أسرة
1- الإحسان إلى (الضّيف) في القرآن الكريم:
أ- أن تُقدِّم له خير ما لديكَ من طعام، ولا تتكلّف ما ليس عندك:
قال تعالى في ضيافة إبراهيم (ع):
قال تعالى: (فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) (الذاريات/ 26).
ب- جعله يشعر وكأنّه في بيته من حيث الطعام والمنام والراحة والإستجمام وطيب التعامل وحُسن الكلام، وأن لا يخدش في مشاعره لا بقولٍ ولا بفعل:
قال عزّ وجلّ على لسان لوط (ع) في رفض إهانة الضّيف: (قَالَ إِنَّ هَؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ) (الحجر/ 68).
ت- الدعاء له بالخير والكرامة:
قال سبحانه على لسان نوح (ع): (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِنًا) (نوح/ 28).
ث- أن لا تردَّ ضيفاً قطّ، فهو ينزل برزقه ويرتحل بذنوب أهل البيت:
(فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا) (الكهف/ 77).
2- الإحسان إلى (الضّيف) في الأحاديث والروايات:
أ- إكرامه بمختلف ألوان التكريم سواء في مجلسه أو طعامه أو منامه أو مسامرته أو مراعاة عاداته وخصوصيّاته:
قال رسول الله (ص): "مَن كانَ يؤمن بالله واليوم الآخر فليُكْرِم ضيفه".
ب- أن تدعو إلى وليمتكَ الفقير والمسكين والجائع:
فلقد ورد في سيرة النبي (ص) أنّه: "يكره إجابة مَن يشهد (يحضر) وليمته الأغنياء دون الفُقراء".
ت- الضِّيافة عامل من عوامل زيادة الألفة والأخوّة والمحبّة:
قال (ص) لأبي ذرّ وهو يعظه: "أطعِمْ طعامكَ مَن تُحبُّه في الله، وكُل طعام من يحبُّك في الله عزّ وجلّ".
ولذلك كانت استجابة الدعوة للطعام واجبة:
قال (ص): "مِنَ الجَفاء أن يُدعى الرجل إلى طعامٍ فلا يُجيب، أو يُجيب فلا يأكل".
ث- عدم التكلّف للضّيف إحسانٌ له، لأنّه لا يريد الإثقال على مُضيِّفه بما لا يقدر:
دعا رجلٌ الإمام علي (ع)، فقال: "قد أجبتكَ على أن تضمن لي ثلاث خصال:
فقال: وما هي يا أمير المؤمنين؟
قال: لا تُدخِل عليَّ شيئاً من الخارج، ولا تدخر عنِّي شيئاً في البيت، ولا تُجْحِف بالعِيال، قال: ذاك لكَ يا أمير المؤمنين. فأجابه".
ج- أن تؤاكل ضيفك، بمعنى أن لا تتركه يأكل وحده وأنت تنظر إليه:
قال رسول الله (ص): "مَن أحبَّ أن يُحبّه الله ورسوله، فليأكُل مع ضَيفِه".
ح- من الإحسان إلى الضيف أن لا يُكلّف بعملٍ قطّ:
يقول (ابن أبي يعفور): "رأيتُ عند أبي عبدالله الصادق (ع) ضيفاً، فقامَ يوماً في بعض الحوائج، فنهاهُ عن ذلك، وقامَ بنفسه إلى تلك الحاجة، وقال (ع): نهى رسول الله (ص) عن أن يُستخدَم الضّيف"!
3- الإحسان إلى (الضّيف) في الأدب:
يقول (حاتم الطّائيّ):
وما الخِصْبُ للأضيافِ أن يكثرُ القِـ **** ـرى ولكنّما وجهُ الكريم خَصِيبُ
القِري: طعام الضِّيافة.
وقال آخر:
عابُوا علينا سخاءَ الكفِّ نبسطُها **** كم عابَنا الناسُ نسخو في عطايانا
وكَم خطأنا ولم نرتدَّ عن خطأٍ **** محبّةُ الضيفِ بعضٌ من خطايانا
وفي الأمثال الصينية: "مَن لم يكن ودوداً مع الضّيفِ الجيِّد، سوفَ لن يُضيِّفه أحد".
وفي الأمثال الأميركية: "إنّها لخطيئة كبيرة أن يفتح المرء بابَهُ، ويَدَع وجهَهُ مُغلَقاً"!
وقال (هوميروس): "يتذكّر المرء طوال حياته، المُضيف الذي أظهر له حُسنَ الإهتمام".
وفي الدانمارك يقولون: "إذا كان ثمّة مكان في القلب، سوف يكون ثمّة مكان في البيت".
ويُحسِن (محمّد الحامديّ) إلى ضيفه، فيقول:
لحافي لحافُ الضّيفِ والبيتُ بيتهُ **** ولم يُلهني عنهُ غزالٌ مُقنَّعُ
أُحدِّثهُ إنّ الحديث مِنَ القِرى **** وتعلمُ نفسي أنّهُ سوفَ يهجَعُ
غزال مُقنَّع: زوجته.
ويرى آخر أنّ الإحسان للضّيف أن يشعر كما لو كان في بيته، فيقول:
يا ضَيْفَنا لو زرتنا لوجدتنا **** نحنُ الضّيوفُ وأنتَ رَبُّ المنزِلِ
ومثله ذاك الشاعر الذي يجعل نفسه عبداً لضيفه، فيقول:
وإنِّي لعَبْدُ الضّيفِ من غيرِ ذِلّةٍ **** وما بي إلا تلكَ من شِيَمِ العَبْدِ
وفي بريطانيا يقولون: "نكهةُ طعامٍ قليلٍ، واستقبالٌ حارٌّ، يصنعان وليمة سعيدة"!
4- برنامج الإحسان إلى (الضّيف):
أ- يقول الإمام الصادق (ع): "إذا أتاكَ أخوكَ فآتهِ بما عندك، وإذا دعوتهُ فتكلّف له".
لأنّه إذا أتاك بدون دعوة فقد لا تكون مُستعدّاً لضيافته بشكلٍ أفضل، أمّا إذا وجّهت له دعوة ليكون ضيفك، فلتُظهِر له كرم الضِّيافة.
ب- في المَثَل اللّبناني: "إستَقْبِلني ولا تُطعِمني".
أي أنّ الحفاوة أهمّ لدى الضيف من المائدة، أمّا إذا اجتمعا، فالضِّيافة كريمة. قال الشاعر:
بَشاشةُ وجهِ المرءِ خيرٌ من القِرى **** فكيفَ بمَن يأتي به وهوَ ضاحِكُ
ت- يُقال: إنّ مَن زارَ بيتاً ولم يُضيّف، فكأنّما زارَ مقبرةً، ولذلك وردَ في أدب الضِّيافة البرنامج التالي:
"إذا دخلَ عليك أخوكَ، فاعرِض عليه الطعام.
فإن لم يأكل، فأعرِض عليه الماء.
فإن لم يشرب، فأعرِضْ عليه الوضوء".
أي لابدّ في النهاية من أن تُقدِّم أيّ لون من ألوان الضِّيافة.
ث- من الإحسان إلى الضيف أن تدعوهُ مع ولده أو بعض أصدقائه إن كانت المأدبة تتحمّل دعوة أكثر من شخص، لأنّ ذلك سيكون على شرفه، وتكون قد أكرمته مرّتين: مرّة بدعوته شخصيّاً، ومرّةً بدعوته هو ومَن يحبّ.
ارسال التعليق