صحيح أنّ التعامل مع المراهقين أمر صعب، ولكن بقليل من الحكمة يمكن الوصول إلى تفاهم بينهم وبين الآباء والأُمّهات وأبنائهم المراهقين. فالمهم معرفة ما يريده مراهقو يومنا هذا.
أوردت دراسة برازيلية بعضاً من المطالب الرئيسة للمراهقين، وطلبت من الآباء والأُمّهات مراعاتها. فما هي هذه المطالب؟
- أوّلاً: يريدون من ذويهم أن يعلموا أنّ الزمن قد تغير:
إنّ الأجيال تتطور والمفاهيم تتغير، فربما يذكر كل منا مرحلة المراهقة التي قضاها في زمن سابق. وأضافت الدراسة: "بقليل من المقارنة نستطيع أن نعرف ونعي ما تغير منذ مراهقتنا، وحتى زمن مراهقة أبنائنا. فعلى الأهالي أن يعترفوا بأنّ الوقت تغير، وهناك أمور جديدة لم تكن موجودة في زمن مراهقتنا".
- ثانياً: يريدون المساعدة من الأهل:
إنّ المراهقين بحاجة ماسة إلى مساعدة ذويهم من أجل التعامل مع الضغوط الجديدة للحياة في يومنا هذا، فالمراهق لا يستطيع النمو إلى مرحلة النضوج في الكبر إن لم يحصل على مساعدة أهله حول كيفية التعامل مع أسلوب الحياة المعقدة في يومنا هذا. فهو يحتاج إلى التوجيه والنصح وإلا فإنّه سيضيع.
- ثالثاً: شعور الأهل بالمسؤولية تجاههم:
كثير من الأهالي يعتقدون أن أبناءهم قد كبروا عندما يصلون إلى سن المراهقة، فيتركونهم يتصرفون كيفما يشاءون بقولهم: إنّهم مسؤولون عن تصرفاتهم. وهذا خطأ، وإن دل على شيء فإنما يدل على جهل مثل هؤلاء الآباء بالمراهقة والصعوبات التي يمر بها المراهق نفسياً، فينسون مسؤولياتهم تجاه الجيل الذي سيكون المسؤول عن المرحلة المقبلة من حياة البشر.
- رابعاً: المراهق يريد من أهله أن يتفهموا أخطاءه:
هناك عائلات لا تسمح ولا بشكل من الأشكال أن يقع مراهقوها في أخطاء هي طبيعية بالنسبة لسن المراهق. وهنا تكون الضغوط كبيرة جدّاً عليه. وعلى الأهالي أن يتقبلوا بعض أخطاء أبنائهم المراهقين؛ لأنهم بشر وفي سن خطيرة تحدد معالم مستقبلهم.
- خامساً: يريد أن يفتخر به أهله:
من أهم مطالب المراهق، بحسب قول الدراسة، هو أن يشعر بأن أهله يفتخرون به، وأن يشجعوه على خطوات إيجابية يقوم بها، فغالبية المراهقين لا يتقبلون الانتقادات؛ لأنّ ذلك يدفعهم إلى التمرد أكثر وأكثر على الأهل والمجتمع معاً.
- سادساً: يكره أن يرى والديه يتشاجران:
فهذا المشهد لا يشعره بأي أمن على المستوى العائلي. والمراهق يحب أن يرى أبويه في تفاهم تام؛ لأنّ هذا يساعده على التركيز على دراسته أو الواجبات الأخرى التي يقوم بها. إنّ الصراع العائلي يعطي الشعور بعدم الاستقرار، وقد يؤدي ذلك إلى هروب المراهق وانشقاقه عن أهله.
سابعاً: المراهق بحاجة إلى الشعور بأنّه محبوب:
إنّ شعور المراهق بأنّه محبوب من قبل الأهل والمجتمع يمثل الخطوة الأهم باتجاه تشكل شخصيته المستقبلية. فحسب الدراسة، إنّ المراهق يضيع تماماً عندما يشعر بأنّه غير محبوب.
ارسال التعليق