• ٢٨ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١٩ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

إلى عرفات الله

أحمد شوقي

إلى عرفات الله

إلى عرفات الله يا خيرَ زائر **** عليك سلام الله في عرفات

لك الدين يا ربّ الحجيج، جمعتهم **** لبيت طهور السّاح والعرصات

أرى الناس أصنافاً، ومن كل بقعة **** إليك انتهوا من غربة وشتات

تساووا، فلا الأنساب فيها تفاوت **** لديك، ولا الأقدارُ مختلفات

وركب كإقبال الزمان، محجّل **** كريم الحواشي، كابر الخطوات

يسير بأرض أخرجت خير أُمّة **** وتحت سماء الوحي والسورات

يفيض عليها اليمن في غدواته **** ويضفي عليها الأمن في الروحات

إذا زرت – يا مولاي – قبر محمد **** وقبّلت مثوى الأعظم العطرات

وفاضت مع الدمع العيون مهابة **** لأحمد بين الستر والحجرات

وأشرق نور تحت كل ثنيّة **** وضاع أريح تحت كل حصاة

لمظهر دين الله فوق تنوفة **** وباني صروح المجد فوق فلاة

فقل لرسول الله: يا خير مرسل **** أبثك ما تدري من الحسرات

شعوبك في شرق البلاد وغربها **** كأصحاب كهف في عميق سبات

بأيمانهم نوران: ذكر، وسنة **** فما بالهم في حالك الظلمات

وذلك ماضي مجدهم وفخارهم **** فما ضرّهم لو يعلمون الآتي؟

وهذا زمان؛ أرضه، وسماؤه **** مجال لمقدام كبير حياة

مشى فيه قوم في السماء، وأنشأوا **** بوارج في الابراج ممتنعات

فقل: رب وفّق للعظائم أُمّتي **** وزين لها الأفعال والعزمات

ارسال التعليق

Top