• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

الإحسان إلى الله تعالى

أسرة

الإحسان إلى الله تعالى

 

  1- الإحسان إلى الله تعالى في القرآن الكريم: أ) توقيره بالشعور بعظمته وقدرته وإحاطته وهيمنته وجلالة قدر نِعَمه: قال تعالى: (ما لَكُم لا تَرجُونَ للهِ وَقاراً) (نوح/ 13). ب) تنزيهه وتقديسه من كلِّ عيب ونقص ومن الشريك أيضاً: قال سبحانه: (سُبحَانَهُ وَتَعَالى عَمّا يَصِفُون) (الأنعام/ 100). ت) أن يحبّه حبّاً خالصاً لأنّه أهل الحبّ، فلا تجعل فوق حبِّه حبّاً، فالحبّ كلّه لله تعالى: قال عزّوجل: (وَالذِينَ آمَنوا أشَدُّ حُبّاً للهِ) (البقرة/ 165). ث) عبادته، بالتذلُّل والخضوع له، وبالمواظبة على فعل المأمور به، والكفّ عن المنهيّ عنه، والإقبال على ما حبَّبه ويحبّه، والإبتعاد عمّا يبغضه ويسخطه: قال جلّ جلاله: (وَما خَلَقتُ الجِنَّ والإنسَ إلا لِيَعبُدُون) (الذاريات/ 56). وقال سبحانه: (وأحسِنُوا إنّ اللهَ يُحِبُّ المُحسِنِين) (البقرة/ 195). ج) شكره على جزيل نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى، الظاهرة والباطنة، بأن تعرف تلك النِّعم، وتحمدهُ تعالى عليها، وأن تستعملها في مرضاته: قال تعالى: (وإذْ تَأذَّنَ رَبُّكُم لَئِن شَكَرتُم لأزِيدَنَّكُم) (إبراهيم/ 7). ح) التوكُّل عليه، والإنابة إليه، وتفويض الأمر كلّه إليه، رضاً بقضائه، وإيماناً بحكمته، واحتساباً لما عنده: قال سبحانه: (وَعَلى اللهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤمِنُون) (آل عمران/ 122). خ) الإحسان إلى عباده كما أحسنَ إليك: قال جلّ شأنه: (وأحسِنْ كَما أحسَنَ اللهُ إليكَ) (القصص/ 77).   2- الإحسان إلى الله تعالى في الأحاديث والروايات: قال رسول الله (ص): "الطّاعمُ الشاكرِ، له من الأجرِ كأجرِ الصّائم المُحتسِب، والمُعافى الشاكر، له من الأجرِ كأجرِ المُبتلى الصابِر، والمُعطي الشاكِر، له من الأجرِ كأجرِ المحروم القانع"! يقول الإمام علي (ع): "نِعمَ زاد المعاد، الإحسان إلى العِباد"، فإذا أحسنتَ لعباد الله، أحسنتَ لله تعالى. وقال (ع): "أفضل الإيمان الإحسان". وعنه (ع): "المُحسِن مَن عَمَّ النّاس بالإحسان". وقال الإمام الحسن (ع): "مَن أرادَ عِزّاً بلا عَشيرة، وهَيبةً بلا سُلطان، فليخرج من ذلِّ مَعصيةِ اللهِ إلى عِزِّ طاعته". وقال الإمام الصادق (ع): "إنّ الغِنى والعزّ يجولان، فإذا ظفرا بموضع التوكّل أوطنا"!   3- الإحسان إلى الله تعالى في الأدب: يقول الشاعر في الإحسان إلى الله تعالى بالطاعة: تعصي الإلهَ وأنتَ تُظهِرُ حُبّهُ هذا لَعُمري في الفِعالِ بَديعُ لو كانَ حبّكَ صادقاً لأطَعتَهُ إنّ المُحِبَّ لمن أحبَّ مُطيعُ ويقول (آنون): "عندما أضعنا الله، لم يكن الله هو الذي ضاع"! وقال (كوفن سلون): "بالنسبة لي (الله) هو تلكَ العظمة المُبدعة التي تتجلّى في العالَم كطاقة، حياة، نظام، جمال، فكر، ضمير وحبّ"! أمّا (ياسزي كاربت)، فيقول: "لأنّكَ لا تستطيع رؤيته، هو في كلِّ مكان"! ويقول (بول فروست): "اللهُ ليسَ اعتقاداً، إنّه إحساس"! ويُخاطب (ماركوس أوراليوس) الذين لم يُحسنوا إلى أنفسهم بجحودهم لله، فيقول: "إلى الذينَ يسألونَ أين رأيتَ الله؟! أو كيفَ تتأكّد من وجودِ الله حتى أنّكَ ورع جدّاً في عبادته؟ أجيب: إنّني لم أرَ (روحي) أبداً، ومع ذلك فأنا أُجلُّها وأحترمُها"!   4- برنامج الإحسان إلى الله تعالى: أ) يقول العارفُ بالله الإمام علي بن الحسين (ع) في (رسالة الحقوق) باب (حقّ الله): "فأمّا حقُّ الله الأكبر: 1-   فإن تعبده. 2-   ولا تُشرك به شيئاً. فإذا فعلتَ ذلك (بإخلاصٍ)، جعلَ لكَ على نفسهِ أن يكفيكَ أمر الدنيا والآخرة، ويحفظ لك ما تحبّ منهما"! ب) أن تتضرّع بين يديه في كلِّ وقت وليس في الصلاة فقط، وتقول: "أللهمّ إنِّي أطعتكَ في أحبِّ الأسماء إليكَ وهو (التوحيد)، ولم أعصِكَ في أبغضِ الأشياء إليكَ وهو (الشِّرك)، فاغفر لي ما بينهما"!

ارسال التعليق

Top