• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

الإحسان إلى المال

أسرة

الإحسان إلى المال

 

  1- الإحسان إلى المال في القرآن الكريم: أ) الحفاظ عليه من أن يكون بيد المُفرِّطين به، المُبذِّرين، التّالفين له، وهم السُّفهاء الذين قال الله تعالى فيهم: (وَلا تُؤتُوا السُّفَهاءَ أموَالَكُم الّتي جَعَلَ اللهُ لََكُم قِياماً) (النساء/ 5). ب) أن تكون حصّة منه للفقراء والمساكين (الزكاة): قال سبحانه: (وَالذينَ في أموَالِهِم حَقٌّ مَعلُوم * لِلسّائِلِ وَالمَحرُوم) (المعارج/ 24-25). ت) أن يكون المال سبباً للتقرُّب إلى الله تعالى، إن في كسبه وإن في توظيفه، قال عزّوجل ناهياً: (لا تُلهِكُم أموَالَكُم وَلا أولادُكُم عَن ذِكرِ الله) (المنافقون/ 9). وقال تعالى في اعتراف المُسيئين لأنفسهم: (شَغَلَتنا أموَالُنا وأهلُونا) (الفتح/ 11). ث) أن تتذكّر دائماً أنّ المال مالُ الله، جعلكَ أميناً ومستودعاً عليه، لك أن تنتفع به وتنفع به غيرك أيضاً: قال سبحانه: (وَأنفِقُوا مِمّا جَعَلَكُم مُستَخلَفِينَ فِيه) (الحديد/ 7). ج) التوسُّط في الصّرف والإدِّخار: قال جلّ جلاله في صفة عباد الرحمن: (وَالذينَ إذا أنفَقُوا لَم يُسرِفُوا وَلَم يَقتُرُوا وَكانَ بَينَ ذلكَ قَوَاماً) (الفرقان/ 67). ح) أن تُقرِض منه قرضاً حسناً خالياً من الرِّبا: قال تعالى: (مَن ذَا الذي يُقرِضُ اللهَ قَرضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ) (الحديد/ 11). خ) أن تؤدِّي أمانته كاملة غير منقوصة: قال سبحانه: (إنّ اللهَ يأمُرُكُم أن تُؤَدُّوا الأمَاناتِ إلى أهلِها) (النساء/ 58).   2- الإحسان إلى المال في الأحاديث والروايات: أ) أن تعرف أنّ جمع المال من حلال هو من الدين ومن الإحسان: كان الإمام الصادق (ع) يقول: "لا خيرَ فيمَن لا يحبّ المال من خلال: يكفّ به وجهه (عن السؤال)، ويقضي به دَينَه، ويصلُ به رحمه". ب) إستثماره في الخير وإعمار الحياة وتحسين معاش الناس: يقول الإمام زين العابدين (ع): "إستثمار المال تمام المروّة". ت) من الإحسان إلى نفسك إن كنتَ ذا مالٍ أن لا تجعلهُ ميزتك أو مزيّتك الوحيدة، بل أن تضيف إليه ثروة لا تنضب: يقول الإمام علي (ع): "ليس الخير أن يكثر مالُك وولدُك، ولكنّ الخير أن يكثر علمك، وأن يعظم حلمك، وأن تُباهي النّاسَ بعبادة ربّك".   3- الإحسان إلى المال في الأدب: يقول (الشريف المرتضى) وهو يُحسن تقييم أمواله: المالُ مالي إذا يوماً سمحتُ بِهِ وما تركتُ ورائي ليسَ من مالي ويرى (بشّار بن بُرد) أنّ أفضل المال الذي تنفقه في سبيل الله، فما عداه فانٍ وهو الباقي ذخراً لك، فيقول: أنفقُ المالَ ولا تشقَ به خيرُ ديناريك دينارٌ نفقْ ويُصنِّف (هوراس) المال إلى صنفين، فيقول: "المالُ إمّا خادمٌ أو سيِّد". وقال (الكسندر دوما): "المالُ خادمٌ جيِّد، ولكنه سيِّدٌ فاسِد"! ويقول صاحب أكبر مصنع للسيارات في العالم (هنري فورد): "المال كالعضلات، إن لم تستعملها هزلت". وقال (دانتي) لمن لم يُحسِن استخدام المال: "اتخذتَ إلهاً من ذهبٍ وفضّة، فأيُّ فرقٍ بينك وبين الوثنيّ سوى أنّه يعبدُ وثناً وأنتَ تعبدُ مئة". ويُعرِّفك (فرانكلين) قيمة المال بقوله: "إذا شئتَ أن تعرف قيمةَ المالِ، فحاول أن تقترِض قليلاً منه".   4- برنامج الإحسان إلى المال: في (رسالة الحقوق)، يضع الإمام زين العابدين (ع) البرنامج التالي للإحسان إلى المال: "وأمّا حقُّ المالِ: 1-   فأن لا تأخذهُ إلا من حلِّه (أي اكتسبهُ من الحلال). 2-   ولا تُنفقهُ إلا في حلِّه (أي اصرفهُ في الحلال أيضاً). 3-   ولا تحرفه عن مواضعه، ولا تصرفه عن حقائقه، ولا تجعله إذا كان من اللهِ إلا إليه وسبباً إلى الله (أي اجعله طريقاً توصلك إلى الله بالإنفاق في سبيله سواء على عيالك أو على نفسك أو على أرحامك وإخوانك). 4-   ولا تؤثر به على نفسِكَ مَن لعلّه لا يحمدك، وبالحريِّ (الأحرى) أن لا يحسن خلافتَه في تركتك، ولا يعمل فيه بطاعةِ ربِّك (أي لا تُعطه لعاصٍ أو لئيم)، فتكون مُعيناً على ذلك وبما أحدثَ في مالِك، فيذهب بالغنيمة وتبوء بالإثمِ والحسرةِ والندامةِ مع التبعة"!

ارسال التعليق

Top