د. محمد رضا شرفي/ ترجمة: زهراء يكانه
◄"لنتمتع بذكريات الماضي، ولنجتز الحاضر بالحسنى ولا نمتنع عن بعد النظر عند التفكير بالمستقبل"[1] (سنكا)[2].
"إنّ الأيام رؤوفة جدّاً بمن يعلم كيف يستغل أوقاته"
(لورد آفيبوفري).
من أهم ما يميز مرحلة الصبا عن المراهقة هو تركيز أفكار الأطفال حول الزمن الحالي بينما يخترق المراهق حجب الزمن بسرعة فائقة لتجول رؤيته بين أحضان الماضي والمستقبل ويوسع آفاق نظرته إلى ما شاء، وتتوضح توجهاته المستقبلية أكثر من نظرته إلى الماضي.
عندما يتطرق الشباب إلى تصنيف العوامل المحفزة لنجاحهم فإنّهم يضعون قضية استغلال الوقت في الصدارة نظراً لرغبتهم في تنظيم شؤون حياتهم بشكل معقول ومنطقي. يرى أحد الكتاب[3] :"إن مجموعة كبيرة من الأفراد يغفلون عن البرمجة لشؤون حياتهم إذ لا يستغلون الفرص المتاحة أمامهم فيمضون أيام شبابهم بالهمود وتغدو حياتهم كيوم صبيحتُهُ هادئة ممتعة، وتهب في عشيته عواصف مخيفة، فلا تماطلوا في انجاز ما يمكنكم إنجازه من أعمال حسنة".
ويروي التاريخ أن أحد العظماء كان يمتنع عن تناول الأطعمة الساخنة فيستغل تلك الدقائق (التي يقضيها بانتظار إنخفاض سخونة طعامه) في الكتابة تحرزاً من إهدار الوقت بهذا الشكل فازدادت كتاباته تلك يوماً بعد يوم حتى عقد العزم على طبعها فقام أحد زملائه الأدباء الأفاضل بتنقيح هذه الكتابات فتم طبعها في كتاب سمّي "حصيلة الدقائق الخمس قبل الطعام".
ويقول أحد العظماء: "ان كل يوم لا يمر بكم أكثر من مرة واحدة فتكون اعادته بعد مضيه مستحيلة".
طرق استغلال الوقت:
1- تغيير وجهة نظر الشباب حول المستقبل وابعادهم عن مفاهيم كالحظ والطالع التي لا تمت إلى الضوابط المنطقية بأية صلة وإعادة بنائها على أساس التفكير، المثابرة وتنظيم الوقت.
2- من الضروري الحفاظ على الموازنة بين سرعة العمل وبعد النظر لدى الشباب. إنّ الشباب في بعض الحالات يستعجلون الوصول إلى غاياتهم فيكون الندم حليفهم في نهاية المطاف. وقد يهدرون أوقاتهم أحياناً في انتظار الفرص المواتية. إنّ الحياة المعقولة تستلزم الحفاظ على توازن هاتين القوتين الثمينتين في الحياة.
3- توعية الشباب بأنّ الفرص لا تقعد في انتظارنا بل أنها وكما شبهها نبينا الكريم (ص) كالغمام المرسلة، إذن علينا اغتنامها. والشباب لا يمكنهم إحراز النجاح إلّا إذا تصيدوا الفرص.
4- إنّ تحديد النشاطات اليومية يمكّن الشباب من احتساب الفرص المفيدة والساعات المثمرة من يومهم مما يعتبر خطوة مهمة تتخذ في سياق البرمجة الصحيحة للحياة.
5- تعيين احتياجاتهم العلمية والتعليمية في المرحلة التالية. إذ يجب على الشباب على سبيل المثال ترويز حاجتهم لمطالعة دروسهم ليكونوا على علم بكمية العمل أو النشاط المفترض انجازه.
6- بعد المرور بهاتين المرحلتين، يتم تقسيم احتياجاتهم التعليمية على وقتهم المفيد بغية الحصول على معدل العمل المفروض انجازه خلال الساعة الواحدة فيكونون على اطلاع بالمقدار المفترض مطالعته من كل درس في الساعة الواحدة.
7- عند تراكم الأعمال يجب على الشباب الابتداء بأصعبها والإقبال على إنجازها بهمة عالية لأن كل عمل يكون إنجازه صعباً ومملاً يصبح بعد التفرغ منه مدعاة سرور للشاب. إنّ الشاب الذي ينتهي من إنجاز عمل شاق يشعر بالثقة بنفسه وبقوة إرادته التي تمكنه من انجاز سائر الأعمال الأخرى التي لا تكون بدرجة صعوبة العمل الأوّل.
8- يعتبر التسويف والمماطلة من العراقيل التي تقف بوجه تنظيم الوقت، فقد يعمل الشاب على تأجيل إنجاز عمل ما يكون له اعتقاد راسخ بضرورة قيامه به، إلى الغد أو ربما إلى المستقبل مراراً لينتهي الأمر بـ"تثبّط عزيمته". إذن من الأفضل أن لا نؤجل إنجاز أي عمل مطلوب منا القيام به.►
المصدر: كتاب الشباب والقوة الرابعة للحياة
[1]- لورد آفيبوفري، البحث عن السعادة.
[2]- Senka.
[3]- المصدر السابق.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق