• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

التدخين.. العدو الأوّل للسعادة الزوجية

سيد عبدالمنعم

التدخين.. العدو الأوّل للسعادة الزوجية
يتسبب في خلافات متكررة تنتهي إلى النيابة أحياناً إذا كنت تتشاجر مع شريكة حياتك كثيراً فتوقف عن التدخين فوراً. وإذا كنتِ تدخلين في معارك مع زوجك فحاولي التخلي عن السجائر. هذه النصيحة يوجهها الخبراء لكل زوجين، إذ يقولون إنّ التبغ هو العدو الأوّل للسعادة الأسرية. فالنرجيلة تسبب الخلافات والسجائر تفجر المشاجرات. والثابت أنّ الزوجين اللذين يدخنان يختلفان ويتشابكان ويتعاركان أكثر من هؤلاء الذين لا يمارسون تلك العادة بنحو 4 مرّات. وبمعنى آخر، فإنّ التدخين يشعل المعارك الزوجية، ويعد عدواً للسعادة الزوجية. ملفات النيابة العامة وأقسام الشرطة تمتلئ ببلاغات وقضايا رفعها أزواج وزوجات للقصاص من شريك الحياة الذي تشاجر واعتدى بالقول أو الفعل على الطرف الآخر. السبب الوحيد والظاهر لهذه المعارك كان التدخين. أحد تلك البلاغات قدمته مهندسة تشكو فيه من زوجها الذي ضربها ذات مساء لأنّها اعترضت على تدخينه السجائر بصفة مستمرة داخل البيت، ما أضر بصحتها، في البداية طلبت منه بأدب أن يتوقف عن التدخين فقال إنّه حر فيما يفعل. ردت عليه بأنّ الحرِّية مسؤولية فأكد أنّه مسؤول عنها وعن نفسه. قالت له أنت تدمرني وتقتلني بالدخان فهاج وأخذ يحطم أثاث البيت ثم صفعها عدة مرات على وجهها. بلاغ آخر تقدمت به ربة منزل تشكو فيه من أن زوجها كسر ذراعها بسبب التدخين. والحكاية بدأت عندما أخبرته بأنّ النقود التي ينفقها على النرجيلة يحتاجها البيت. فقال لها إن مزاجه أهم من احتياجات أي فرد في الأسرة. فردت عليه بأنّه لا يصلح أن يكون راعياً للأسرة. فاشتعل حريق هائل من الغضب بداخله وأعلن الثورة ضدها واقترب منها فجأة وجذبها من شعرها ثمّ طرحها أرضاً، وداس على ذراعها بقدميه حتى انكسر. وقدم مدرس بلاغاً ضد زوجته يتهمها بالشروع في قتله لأنّها تتعمد التدخين داخل البيت عدة مرات يومياً في مشهد يثير اشمئزازه ويفجر غضبه، لكنها لا تهتم بمشاعره ولا بانفعالاته، وتركز اهتمامها فقط على ممارسة عادة التدخين.   - عدو الهدوء: وإذا كان أصحاب الحالات السابقة قد وصلت الخلافات بينهم إلى طريق مسدود فإن هناك أزواجاً وزوجات يتعاركون يومياً بسبب التدخين من دون أن ينتقل صدى معاركهم إلى الشرطة والنيابة والمحاكم. والهدوء داخل البيت – كما تقول د. هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الزقازيق – يؤدي إلى إشعال الحرب الأسرية ما يتسبب في خراب البيوت. فالدراسات والبحوث العلمية تؤكد أنّ الزوج المدخن يسارع بالعراك مع زوجته 4 مرات شهرياً، بينما غير المدخن يتشاجر مرة واحدة فقط. كما أنّ الزوجة التي تدخن الشيشة أو السجائر تشتبك مع شريك حياتها 72 مرة سنوياً، والزوجة العادية تدخل في 18 مشاحنة فقط مع زوجها كل سنة، وبصفة عامة فإن مدمني التبغ يدخلون أكثر من 60 معركة أسرية في السنة بينما تنخفض النسبة لدى غير المدخنين بحيث لا تتجاوز 15 معركة كل عام تقريباً. وإذا كانت نسبة الرجال المدخنين في الوطن العربي تتجاوز 68% ونسبة النساء اللاتي يستعملن التبغ تبلغ نحو 7% وهي نسبة ليست قليلة فإن معدل المعارك في البيوت العربية يبدو ضخماً بسبب عادة التدخين اللعينة التي تدمر الصحة والهدوء والسكينة داخل عش الزوجية. وتضيف د. زكريا أن سر هذه العلاقة القوية بين التدخين والمعارك الزوجية يرجع إلى أن 38% من المدخنات متسلطات يرغبن في حكم البيت وتميل كل منهنّ للسيطرة على الطرف الآخر في العلاقة الزوجية، وهو ما يفجر الصراع مع الزوج وتكون الشجارات المستمرة أهم سماته، بينما لا تميل غير المدخنة للتسلط على زوجها كثيراً حيث تنخفض نسبة الزوجات اللاتي يحلمن بالسيطرة على شريك الحياة إلى 18% فقط. كما أنّ الزوجة المدخنة متمردة بطبعها وهذا التمرد يضايق الزوج فيحدث تشابك بين الطرفين فمشاحنة ثم معركة باللسان واليد.

ارسال التعليق

Top