• ٧ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٥ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الحب في المراهقة

أسرة

الحب في المراهقة

شابة أبلغ من العمر 17 سنة. محجبة. أعجبت بشاب وأحببته كثيراً حتى صارحته بحبي له، وهو بدوره كان يود أن يقول لي نفس الكلام لكنه لم يملك الشجاعة لمصارحتي. استمرت العلاقة بالمكالمات الهاتفية وهذا بطبيعة الحال بدون علم أقربائي. الآن أحس بذنب وأفكر في أن أفترق عنه لأنني أحس أن بهذا التصرف قد أغضبت الله.
وأريد رأيكم، جازاكم الله.

الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
الميل نحو الجنس الآخر، ومجرد حب شخص، لا يعد ذنباً بذاته لأن ذلك أمراً فطرياً وغريزياً طبيعياً مغروس في الانسان لكي يكون له دافع لتكوين الأسرة والتئام المجتمع. قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة...) (الروم/21).
ولكن الخطوات اللاحقة لهذا الميل أو ذلك الحب هي التي يجب أن تؤطر ضمن الحدود الشرعية والآداب الاجتماعية، والتي جاءت أساساً لحفظ كرامة الانسان وصون سلامة نفسه وجسده، وضمان الآثار المترتبة على العلاقة.
إذن إذا كان الميل متقابلاً، والحب متبادلاً، فإن أول اختيار لصدق الحب وأول تأكيد لإخلاص هذا الميل وابتعاده عن الخيانة والأنانية، أن تكون الخطوات اللاحقة صحيحة وسليمة تحفظ للطرفين كرامتهما ودينهما وأخلاقهما، لذا لابد أن تصارحي الشاب بموقفك وأنك لا تستطيعين الاستمرار في العلاقة دون تحديد مستقبلها، وذلك لا يكون إلا من خلال الخطبة والزواج على سنة الله ورسوله(ص).
نعم، قد تكون ظروفكما غير مهيئة للزواج الآن، ولكن الخطبة ممكنة في أي ظرف، ويتم تأجيل الزواج للزمان المناسب بعد تفهم الأهل للظروف ومساعدتهما، وبذا تتحول العلاقة بينكما إلى علاقة شرعية (بالعقد الشرعي)، بلا خوف فيها من اله تعالى ولا أذىً من الأقارب والناس.
ولابد أن تتذكري بأنك لازلت شابة في مقتبل العمر وأمامك فسحة من الوقت، ولكن إذا كان الشاب المذكور كفوءاً وذا خلق ودين وتجدينه مناسباً لك (بعقلك اضافة إلى قلبك) فاطلبي منه التوكل على الله والتقدم لخطبتك، ليبارك الله لكم ويوفقكم لخير الدنيا والآخرة.
أما إذا كان الشاب يريد مجرد قضاء وقته والنزهة معك وكانت ميوله أنانية شيطانية، فإن مثل هذا لا يمكن الاطمئنان إليه ولا الثقة بوعوده، لذا فإن قطع العلاقة هو القرار الصائب حينها، لأن مثل هؤلاء قد يجرون المرء إلى موضع لا تحمد عقباه، وأحياناً يستغلون ويبتزون البنت بالتهديد والوعيد وصولاً إلى أطماعهم المريضة.

ارسال التعليق

Top