◄تُعتبر الثلوج من المظاهر الجوية المستحبة لدى العديد من الشعوب العربية والشرق أوسطية بالرغم مما يرافقها من برد شديد، فهي ظاهرة جوية نادرة الحدوث، وتؤثر عادةً لعدّة أيام، لذا ترى المواطن العربي في بلاد الشام أو المغرب العربي فرحاً في حال وردت أخبار عن ثلوج محتملة.
الحقيقة هي أن حُب ظاهرة جوية معينة يعتمد على مدى ندرة حدوثها في نطاق جفرافي مّحدد، فترى شعوب الصحراء يحبون المطر والشتاء ويكرهون الحرّ وموجات الغبار، في حين ترى سُكان المناطق الباردة يكرهون الأمطار والثلوج ويحبّون الشمس الدافئة والأجواء الهادئة.
اتحاد الجمهوريات الروسية هو أكبر دولة في العالم، و تشغل مساحتها أراضٍ واسعة جداً تقع في أغلبها ضمن خطوط عرضٍ عليا، لذا يكون بها الشتاء قارساً و قاسياً و طويلاً جداً. و إذا بدأت الثلوج بالتساقط في روسيا فأعلم أنك دخلت كابوساً سيستمر لعدّة أشهر، لا ينتهي إلا بمجيء منتصف فصل الربيع، كابوسٌ تغيب به الشمس عن الظهور لعدّة أشهر، وعذابٌ تصل فيه الحرارة إلى 30 أو 40 درجة تحت الصفر في أكبر مدن البلاد.
أكثر ما يميز المناخ الروسي هو أنه قاري بعيد عن المسطحات المائية، مما يمنع حفظ الحرارة القادمة عبر الشمس.
مع بداية شهر ديسمبر من كل عام، تتحول كندا إلى قطعة عملاقة من الثلج والأماكن المتجمدة، وبعدها يصبح من الصعب المسير في شوارع كبرى المدن دون أن تغطي وجهك بالكامل، و ذلك تلافياً لإصابة أنفك أو الشعر بالتجمد الكامل.
مثل روسيا، تتميز أوكرانيا بمناخها القاري، حيث تتدهور الحرارة بشكل مُضر بمظاهر الحياة الطبيعية شتاءً، حيث تنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر بشكل مستمر، ويسبب الشتاء سنوياً سقوط العديد من الضحايا.
تقع رومانيا في شرق القارة الأوروبية، ويتميز مناخها بالتقلب الشديد، فعلى الرغم من أن أجواءها تشبه أجواء الدول الخليجية صيفاً من ناحية الحرارة المرتفعة والرطوبة الشديدة، إلا أن الشتاء فيها قارس وبارد جداً بشكل لا يطاق، حيث تهب العواصف الثلجية باستمرار وتغطي الثلوج كامل أنحاء البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
تعاني بولندا سنوياً من فصول شتاء طويلة وقاسية، مما يجعل الشعب البولندي ينتظر الربيع الذي يأتي بشكل بطيء ومتأخر. وتهب على البلاد عواصف ثلجية متتالية، تهوي بالحرارة إلى ما دون الصفر في كامل أنحاء البلاد، وتتجمد الأنهار والبحيرات بالكامل، ويغيب النشاط الزراعي.►
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق