• ٤ كانون أول/ديسمبر ٢٠٢٤ | ٢ جمادى الثانية ١٤٤٦ هـ
البلاغ

في باريس هذا هو العالم الأحمق!

فراس عمر أسعد

في باريس هذا هو العالم الأحمق!
يتسابق زعماء العالم على المشاركة في مسيرة باريس الدولية؛ ردا (حضاريا) ووقوفا إلى جانب فرنسا في حربها ضد الإرهاب، وتضامنا مع الصحيفة (شارلي إيبدو)، وقد شارك فيها الرئيس الفلسطيني محمود عباس جنبا إلى جنب مع من يدّعون أنه قد جوّع الشعب الفلسطيني بأكمله وقنص أموال الضرائب، وترك أكثر من ربع مليون شخص يعانون الفاقة، منتظرين تعطّف إنسانيته، ليتكرم علينا براتب لا يسمن ولا يغني من جوع! ذلكم هو المناضل العالمي نتنياهو الذي ترافق والرئيس، وكان على بعد خطوات منه كما جاء في الخبر لمواجهة إرهاب قام به مواطنان معبآن قهرا مما تحدثه فرنسا في عالمنا بينما نتنياهو يخضع شعبا كاملا للقهر والقتل ولشتى أصناف الإرهاب الدولي يتحول إلى مناضل ومقاوم، فمن أجل (17) شخصا انتفض العالم ليوم أسود في باريس، ولكن (51) يوما من الحمم الإسرائيلية تشوي أهل غزة، وتقتل آلاف الناس وتشرد آخرين، لم يحرك العالم الحر أي ساكن! أي عدالة هذه؟!

هذه صفعة أولى، أما الثانية فإن الرئيس الفرنسي استقبل ممثلي المجموعة اليهودية في فرنسا للبحث معهم في ما وصفه بأنه "عمل مروع معاد للسامية"، في إشارة إلى احتجاز الرهائن في محل بيع الأطعمة لليهود، لاحظوا الخبر احتجاز رهائن، وليس قتلا أو سجنا أو احتلالا. إن أخشى ما نخافه أن يتظاهر العالم غداً ضد شعب بأكمله، كان يسمى في العالم المنقرض (شعب فلسطين). فنحن نزعج اليهود والزعيم المناضل الأخ نتنياهو، رفيقنا في الإنسانية المضطهدة على أيدي الإرهاب الفلسطيني، لنكتشف أننا ضد السامية وضد الحرية فنحن المجرمون، هذا ما سيصلون إليه، وقد وصلوا إليه فعلا، ولكن دون وقاحة معلنة!!

ساعتئذ لا تستغربوا إن شارك سيادة الرئيس بكل تلك النشاطات التي تدين الإرهاب ومعاداة السامية، فيعبر عن انحيازه الكامل، هو والشعب الذي انتخبه للشعب اليهودي في الموطن والشتات ليقف مع قضايا اليهود العادلة؛ فهم (بشر) كما قال قبل ذلك، ألم يتعهد أن ينهي عذاباتهم؟ وها هو يسير بنا نحو ما يرجو من أهداف، فلنصفق لهذه الحكمة الفلسطينية والحنكة المجبولة بالدهاء الذي يحرج الإسرائيليين، ولكن أين الشعراء والمداحون، فليطلقوا قصائد النواح على ما آلت عليه أوضاعنا، إن بقي فيهم قدرة على النواح ولم يفقدوا أصواتهم؟!

 

ارسال التعليق

Top