• ٢٦ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢٤ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الإحسان إلى الفقير

أسرة

الإحسان إلى الفقير
  1- الإحسان إلى الفقير في القرآن الكريم: أ) إطعامه: قال تعالى في لحوم الأضاحي: (فَكُلُوا مِنها وأطعِموا البائِسَ الفَقِير) (الحج/ 28). وقال عزّوجل: (وَلا تَحاضُّونَ على طَعامِ المِسكِين) (الفجر/ 18). وقال سبحانه: (فَلا اقتَحَمَ العَقَبَة * وَما أدراكَ ما العَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ * أو إطعامٌ في يَومٍ ذِي مَسغَبَةٍ * يَتِيماً ذا مَقرَبَةٍ * أو مِسكِيناً ذا مَترَبَة) (البلد/ 11-16).   ب) التصدُّق عليه بالمال: قال تعالى: (وآتِ ذا القُربى حَقَّهُ والمِسكِينَ وابنَ السَّبِيل) (الإسراء/ 26). وقال سبحانه: (إن تُبدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمّا هيَ وإن تُخفُوها وتُؤتُوها الفُقَراءَ فَهُوَ خَيرٌ لَكُم) (البقرة/ 271). وقال جلّ جلاله: (لِلفُقَراءِ الذينَ أُحصِروا في سَبيلِ اللهِ لا يَستَطِيعونَ ضَرباً في الأرضِ يَحسَبُهُمُ الجاهِلُ أغنِياءَ مِنَ التعَفُّفِ تَعرِفُهُم بِسِيماهُم لا يَسألونَ النّاسَ إلحافاً وَما تُنفِقُوا مِن خَيرٍ فإنّ اللهَ بِهِ عَلِيم) (البقرة/ 273). وقال عزّوجل: (إنّما الصَّدَقاتُ لِلفُقَرَاءِ والمَسَاكِين) (التوبة/ 60).   ت) الإحسان العام بكلِّ أشكاله ومفرداته: قال تعالى: (وبِالوَالِدِينَ إحساناً وبِذِي القُربى واليَتَامى والمَساكِين) (النساء/ 36).   2- الإحسان إلى الفقير في الأحاديث والروايات: أ) إخراج حقّ الفقراء من أموال الأغنياء: قال أمير المؤمنين (ع): "إنّ الله فرضَ في أموالِ الأغنياء أقوات الفقراء، فما جاعَ فقير إلا بما مُتِّع به غنيّ". ب) عدم تعيير الفقير بفقره، أو إزدرائه، أو تحقيره: قال رسول الله (ص): "مَن استذلّ مؤمناً أو مؤمنةً أو حقّرهُ لفقرهِ أو قلّة ذات يده، شهرهُ الله تعالى يوم القيامة، ثمّ يفضحه". ت) أن لا تبخل عليه بالسلام، وأن لا تقتصد في السلام عليه، فيشعر أنّ سلامكَ على الغنيّ أفضل وأكثر حرارة من السلام عليه، فيكون ذلك في نفسه: يقول الإمام الرضا (ع): "مَن لقيَ مسلماً فسلّمَ عليه خلاف سلامه على الغنيّ، لقيَ الله عزّوجل يوم القيامة وهو عليهِ غضبان". ث) ومِن رضا الله تعالى على عبده إحسانه وإكرامه للفقير: عن النبيّ الأكرم (ص): "مَن أكرمَ فقيراً مسلماً لقيَ الله يوم القيامة وهو عنهُ راضٍ". ج) تطييب خاطر الفقير بما أعدّه الله تعالى من ثواب في الآخرة: قال الإمام الصادق (ع) لمحمّد الخزّاز، وكان فقيراً: "أما تدخل السوق؟ أما ترى الفاكهة تُباع والشيء ممّا تشتهيه؟ فقلت: بلى، فقال: أما إنّ لكَ بكلِّ ما تراهُ فلا تقدر على شراءه حسنة". وكان (ص) يقول: "طُوبى للفقراء" و"الفقراء ملوك أهل الجنّة". ح) مجالسة الفقير إحسانٌ له: قال الإمام علي (ع): "جالِس الفقراء تزداد شُكراً".   3- الإحسان إلى الفقير في الأدب: يُطيِّب الإمام علي (ع) خواطر الفقراء بقوله: دليلكَ أنّ الفقرَ خيرٌ من الغِنى وأنّ قليلَ المالِ خيرٌ من المُثرِي لقاؤُكَ مخلوقاً عصى الله بالغِنى ولم ترَ مخلوقاً عصى الله بالفقرِ ورُوِيَ عنه (ع) قوله: النفسُ تجزعُ أن تكونَ فقيرةً والفقرُ خيرٌ من غِنى يُطغيها وغنى النفوسِ هو الكفافُ وإن أبَتْ فجميعُ أهل الأرضِ لا يكفيها ويقول (هاردن) في إحسان الفقراء إلى أنفسهم: "الفقراء الذين يتبادلون الحبّ هم الأغنياءُ الحقيقيون". وقال (فوفنارغ): "لا الفقرُ يستطيع إذلالَ النفوس القويّة، ولا الثروة تستطيع أن ترفع النفوس الدنيّة". وعندما يُحسن أهل الكاميرون للفقير يقولون: "الفقرُ ليسَ جريمة، ولكن من المفضّل عدم إظهاره". أمّا في الصين، فيرون أنّ الملابس الرثّة للفقراء قد تخفي نفوساً غنيّة، فيقولون: "يوجد الكثير من الرجال الجيِّدين تحت القُبّعات الرثّة".   4- برنامج الإحسان إلى الفقير: في (رسالة الحقوق) يقول الإمام علي بن الحسين (ع) في (حق السائل): "وأمّا حقّ السائل: 1-   فإعطاؤه إذا تهيّأت الصدقة، وقدرتَ على ستر حاجته. 2-   والدُّعاء له فيما نزلَ به. 3-   والمعاونة له على طلبته. 4-   وإن شككتَ في صِدقِهِ، وسبقت إليه التهمة، ولم تعزم على ذلك، لم تأمن أن يكون من كيدِ الشيطان، أراد أن يصدّكَ عن حظّك، ويحول بينكَ وبينَ التقرُّب إلى ربِّك، تركته بستره، ورددته ردّاً جميلاً. 5-   وإن غلبتَ نفسك في أمره وأعطيته على ما عرض في نفسِكَ منه، فإنّ ذلك من عزم الأمور".

ارسال التعليق

Top