• ٢١ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

احترام الرأي الآخر

عمار كاظم

احترام الرأي الآخر
◄ نحن والآخر

الاعتراف بالآخر جوهر التسامح الديني والسياسي والاجتماعي، ورفض الآخر وتهميشه جوهر الاستبداد السياسي ولا يمكن إشاعة قيم التسامح في ظل أجواء التفرد والاستبداد بالسلطة، لأنّ طبيعة الاستبداد تقتضي عدم الاعتراف بالحقوق السياسية للآخر. لا بدّ من العمل لتشكيل المجتمع المتسامح والركون إلى العقل والتفكير الواعي السليم لتأسيس مجتمع العدل والسلام والاعتراف والقبول بالآخر والعمل المشترك من أجل بناء الوطن ووحدته وسلامته وأمنه ومستقبله. والإنسان عندما ينطلق في حياته الاجتماعية فإنّ لسانه هو وسيلته للانفتاح على الآخرين في مشاعره وعواطفه وأحاسيسه وفي حاجاته وحواراته وجدالاته وفي دعوة الآخرين إلى ما يؤمن به.

 

أَحِب لغيرك ما تحب لنفسك

كما أراد الله تبارك وتعالى للناس عندما يتحدّثون ويتحاورون أن يدرسوا كلماتهم ويعرفوا أنّ للناس مشاعرَ وأحاسيسَ كما لهم مشاعرُ وأحاسيسُ، وإنّ الناس يحترمون أنفسهم كما يحترم نفسه وأنّهم لا يريدون لأحد أن يسيء إليهم كما لا يجب أن يسيء أحد إليه (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) (البقرة/83)، أي قولوا للناس أفضل ما تحبّون أن يقال لكم، فالكلام اللّين والطيّب هو الذي يجمع الناس ويجعلهم يستمعون إليك ويُقبلون عليك، (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) (آل عمران/159) مشكلة البعض أنّه لا يتحمّل الرأي الآخر ويطلق الكلمات التي تخون الآخرين، الكلمات التي تُهين الإنسان الآخر ويطلق الكلمات التي تخون الآخرين، الكلمات التي تُهين الإنسان الآخر متلفظّاً بالكلام البذيء البعيد عن التهذيب، كلمات الغلظة والقول الشديد. والبعض يطلق لسانه ليفسد في الأرض ويثير الفتنة ويقول كلاماً غير مسؤولٍ.►

 

المصدر: كتاب مفاهيمُ خيرٍ وصلاح

ارسال التعليق

Top