاباً لا قسوة فيه ولا عنف العقوبة

يجب أن تكون خفيفة لا قسوة فيها لأنّ الهدف منها هو عدم تعزيز وتكرار السلوك السيِّئ مستقبلاً وليس إيذاء الطفل وإلحاق الضرر بجسده وبنفسيته كما يفعل بعض الآباء في تربية أبنائهم، وعلى النقيض نجد أُمّهات (بفعل عواطفهن ولا سيّما إذا كان الولد وحيداً في الأُسرة) لا يعاقبن أولادهن على السلوكيات الخاطئة، فيصبح الطفل عرضة للصراع النفسي أو الانحراف عندما يكبر.

احذر العقوبة:

يجب الامتناع تماماً عن العقوبات القاسية المؤذية كالتحقير والإهانة، أو الضرب الجسدي العنيف، لأنّها تخلق ردود أفعال سلبية لدى الطفل تتمثّل في الكيد والإمعان في عداوة الأهل والتمسّك بالسلوك الذي عوقب من أجله لمجرد تحدّي الوالدين والدخول في صراع معهم بسبب قسوتهم عليه. ما يرهقك ليس الجبل الذي تحاول تسلقه؛ ولكنّها حبة الرمل الموجودة داخل حذائك.

ارسال التعليق

Top