أسرة البلاغ
◄أنا فتاة أبلغ من العمر 25 سنة عملت في العديد من الوظائف، وكان هدفي الوحيد هو تأسيس عمل خاص، وعندما حققت هذا الهدف وأسست شركة إستيراد قطع الغيار والمعدات الثقيلة، إنتابتني العديد من الإحباطات في العمل، في البداية كنت أتعامل مع شركة واحدة فقط، وأحسست أن نشاطي مهم وإنني قادرة على العطاء وعلى الاستمرار، بعدها بفترة رفظت الشركة التعامل معي بسبب إن المدير المالي للشركة لايحب التعامل مع البنات، أصبت بالاحباط بعدها ولم أعد قادرة على العمل، وكل شركة أذهب الى مناقشتها يفتخرون إن هناك فتاة تعمل في هذا المجال ولكنهم لايعطونني فرصة فقط بالكلام، والله العظيم اكتب اليكم وكلي قهر، وقلبي ممتلىء بالحزن وأحس بخنقة من حالي، فلا أعرف هل أكمل مسيرتي أم أتوقف وأذهب الى الوظيفة مرة ثانية.
الأخت الفاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد..
الحياة مدرسة فيها الاخفاق كما أن فيها النجاح، والإخفاق عادة مايكون محطة للتأمل والدراسة وشحذ الهمم ومضاعفة الجهد، فهو محطة نحو النجاح أيضاً، ولو سألت الموفقين في الحياة.. في سائر حقولها: هل كانوا دوماً ناحجين في أعمالهم، لأجابوا: لا، ولو سالت سؤالاً آخر: هل واجهتهم إخفاقات في عملهم، لأجابوا كلهم بـ: نعم.
إذن ليس عليكِ أن تستسلمي بسهولة وتتراجعي عن عملك وأملك بهذه البساطة، خصوصاً وإنكِ بشهادة الجميع: كنتِ شجاعة وتمتلكين الكثير من الثقة بالنفس والملكات القوية لإقتحام حقل إحتكره الرجال.. وحقول العمل منحها الله تعالى للجميع، من دون فرق بين انسان وآخر، وعليكِ أن تشعري بالفخر والاعتزاز لأنكِ كنتِ جسورة وأبية في حياتك وعملك.
إذن واصلي عملكِ وكرري المحاولة مرة أخرى فإن: (من جد ظفر) ولكن في نفس الوقت إدرسي ظروف العمل ومستلزماته بدقة وحاولي أن توفري الشرائط المطلوبة للنجاح.
كرري المحاولة مع الشركة التي تعاملت معها.. إذهبي الى المدير بنفسكِ وكلميه باحترام وبثقة بالنفس وأطلبي منه أن يعطيك الفرصة لكسب الحلال والنجاح في ميدان الحياة.. ذكريه إن كان مسلماً بقصة خديجة زوجة النبي (ص) وكيف كانت تعمل، واطلبي منه أن يعطيكِ الفرصة لكي تكسبي ثقته واعتماده عليك.
وإذا كانت "الأنوثة" تشكل عائقاً ففكري في إختيار موظف لمتابعة الأعمال أو شريك من تثقين به ليكون طرف الاتصال بالشركات المختلفة، وهذا حل عملي إذا توقف نجاح عملكِ عليه.
إذن واصلي عملكِ وكرري المحاولة مرة بعد مرة، وسيكتب لك النجاح بإذن الله، ولكن إذا وجدتِ بعد السعي والجهد أن الباب لازالت مرصدة بوجهك، يمكنكِ عندها التفكير بتغيير شغلك وطلب الرزق من باب آخر، فإن رحمة الله واسعة وهي تنال المؤمنين الذين يبذلون جهودهم وعلى ربهم يتوكلون.
ودمتِ في رعاية الله وحفظه.►
ارسال التعليق