النوبة القلبية سبب رئيس على رأس أسباب الوفيات بين الذكور وبين الإناث في العالم، وهي تحدث نتيجة انسداد "بسبب تكون جلطة دموية" في مجرى أحد الشرايين التاجية المغذية لعضلة القلب، والمحافظة على إمدادة وارتوائه المتواصل بالدم المحمل بالطاقة والغذاء والأوكسجين.
وحينما يحصل هذا الانسداد فإنّ تلك التغذية ستتوقف عن الوصول إلى جزء/ أجزاء من عضلة القلب: مما يترتب عليه حدوث مراحل متدرجة من التلف فيها. قد تصل حال استمرار هذا الانقطاع إلى موت ذلك الجزء من عضلة القلب، وما يترتب عليه من تداعيات صحية خطيرة ومتنوعة. لذا تبذل كل الجهود للوقاية وتفادي هذه النوبة القلبية، أو العمل السريع والمبكر على وقف تدهور الوضع. كما يفرض التعامل العلاجي مع تبعات النوبة القلبية للوقاية من تكرار الانسداد في الشريان نفسة أو شرايين أخرى.
أعراض النوبة القلبية وعلاماتها
أعراض النوبة القلبية وعلاماتها متنوعة ومتباينة من مريض لآخر. فالجلطة القلبية يمكن أن تحصل في أي وقت، في الراحة أو العمل أو اللهو أو غير ذلك. وبعضها يأتي فجأة ويتطور سريعاً خلال دقائق، بينما البعض الآخر يحصل بالتدريج ويتطور على مدى ساعات أو أيام. ولكن يظل الشعور المتكرر بألم الصدر أحد أهم ما يجب التنبيه إليه، والذي هو عبارة عن أنين وشكوى من عضلة القلب بأن ترويتها ليست كما ينبغي كي تعمل بكفاءة. كما إن العلامات التحذيرية المنبئة بحصول الجلطة القلبية تشمل بعض أو كل ما يلي:
- ألم كالضغط/ الامتلاء/ العصر يعصف بوسط الصدر ويستمر أكثر من بضع دقائق.
- ألم ينتشر إلى أبعد من الصدر ليصل إلى أحد الكتفين/ العضدين/ الظهر/ الفك السفلي، خاصة الجزء الأيسر منها.
- تزايد تكرار وشدة ألم الصدر مع مرور دقائق الوقت.
- ألم متواصل لمدة طويلة في أعلى البطن.
- ضيق التنفس واللهاث السريع مع بذل الجهد بما لا يعهد المرء عن نفسه.
- زيادة التعرق، خاصة على الوجه والصدر.
- الشعور بالغثيان وحصول القيء.
- دوخة في الرأس، وربما الإغماء وفقدان الوعي.
الوقاية من النوبة القلبية
تعتمد الوقاية من النوبة القلبية على خفض مستوى عوامل الخطورة سابقة الذكر، وعلى الكشف الدوري المبكر لأي اضطرابات فيها. ويعتبر إجراء فحوصات شرايين القلب، وخاصة اختبار الجهد، أحد أهم ما يمكن للإنسان العادي ممن تجاوز سن الأربعين، أو من لديه بعض من عوامل الخطورة تلك. ولقد أفادت دراسة، نشرت في مجلة طب القلب، وتبنت تحاليل أجريت عل 21 ألف شخص، في مستشفى نوتينغهام، وشيفيلد البريطانيان، أنّه على الرجال والنساء تناول الأسبرين يومياً عندما يتخطون عمراً معيناً.
فالرجال الذين بلغوا الـ84 عاماً، والنساء اللواتي تخطين 75 عاماً عندما يتناولون الأسبرين يومياً فإنّهم يخفضون من إمكانية إصابتهم بنولات قلبية. بيد أن جمعية القلب البرطانية قالت إن هناك حاجة للمزيد من التحاليل. ويوصف الأسبرين عادة وبشكل متواصل في حالة المرضى الذين سبق وتعرضوا لنوبات قلبية، كما يوصف للذين يعانون من ارتفاع في ضغط الدم، ويخشى تعرضهم لخطر نوبة قلبية مستقبلاً. بيد أن الباحثين الذين عملوا إتمام هذه الدراسة قالوا إن الكثيرين من المرضى لا تتم معالجتهم بالأسبرين، وأنه من الأفضل وصف الأسبرين لجميع الذين يتخطون الـ50 عاماً لتدارك إمكانية إصابتهم بنوبة قلبية والتي قد تصل إلى 10% منهم.
معتبرين أن علاج الأسبرين يصلح للجميع، إلّا في حال كان المريض يعاني من قرحة المعدة، أو كان من مرضى السكري، ويعاني من خطر النزيف "لما يسببه الأسبرين من سيولة في الدم".
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق