• ٢٤ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٢ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

التواصل بين المبدع وعناصر الإبداع

التواصل بين المبدع وعناصر الإبداع
◄إنّ المواصلة حركة واتخاذ القرار أمام عدد من المتغيرات يعني المجازفة وتحمل المسؤولية، وهناك ستة أبعاد يمكن إذا توفرت بأقدار ملائمة لدى المبدع أن يَنتُجَ عنها عمل إبداعي جيد وهي:

1- المواصلة الزمنية أو التاريخية: وهي احتفاظ المبدع بسياق الأحداث الذي تراكم لديه منذ البداية وحتى نهاية إنجاز العمل. وهذا يتطلب ذاكرة قوية وامتلاكاً لإطار واضح المعالم.

2- المواصلة الإدراكية: إنّ إدراك الزمان والمكان يعد عاملاً حاسماً في الإبداع، والمواصلة الإدراكية فعل أكثر من كونها موقفاً ثابتاً. والإدراك لا يتعلق هنا فقط بالموقف المباشر، ولكنه إدراك لأُطر عامة وتفصيلات جزئية، وربما كانت العلاقة بين الإدراك والذاكرة من أبرز مكونات الإطار الذي يتم من خلاله إتمام فعل الإبداع.

3- المواصلة الخيالية: وهذا يعني أن ينسج المرء صورة خيالية ثم يتمكن بعد ذلك من تنميتها ومواصلة هذه التنمية دون الوقوع في التناقض أو الخلط والنتاج الإبداعي للأدباء والشعراء وغيرهم من رجال الفن يعتمدون على الخيال، أما في العلم فيعتمد على المنطق والمقدمات المنطقية، ويأتي الخيال في تصور فروض جديدة.

4- المواصلة المنطقية والتقييمية: أي أن تتفق النتائج مع المقدمات وأن يتحدث المبدع بلغة شخصية واضحة، وأن تكون الأفكار الكلية ذات مغزى أكبر من مغزى كلّ جزء.

5- المواصلة الإيقاعية والمزاجية: المبدع يخضع في عمله لإيقاع معين، وإذا اعترفنا بأنّ الجهد الإنساني ذو طبيعة متجانسة في الموقف العادي وفي موقف الإبداع فإنّ النتيجة التي نخرج بها هي أنّ مواصلة الاتجاه من الناحية المزاجية والوجدانية ما يميز المبدع أثناء فعل الإبداع.

6- المواصلة الطبيعية والأدائية: وهي الجانب المسؤول عن إخراج المادة المبدعة إلى حيز التنفيذ، وهذا الجانب يتطلب أساساً احتفاظ المبدع بقدر من الطاقة البدنية والنفسية التي تعينه على المواصلة.►

 

المصدر: كتاب الإبداع ذروة العقل الخلّاق

ارسال التعليق

Top