مع اقتراب فصل الصيف وبدء العطلة الصيفية يشغل بال العديد من الأهل إلى كيفية استثمار هذه العطلة وبذات الوقت قضاء أوقات ممتعة ومسلية، فهناك أهل يتوجهون لتسجيل أبنائهم بالنوادي أو المخيمات الصيفية لتنمية شخصياتهم وتنمية مداركهم وقدراتهم الذاتية، ولا شك أن استغلال طاقاتهم في أنشطة مفيدة يعد ضرورة حتمية ينبغي التخطيط لها قبل نهاية العام الدراسي، وعليه يجدر بالوالدين إعداد خطط مسبقة وبالتحاور مع أبنائهم يحدد خلالها أوقات الترفيه والأنشطة التي يمكنهم القيام بها.
إن قضاء وقت الاجازة الصيفية بأمور مفيدة ليست بالأمر السهل، فهي تحتاج إلى تخطيط مسبق، وتفكير عميق قبل البدء فيها، يمكن عمل جدول للقراءة اليومية، سواء أكانت قراءة القرآن أو الكتب أو المجلات، بشرط أن يتم تحديد ساعة واحدة يومياً للقراءة، أو تحديد وقت لمتابعة محاضرات محددة حسب اهتمام كلّ شخص، أيضاً يمكن، تقوية التواصل الاجتماعي مع العائلة أو الجيران، من خلال الزيارات للأهل والأقرباء وصلة الرحم وتوزيع الطعام على الجيران أو لرواد المسجد. أو إستغلال العطلة الصيفية بعمل برامج ترفيهية وسياحية وتعليمية مع العائلة، أو الاتفاق مع الأقارب على عمل برنامج سياحي مشترك، ويتم التخطيط له أو عمل برامج صحية ورياضية، فالصيف فرصة لضبط الأكل والتركيز على الطعام الصحي أو فرصة لوضع هدف للتقليل من الوزن ولعب الرياضة اليومية. يمكن أيضاً إحياء هواية تم إهمالها أو نسيانها مثل: هواية الرسم أو الخياطة أو القراءة أو ركوب الدراجات أو المشي بين الجبال أو التصوير أو القراءة أو غيرها. وفي كلّ الأحوال لا بدّ من استغلال الوقت، فالوقت إما عدواً أو صديقاً، والإنسان محاسب على كلّ ثانية في عمره لم يستغلها بما يفيده بدنياه وآخرته، ولهذا قال النبيّ (ص): «لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه».
إن قضاء وقت الفراغ يختلف، وكيفية استغلاله حسب الفئة العمرية للطالب، ففي مرحلة الطفولة يجب الاهتمام بالأطفال وذلك من خلال تنمية مواهبهم وصقل مهاراتهم الإبداعية؛ لأن هذه المرحلة يكون الطفل أكثر فهماً لاستقبال التعليم أما حول مرحلة المراهقة فمن الضروري أن يتجه الطالب إلى أماكن ذات فائدة كالنوادي الصيفية، وغيرها من المراكز الثقافية التي تنمي عقلية الطالب وتوجهه التوجه الصحيح.
إنّ واقع الحال يشير إلى أن شريحة كبيرة من الطلاب وخاصة الصغار منهم يقضون أغلب وقت الإجازة الصيفية في اللعب واللهو والنوم، ولا يقومون بأداء أي عمل مفيد لأنفسهم أو لأهلهم أو مجتمعهم. من هنا ومن أجل استغلال هذه الطاقات الواعدة، لا بد من وجود جهة ما رسمية كانت أو غير رسمية تأخذ على عاتقها مهمة تنسيق الجهود لتوجيه الطلاب الوجهة الصحيحة حتى ينخرطوا خلال الإجازة الصيفية في أعمال مفيدة لهم ولأسرهم وللمجتمع بأسره كلّ حسب ميوله وإمكانياته.
وفي كلّ الأحوال؛ فالمتوفر من الفرص والإمكانيات للشباب غير قليل، ولو تم إستغلاله من قبل الطلاب لكان مردوده جيداً. فمن يرى من الشباب متنفساً له في ممارسة الرياضة، يمكنهم الذهاب إلى الأندية الرياضية المنتشرة في مختلف الأماكن لقضاء وقت الفراغ مع الزملاء والأصدقاء في ممارسة نشاطه الرياضي. كذلك فمن لديه ميول ثقافية بإمكانه أن يشبع حاجته منها من خلال البرامج المتنوعة لهذه الأندية، حيث أنها تضاعف جرعتها من البرامج الثقافية والرياضية بكافة أنواعها خلال موسم الإجازة الصيفية.مقالات ذات صلة
ارسال التعليق