للوقت أهمية كبرى في حياة الإنسان، فالوقت هو الحياة، لذلك يجب علينا أن نحسن استغلال وقت الفراع، فالذي يحسن استغلال وقته في سبيل منفعته لا يجد وقت فراغ. والوقت من النعم العظيمة التي أنعمها الله على الإنسان، ولعظم نعمة الوقت المتاح للإنسان في عمر الدنيا إمتن الله تعالى على عباده بذلك، فقال تعالى في (سورة إبراهيم الآيات 32-34): (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأنْهَارَ* وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ* وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ الإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ). والمتأمل في هذه الآيات الكريمة يجد أن فيها تأكيداً على القدرة الإلهية في إيجاد الوقت وصنع الحياة ووحدات عناصر الزمن. إنّ أوّل ما سنُسأل عنه عند لقاء رب العالمين هو الوقت، حيث قال الرسول (ص) في حديثه الشريف: «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل به».
ولأن الشباب هو مصدر الطاقة التي لا تنضب، وهم بناة النهضات، وحملة المشاعل، وهم وقود وطلائع الحركات الإصلاحية في مختلف العصور، لذلك من المهم توجيههم إلى استغلال أوقات فراغهم الاستغلال الأمثل، وينبع أساس مشكلة استغلال وقت الفراغ، من الاعتقاد السائد بين شبابنا اليوم أن المتعة والترفيه لا يتحققان من قضاء وقت الفراغ إلا إذا انصرف الشاب إلى نوع من النشاط الذي يلائم ميوله وحاجاته.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق