انا مهندس جائني عقد عمل في بلد آخر ولكن براتب عادي وليس بالعرض المغري, و انا لا ارغب بالسفر وينتابني شعور بعدم الارتياح لفكرة السفر كما اني استخرت الله كثير ولكن قلبي متوتر وغير مرتاح لفكرة السفر.
ولكن تكمن المشكلة في اهلي فهم يعتبرون ان سفري فرصة عمري وانها لن تتكرر مرة اخري واني لو سافرت سوف استطيع ان اكون نفسي وادخر المال لمستقبلي وانا غير مقتنع بالسفر وتحدث مشاكل و مشاحنات بيني وبينهم بسبب فكرة السفر وخائف ان اتخذ ذلك القرار حتى لا يحدث لي مكروه او افقد مركزي وعملي ببلدي ولكني اريد ان ارضي اهلي ولكن ليس على حساب مستقبلي.
الأخ الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحيّة طيّبة وبعد..
ابتداءً نقول أن الموضوع مرتبط أساساً وأنت صاحب القرار فيه لأنه يتعلّق بمستقبلك، ولو أنك واجهت الفشل فيه – لا سمح الله – فإن جميع الذين أشاروا به عليك سيتخلون عنك وسيحملونك وحدك المسؤولية، ولهم الحق بذلك لأنّك رجل بالغ وعاقل ولك فهم ومعرفة تستطيع بهما تمييز ما ينفعك مما يضرّك، فعليك دراسة الموضوع من كل جوانبه واتخاذ القرار المناسب، وقد نقل في المأثور: "اعقل وتوكل" أو "اعقلها وتوكل".
أمّا مسألة رضاء الأهل، فإن هذا المورد ليس من مصاديقه، وليس من برّ الوالدين الواجب اطاعتهما بشأن انتخاب محل العمل لأن ذلك يعنيك ويؤثّر على حياتك، دون غيرك...
نعم، لو كان هناك خياران جيّدان، كأن تكون هناك فرصتا عمل متشابهتان وأحدهما مدينة والأخرى في مدينتك بحيث تكون قرب والديك وذلك يسرّهما، فإن من الأفضل أن تختار ما يسرّهما.
ولكي تستطيع اتخاذ القرار الصائب، عليك أن تحصل على المعلومات الكافية عن كل خيار، امتيازاته، مستقبله، منافعه، وأضراره المحتملة، واكتب ذلك على ورقة... كل خيار على جانب، وقارن بينهما، مفكراً بهدوء واطمئنان، حتى تصل إلى القرار المطلوب.
وينبغي أن نتذكر بأن العالم يمر بأزمة اقتصادية، وأن فرص العمل تقل باستمرار، حتى في الدول الغنية، والتي تعمل على إنهاء عقود الأجانب لصالح مواطنيها، لذلك يجب التأكد من فرصة العمل الجديدة واستمرارها، كبديل لفرصة العمل التي بيدك، وقد ورد في المأثور: "دع ما يريبك إلى ما لا يريبك" وقد قيل: "عصفور باليد خير من عشرة على الشجرة".
وأخيراً، لا تنسى أن تكون حرّاً ومستقلاً في اتخاذ القرارات المصيرية التي تهم حياتك، دون الإضرار بالآخرين، ومن الله التوفيق.
مقالات ذات صلة
ارسال التعليق