إن الإجازة الصيفية، هي فرصة للتحرر من القيود والانطلاق والتنزه وزيارة الأقارب والأصدقاء والدخول معهم في برامج اجتماعية مشتركة، والعمل على كسب أصدقاء ومعارف جدد. يستطيع الشاب أن يحول العطلة الصيفية إلى ساحة ومجال لتقوية الروابط الاجتماعية، والخروج من واقع العزلة والتقوقع على الذات، فالشَّباب أصحاب طاقات هائلة ويَجب تصريفها فيما يفيد، وبالإمكان تحقيق ذلك إذا قمنا بنشر ثقافة الوعي بأهميَّة استثمار العُطلة الصيفية قبل بدئِها فيما بينهم، والمجتمع بأسره مسؤول عن التوعية هنا، بدءاً من الأُسرة، والأصدقاء، مروراً بالمعلِمين وأساتذة الجامعة، وانتهاء بوسائل الإعلام بمختلف أشكالها.
الصيف فرصة للاشتراك في نشاط صيفي رياضي أو ثقافي أو ترفيهي أو علمي أو السفر لأماكن جديدة أو الالتحاق بدورات الحاسب الآلي واللغات، وذلك بهدف إدراج قيمة العمل النافع ضمن خطة الإجازة عسى أن يكتسب منه مهارات أو يتكسب مبلغاً من المال يكون بداية الطريق لنجاح عملي باهر في المستقبل.
يمكن الاستفادة من العطلة الصيفية في تنمية المواهب والمهارات الفردية مثل هواية الرسم وكتابة القصص والمقالات والشعر والإهتمام بالإختراعات التي تنمي الموهبة الفكرية لدى الطّالب. فالعطلة الصيفية فرصة جيدة لتطوير مواهبك، بادر بالالتحاق في دورات تنمي هواياتك وتصقلها وكذلك ابحثْ عن مهارة جديدة لتعلمها، هناك الكثير من ورشات العمل المجانية في مدينتك مثل تعلم اللغات أو التصوير أو الرسم وغيرها الكثير فقط كلّ ما عليك هو متابعة الإعلانات.
إن معظم الشباب في الإجازة الصيفية يختارون حياة اللهو والنوم والسهر رافضين الاستفادة من أي برامج أو قضاء أوقاتهم بما يعود عليهم بالنفع، كما أن اضطراب ساعات النوم يؤثر سلباً في نشاط الشباب في الصيف، ويتجه بهم نحو التكاسل والتراخي ويحفزهم على السهر ساعات طويلة تمتد حتى بعد ساعات الفجر الأولى وتبرز حينها مشاهد مؤسفة، كالتسكع في الشوارع وعلى الأرصفة وإزعاج الآخرين، وهي سلوكيات شاذة لا نراها إلا في الصيف ونطالب بزيادة برامج التوعية، وكذلك دور الآباء والأمهات لابد أن يسهم في توجيه الشباب نحو المفيد في الإجازة.
الإجازة فرصة للتغيير من رتابة الأيام وحياة الجد، سواء تعلق الأمر بالمدارس أو بالعمل، أو من الحياة المعتادة في بقية شهور السنة، وهي فرصة ذهبية لبعث الحياة في الصداقات التي حال الانشغال بالمدرسة عن الاهتمام بها، ويمكن في الإجازة الاقتراب من جديد من قلوب الأصدقاء، واقتسام الأوقات الجميلة معهم.
ومن لا يستطيع السفر في رحلة طويلة تستمر عدة أسابيع، يمكنه القيام برحلات يومية انطلاقاً من البيت، مثل السفر إلى شاطئ البحر، إذا لم يكن بعيداً، والعودة في نهاية اليوم، بحيث يشعر الإنسان بمتعة الجلوس على الشاطئ ومشاهدة الأمواج في رحلتها التي لا تنتهي، تأتي من بعيد بشوق كبير للشاطئ، وقبل أن تلمسه تفتح ذراعيها، وترتفع في السماء من فرط فرحتها، ثم تهبط وحولها زبد كثير، تلامس الرمال ثم تستدير وتعود من حيث جاءت.
وأخيراً.. الإجازة الصيفية وسيلة ناجحة للتخفف من الضغوط اليومية والمسؤوليات وتجديد النشاط والحيوية للجميع ، ومن ثم العودة إلى العمل والانتاج والمسؤوليات ولابد من مراجعة النفس وسلوكياتها أثناء العمل وأثناء الإجازة ولابد من العمل على تعديل الأنماط السلبية في السلوك والتفكير بما يتعلق بنا كآباء وأمهات وبأطفالنا وبما يتناسب مع حياة منتجة وفعالة ومع إجازة مفيدة وإيجابية.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق