• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الإنترنت.. وثقافة الشباب

محمد يوسف

الإنترنت.. وثقافة الشباب

◄من أهم مميزات الإنترنت أنه أصبح أساسياً في حياة الشعوب، كونه وسيلة يمكن من خلالها نشر الثقافة والمعرفة في كافة مجالات الحياة. كما أنّ الإنترنت ليس تطور للتكنولوجيا الرقمية فقط، بل هو تطوُّر علمي وفكري واجتماعي.

ولقد ساعد على إنشاء علاقات بين الشباب وبعضهم من خلال المواقع الإلكترونية التي اختصرت الزمان والمكان، فساعدت على انتشار الثقافات المختلفة وانتشار اللغات، واستطاع الشباب أن يستفيدوا من الإنترنت في جميع المجالات في كلّ ما هو جديد ومفيد لهم.

وعلى الرغم من الإيجابيات للإنترنت، إلّا أنه له سلبيات عديدة، منها:

 

- الإدمان والعزلة الاجتماعية:

فلا شكّ أنّ شبكة الإنترنت مغرية وتجذب الشباب بشكل خطير جداً، وينتهي بهم الأمر إلى الإدمان الذي يؤدي إلى عزله عن المجتمع، فالهدر في الطاقات والوقت وخصوصاً لدى الشباب الذين يعانون من البطالة والفراغ، فيبحث عن تسلية وقته في حجرات الدردشة التي تتحوّل مع الوقت إلى إدمان أشبه بإدمان المخدرات.

ولو وظفت هذه الطاقات في مجال الكمبيوتر بطريقة سليمة وصحيحة لدراسة وعمل برمجيات، لتحوَّل هذا الوقت المهدر بلا قيمة لملايين الدولارات تدر دخلاً على هؤلاء الشباب، وتجتذب طاقاتهم وتشغل أوقاتهم في أشياء مفيدة وتفتح أمامهم أبواب الأمل في المستقبل.

 

- إنتشار المواقع غير الأخلاقية:

وهذه المواقع لها تأثير سلبي على الشباب في نقل معلومات غير صحيحة تساعد على انتشار الرذيلة.

 

- ظهور لغة جديدة بين الشباب:

تتميز هذه اللغة بأنها أشبه بمصطلحات خاصة لا يعرفها إلّا مَنْ يعاشرهم بصفة مستمرة، ويستخدم الشباب هذه اللغة في محادثاتهم عبر الإنترنت، وهذا يهدد مصير اللغة العربية في الحياة اليومية لهؤلاء الشباب وتلقي بظلالها على ثقافة وسلوك الشباب العربي بشكل عام.

كما أنّ الإنترنت ليس وحده المسؤول عن تغيير لغة الشباب، فالعديد من المصطلحات الأجنبية المنتشرة بين الشباب سببها استخدام الإنجليزية كلغة تعامل في بعض أماكن العمل، إضافة إلى تردي التعليم الجامعي الذي لا يهتم أصلاً باللغة العربية، وصولاً إلى الدراما العربية وما تقدمه في المسلسلات والأفلام من ألفاظ شاذة..

لذلك يمكن القول أنّ على الشباب العربي الإنتباه إلى هذا الغزو الفكري والسموم من أعداء الإسلام، ويجب على المجتمع متمثلاً في الأسرة والمدرسة والتربية الصالحة في حلِّ هذه السلبيات وترسيخ الخوف والخشية من الله في نفس الشباب ليكون المانع نابع من أعماق شبابنا.

فالإنترنت أصبح كالبحر المتلاطم الأمواج، ومن واجب المجتمع أن يوفر للشباب أطواق النجاة لكل ما هو على وشك الغرق، فلقد دخل الإنترنت إلى المجتمع وأصبحت واقعاً مادياً ملموساً لا يمكن إغفاله.. ومن واجبنا كأفراد ومجموعات مثقفة أن نستغل كلّ موارده المفيدة لتقدمنا ورقينا.. وأن نحاول تسخير هذا المفيد للوقوف به كدرع يقي مجتمعنا من أمواج الظلام الكاسح.

كما يجب على الأهل ضرورة مراقبة أبنائهم، والتخلي عن الثقة الزائدة التي تدفع بالشباب إلى هاوية جديدة من الضياع والإفلاس القيمي والأخلاقي، وضرورة ملء الفراغ الذي أوقع الشباب في الكثير من المشاكل الاجتماعية والأخلاقية.►

ارسال التعليق

Top