• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

أهمية الحوار بين الآباء والأبناء

أ. د. مجدي أحمد محمد عبدالله

أهمية الحوار بين الآباء والأبناء
◄لعل غياب الحوار بين أفراد الأسرة هو من أحد أسباب خلق المشكلات السلوكية لدى الأطفال لذا نوصي كل أسرة بالإهتمام بهذا الجانب الحيوي في حياة الأبناء فلابدّ عندها أن نشير إلى أهم مقومات الحوار بين الآباء والأبناء ومنه: 1- من أجل أن تقوم العلاقة بين الآباء والأبناء على أساس سليم وخلق حوار بناء فيما بينهم نحتاج لدعامتين أساسيتين وهما: الأولى: أن تقوم العلاقة بين الزوجين على مبدأ المشاركة بينهما فيما يتعلق بشؤون البيت والأولاد. الثانية: حرص كلا الزوجين على عدم تقديم النقد المباشر لبعضهما أمام الأبناء والمشاكل الخاصة بهما. فإذا نجح الوالدان في تقديم نموذج يحتذى به أمام أبنائهما يقوم على أساس الحوار البناء والتفاهم السليم فسوف ننجح في خلق جو أسري مع أبنائنا مليء بالحوار وليس غائباً عنه. 2- من أجل خلق حوار مع الأبناء لابدّ من تخصيص وقت لأبنائكم خاص لهم حتى يكون لدى الأبناء فرصة في التواصل معكم. 3- كن أنت المبادر أيها الأب وأيتها الأُم، لا تنتظروا من الإبن هو الذي سيكون مبادراً وذلك من أجل تشجيعه على التواصل معكم. 4- لا تنزعجوا كثيراً من كثرة أسئلة الأبناء وفضولهم أو حشر أنفسهم فيما بينكم حتى ولو كان حديث خاص أو أنكم تقوموا بتوبيخهم على ذلك الفعل ولكن بأسلوبكم المهذب تستطيعوا أن توجهوهم لكيفية التعامل في مثل هذه المواقف كي لا يخافوكم ويكفوا عن التواصل معكم فيما بعد. 5- نحتاج كآباء في جعل أبنائنا يشاركونا في بعض المشكلات التي نواجهنا في الحياة ونتحاور معهم عنها ونفضفض لهم وهذا يشعرنا كوالدين بالراحة ويشعر أبنائنا بقيمتهم لدينا وما أكثر همومنا ولا أقصد الهموم التي تنغص عليهم حياتهم وإنما هناك هموم خفيفة، السيارة بها عطل أو الشوارع مزدحمة أو الجو حار اليوم فاتعبني أو كان تصرف خاطئ مع شخص وأنا منزعج من ذلك أو تلقيت كلام غير معقول من صديق، وليس عيباً أن آخذ رأي أبنائي في إختيار بعض إحتياجات المنزل ما هو نوع الخضروات أو الفواكه التي تفضلونها أو لون غرفة النوم أو السيراميك أو أين نذهب هذا اليوم وما شابه ولنشرك أبنائنا معنا وهذا سوف يشجعهم على التواصل معنا بما يخصهم هم أيضاً كأمور المدرسة أو الأصدقاء أو المشكلات التي تعتريهم فسوف يتواصلوا معنا على ذلك المنوال إلى وقت المراهقة والبلوغ ولن تكن هناك فجوة بيننا وبينهم كما يحصل لكثير من الأسر اليوم أنهم يشتكون من الفجوة التي بينهم وبين أبنائهم وقد يكون راجع لغياب الحوار في الفترة السابقة. 6- شيء جدّاً مهم أن نخصص بعض الوقت للعب مع أبنائنا ومن خلال اللعب تلقائياً سنحفزهم بالحوار معنا ولا نتعذر بالظروف الاجتماعية فالأولاد علينا أن نضعهم في مقدمة الأولويات. 7- ننصح الآباء والأُمّهات بأن لا يتعذروا ببعد المسافة والانشغال بالعمل فحاول أن تخصص ولو الوقت اليسير وأنا أقصد من يعمل طوال اليوم لا يراه أولاده أو بعيد عن سكن الأسرة ولا يحضر إلا نهاية الأسبوع أو مسافر أو ما شابه فالاتصال بالأبناء ضروري لقيمة سماع الصوت ولا تكتفي بالرسائل فقط أو ربما إستخدام الماسنجر خصوصاً مع وجود الصوت والصورة يطمئن الطفل وأن لا ينسوا تذكير أبنائهم والتواصل معهم في المناسبات التي تهم الأبناء كالأعياد وأعياد ميلادهم والمناسبات السعيدة. 8- نحن نعلم أنّ الكثير من الآباء أو الأُمّهات لديهم مشاغل البيت والعمل والعلاقات الاجتماعية أو الظروف قد تأخذ منا الوقت الكثير وتبعدنا عن أبنائنا ولكن قصة ما قبل النوم تعويض بعض الشيء فلا تهملوها فهي تخلق الحوار فيما بينكم وبين أبنائكم ولو من باب التعويض عما يفقده الطفل بالنهار.► *أستاذ علم النفس المساعد/ كلية الآداب – جامعة الاسكندرية المصدر: كتاب (أزمة الشباب ومشاكله بين الواقع والطموح.. رؤية سيكولوجية معاصرة)

ارسال التعليق

Top