• ٢٠ نيسان/أبريل ٢٠٢٤ | ١١ شوال ١٤٤٥ هـ
البلاغ

أيها الشباب: «عيشوا زمانكم»

أ. د. عبدالكريم بكّار

أيها الشباب: «عيشوا زمانكم»
لو تأملنا يا أبنائي وبناتي في حياة الآباء والأجداد، وتأملنا في حياتنا اليوم لوجدنا أن هناك دائماً الأخيار، والأشرار، الجادين والهازلين، الذين يعطون والذين يأخذون... أن تعيشوا زمانكم يعني أن تفهموا عقله وروحه، ثمّ تحاولوا الانسجام مع أفضل ما فيه، واحسن ما يمتلكه أهله. قال أحد الحكماء مرة: "إذا لم تكن لك روح عصر كانت لك كل شروره". وهذا صحيح ودقيق، فإذا كان الواحد منا جاهلاً بين جهال وفوضوياً بين فوضويين وفقيراً بين فقراء وضعيفاً بين ضعفاء، فالمشكلة ليست كبيرة، لكن المشكلة الكبرى أيها الأعزاء والعزيزات أن يكون المرء جاهلاً بين علماء وضعيفاً بين أقوياء... أتعرفون ماذا يحدث حينئذ؟ نتفهمها، أو نتكيف معها؟ وأقول: إن روح عصرنا تتمثل في الآتي: 1- القيم والمثل التي تشكل مضمون الاستقامة الفردية والاجتماعية، وذلك مثل الصدق والأمانة والدقة والتعاون وتفهم ظروف الآخرين والمثابرة والانفتاح. 2- امتلاك دوافع قوية توجه سلوك الواحد منكم نحو المعالي، وتجعله صاحب رسالة، يريد إيصالها للناس وصاحب رؤية وطموحات كبيرة يود أن يراها محققة. 3- أهداف محددة وواضحة لها برنامج يومي، تجعل صاحبها يشعر بأنّه يتقدم نحوها باستمرار. 4- التعلم الجيِّد، وهذا يكون من خلال الالتحاق بمدارس وجامعات جيدة مع محاولة التفوق فيها، كما أنّه يكون من خلال اهتمام الشباب والفتاة بفرع من فروع المعرفة إلى درجة النبوغ الواضح فيه. 5- تنظيم الشأن الشخصي والاستفادة القصوى من الوقت والتزام الدقة في المواعيد إلى جانب الحرص على طاعة النظم والقوانين السارية ممّا يحقق المصلحة العامة، ويساعد على وضوح الواجبات وحفظ الحقوق. الروح التي تسجدها هذه القيم والمعاني والمفاهيم هي الروح التي يتمتع بها أهل النفوذ والريادة والقيادة وهي الروح التي يحتاجها أبناؤنا وبناتنا كي يعيشوا زمانهم بكفاءة واستقامة. ولا يخفى عليكم أن كل القيم... التي أشرت إليها هي في الأصل قيم إسلامية لقيت الإهمال من كثير من المسلمين مع الأسف الشديد! من يفقد الروح التي أشرت إليها قد يحرز نصراً سريعاً في مجال من المجالات، لكن ذلك لا يدوم، وقد لا يكون مشروعاً، فيصبح وبالاً على صاحبه!. ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي؟ إنّه يعني الآتي: 1- عصرنا هذا مملوء بالفرص والتحديات، وحتى تتمكنوا من مواجهة تحدياته، فإن عليكم أن تستثمروا فرصه. 2- الجدارة والكفاءة والاستقامة والتفتح الذهني مفردات أساسية في قاموس هذا العصر. 3- احذرو الفهم الخاطئ للمعاصرة، والذي يدفع الكثير من الشباب والفتيات إلى التحلل الخلقي، ويضعهم عن طريق الضياع الشامل. 4- لا ترضوا أبداً ان تكونوا أشخاصاً عاديين، وابحثوا عن الريادة والتفوق وتقدم الصفوف من خلال الالتزام بما سبق الإرشاد إليه. والله يتولانا وإياكم بلطفه وكرمه.   المصدر: كتاب إلى أبنائي وبناتي خمسون شمعة لإضاءة دروبكم

ارسال التعليق

Top